“موندياليزاسيون”: اقتران قوة موسكو وبكين تحول نموذجي في التوازن

خلصت “موندياليزاسيون” إلى استنتاج مفاده أن اقتران قوة موسكو وبكين تحول نموذجي في التوازن، ليس بقدور أمريكا مواجهته أو تجاهله في العلاقات الدولية.
وتابعت .. تدرك الصين أن روسيا استطاعت مواجهة الغرب بمفردها، وأظهرت الحرب أن هذا الغرب لم يكن على مستوى المواجهة.
هذا التقييم من قبل بكين سيكون له أيضاً تأثير على السياسة الغربية على المدى المتوسط إلى الطويل، ليس فقط في منطقة أوراسيا فحسب، بل أيضاً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
“موندياليزاسيون”: الحرب في أوكرانيا تحولت إلى حرب استنزاف
سلط “هو شيجين” المحرر السابق لصحيفة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في مقال نُشره قبل بضعة أسابيع في غلوبال تايمز، الضوء على هذا التقييم الصيني.
فقد كتب “هو شيجين” أن الحرب في أوكرانيا تحولت إلى حرب استنزاف بين روسيا والغرب، بينما من المفترض أن يكون الناتو أقوى بكثير من روسيا، فإن الوضع على الأرض لا يبدو ذلك، وهو ما يثير قلق الغرب.
وقد توصل “هو” إلى بعض الاستنتاجات المذهلة، بأن الولايات المتحدة والغرب وجدت أن هزيمة روسيا أصعب بكثير مما كان متوقعاً، ورأى إنهم يعلمون أن الصين لم تقدم مساعدات عسكرية لروسيا، والسؤال الذي يطاردهم هو: إذا كانت روسيا وحدها من الصعب بالفعل التغلب عليها، فماذا لو بدأت الصين حقاً في تقديم مساعدات عسكرية لروسيا، باستخدام قدراتها الصناعية الهائلة من أجل الجيش الروسي؟ هل سيتغير الوضع في ساحة المعركة الأوكرانية بشكل جذري؟.
يمكن لروسيا بمفردها أن تسيطر على الغرب بأكمله بأوكرانيا
علاوة على ذلك، يمكن لروسيا بالفعل، بمفردها، أن تسيطر على الغرب بأكمله في أوكرانيا، وإذا أجبروا الصين وروسيا حقاً على التحالف، فما هي التغييرات التي ستحدث في الوضع العسكري العالمي؟ .
أليست الفكرة السائدة في الولايات المتحدة وأوروبا بأن التحالف الروسي الصيني هو تحالف من غير المتكافئين بحد ذاته مغالطة غربية تخدم مصالحها الذاتية؟
إن “هو” على حق، فعلى الرغم من أن القوة الإجمالية للصين لا تزال أقل من قوة الولايات المتحدة، إلا أنه بالاقتران مع روسيا، هناك تحول نموذجي في التوازن ولن يكون للولايات المتحدة القدرة في فعل ما يحلو لها.
تشترك روسيا والصين في نفس القلق: يجب أن يعود النظام العالمي إلى نظام دولي يتمحور حول الأمم المتحدة ويقوم على القانون الدولي، وليس هناك شك في أن استراتيجية كلا البلدين هي الإطاحة بالنظام القائم على القواعد الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة والعودة إلى نظام دولي محوره الأمم المتحدة.