|| Midline-news || – صحيفة الوسط
.
وكعادة كل الغرباء كنا نعيد قراءة المدن والأماكن والأوقات والصباحات، حتى الصّباحات لم تنجُ من تطفلنا على انفلاتها الأزلي من روتين الحياة.
كان موسم العودة إلى المدارس؛ يعني ببساطة موسم العودة من الإجازات وتصبح نهاية شهر آب، مثل نهاية مملة لحكاية حلوة، واستعادة الإلفة مع عجقة باصات المدارس وازدحام الشوارع وحرارة شمس هذه البلاد تصبح من أحلى مهاراتنا مادام عسل تلك الأيام التي قضيناها مع الأهل دبقاً على شفاهنا.
بعد أن تدبّرنا ترتيب المسافات والانتظار وملأنا الأماكن والمقاهي بأحاديث السفر والعودة؛ وكل مابينهما من لقاءات ووداع، كيف نمضي في لعبة الحياة ونعيد تسمية الأشياء؟!
من يكسر رتابة هذه المدينة بعد أن رحل معظم الغرباء عنها، من يقول لي: بكرا أول يوم مدارس، اعملي حسابك لتكوني الساعة السابعة على الطريق السريع؟!
من غيرنا، نحن الغرباء، ننثر ألفتنا في هذه البلاد ونتبادل مهاراتنا في الاحتيال على الحنين؟
.
.
