اقتصادالعناوين الرئيسية

منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي .. الدكتور فائز حوالة – موسكو ..

|| Midline-news || – الوسط ..

 

يعتبر الاقتصاد العجلة المحركة لجميع مفاصل الحياة في مختلف بلدان العالم وبمختلف توجهاتها السياسية وهو في نفس الوقت يعتبر العامل الرئيس في شن وخوض الحروب من اجل تقوية اقتصاد دولة بعينها على حساب الدول التي تشن ضدها الحروب لان تلك الدولة التي تسعى الى شن حروبها الاقتصادية تحت عناوين مختلفة تخشى المنافسة الاقتصادية بالدرجة الاولى وتعتبر ان شن وخوض الحروب الطريق الاقرب والارخص لدفع عجلة تنميتها الاقتصادية على حساب الدول الفقيرة او الضعيفة بغض النظر عن الخسائر البشرية التي تتحملها الدول المستضعفة والتي تتمتع في نفس الوقت بوفرة كبيرة  من الثروات الطبيعية في الدرجة الاولى ولكن لاتمتلك القدرة الكافية على استثمارها بمفردها , من هنا كانت الاطماع عند بعض الدول الغربية منها بالتحديد في بسط هيمنتها وسيطرتها وباشكال مختلفة على الدول الفقيرة لاستغلال خيراتها وثرواتها وتوظيفها في بدفع عجلة التنمية الاقتصادية ورفع مستوى معيشة افرادها على حساب تلك الدول , ولم تقتصر الدول الغربية على نهج اسلوب الاستعمار المباشر عن طريق خوض حروب مباشرة كما كان عليه الحال ابان الامبراطوريات المختلفة والاحتلال العثماني للدول العربية على سبيل المثال ومن بعده استعمار الدول الغربية لمختلف دول العالم كالاحتلال الفرنسي والبريطاني للدول العربية والافريقية وصولاً الى الاحتلال الامريكي لافغانستان والعراق وخوض الحروب غير المباشرة وتحت شعارات مختلفة كنشر الديموقراطية والتخلص بما يسمونه بالتخلص من الديكتاتوريات التي تحكم بعض الدول ” التي وبكل تأكيد تتمتع بمواقع جيواستراتيجية هامة او تمتلك ثروات اقتصادية مهمة ووفيرة وفي مقدمتها مصادر الطاقة بمختلف اشكالها “.

وبعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وانهيار منظومة الاقتصاد الاشتراكي على حساب منظومة الاقتصاد الرأسمالي المتوحش الذي استطاع فرض نفسه على مختلف الدول الاشتراكية السابقة اضافة الى تلك الدول التي كانت تدور في فضاء العالم الرأسمالي واعتقد القائمون على هذا النظام ان نظام الهيمنة الرأسمالية على العالم اجمع قد تم بالفعل وشعرت الدول الرأسمالية بنعشة انتصارها على النظام الاشتراكي ونمت اقتصادياتها بشكل اكبر واسرع على حساب تلك الدول التي اصبحت اسواقاً جديدة لتسويق مختلف منتجاتها وفي مقدمتها العسكرية منها وكذلك اغراقها بالقروض الخارجية الامر الذي سمح لها باستعمار تلك الدول اقتصادياً  وتجنيد جميع مواردها وثرواتها لصالحها .

ولكن وبعد تعافي روسيا الاتحادية وعودتها الى لعب دورها الدولي وفي مختلف قارات العالم وهي صاحبة الخيرات والثروات الطبيعية الهائلة والقوة العسكرية الخارقة والتي استطاعت وبفترة وجيزة للغاية ان تصبح عائقاً اساسياً امام استغلال الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية للدول الفقيرة , فهي اصبحت المورد الاساسي للقمح والحبوب  في العالم وخاصة للدول الفقيرة والنامية وهي اصبحت  من اوائل الدول في العالم بتصدير الغاز الطبيعي سواء السائل منه او المنقول عبر الانابيب الى اوربا تحديداً واستثمرت بذلك مليارات الدولارات لتنفيذ هذه المشاريع الى جانب مشاريع توليد الطاقة الكهربائية في مختلف دول العالم متبعة بذلك اسلوب الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية  بين مختلف دول العالم على عكس الدول الغربية التي انتهجت اسلوب التبعية الاقتصادية الاستراتيجية مع الدول المستضعفة او الفقيرة ولم تتبع على الاطلاق انتهاج اسلوب الارهاب الاقتصادي الذي تتبعه الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية لتأمين مصالحها على حساب مصالح باقي الدول .

لقد انتهجت الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية اسلوب تشويه الوجه الحقيقي لروسيا الاتحادية عبر استخدامها وسائل الاعلام وبمختلف اشكالها لابراز روسيا الاتحادية بانها دولة لم تصل ولن تصل الى مرتبة الدول المتقدمة والمتحضرة وانما هي دولة ربما لم تتخطى حدود دولة اقليمية وان اقتصادها منهاراً ويعاني من مشاكل وصعوبات وتدهور , وهو امر يعاكس الحقيقة تماماً ولكن الهدف من وراء ذلك كان اثارة الرعب والخوف في صفوف اصحاب رؤوس الاموال والمستثمرين في مختلف دول العالم لضخ استثماراتهم ورؤوس اموالهم بالاقتصادي النامي لروسيا الاتحادية مما يعني هروب رؤوس الاموال من الدول الغربية واستقراره في روسيا .

كل هذه النتائج كانت من خلال السياسات الاقتصادية التي انتهجتها روسيا الاتحادية فس مجال تشجيع الاستثمارات المحلية والاجنبية وحمايتها وتقديم التسهيلات الكبيرة لممارسة الاستثمارات في مختلف اشكالها على اراضي روسيا الاتحتادية اضافة الى النظام الضريبي الافضل في دول العالم لناحية الاستثمارات ومن اهمها ضريبة الدخل والارباح التي تعتبر الاقل بكثير من الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية فعلى سبيل المثال فان ضريبة الدخل الشخصي في روسيا هي عند 13% فقط من الدخل مقارنة بمثيلتها في الدول الغربية التي تصل في بعض الاحيان الى 75% اضافة الى اقامة روسيا الاتحادية لمناطق الصناعة الحرة والاعفاءات الضريبية لعدد كبير من انواع الصناعات والاستثمارات على اراضيها والكثير الكثير من التسهيلات التي تقدمها لانعاش الاستثمارات والصناعات على اراضيها الامر الذي انعكس وبشكل مباشر ليس فقط على توطين مختلف انواع الصناعات كمعامل صناعة السيارات المختلفة ” فورد , هونداي ,هوندا, اوبل , فولكسفاغن , مرسيدس, اودي , ب ام دبليو , تويوتا…. وغيرها الكثير  ” وكذلك نجد بان روسيا الاتحادية بعد ان كانت مستوردة للقمح اصبحت المصدر الاول في العالم لهذه السلعة الاستراتيجية الى جانب تصديرها للحوم بمختلف انواعها وفي مقدمتها الدجاج ” الحلال منه للدول العربية ”  والزيوت النباتية ….. الخ كل ذلك كان نتيجة مباشرة للعمل الدؤوب للحكومة الروسية وايصالها الصورة الحقيقية للعالم عن روسيا التي حاولت الدول الغربية تشويهها والتقليل من من طبيعتها ,

بحيث انتهجت روسيا الاتحادية سياسة خاصة للتعريف عن نفسها وامكانياتها وقدراتها وسلمية شعبها وحبها للتعامل مع مختلف دول العالم وربما كان تنظيم روسيا الاتحادية لبطولة العالم بكرة القدم في العام 2018 التأثير الكبير في ايصال الصورة الحقيقية للعالم اجمع عن روسيا بسبب الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها كرة القدم في مختلف دول العالم بالاضافة الى تنظيمها في العام 2014 للالعاب الاولمبية الشتوية في مدينة سوتشي وغيرها من الفعاليات الرياضية ذات الطابع الدولي كل ذلك ساهم وبشكل مباشر في التكويعة الدولية باتجاه روسيا الاتحادية ليبقى ايضاً عاملاً مهماً مساهماً بشكل مباشر ليحاكي اصحاب رؤوس الاموال وبشكل مباشر وبلغتهم التي يفهمونها وهي تنظيم المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية المختلفة التي كانت منافسة بل وسباقة للمؤتمرات والمنتديات التي تنظمها الدول الغربية على غرار مؤتمر دافوس الدولي على سبيل المثال , ومن بين هذه المؤتمرات والمنتديات الدولية الاقتصادية التي تنظمها روسيا الاتحادية هي مؤتمر يالطا الدولي ومؤتمر فالداي اضافة الى مؤتمر سانت بطرسبرغ الدولي والذي بدأت روسيا تنظيمه منذ العام 1997 ولكن ومنذ العام 2006 اصبح يقام تحت رعاية ومشاركة رئيس الاتحاد الروسي ليصبح بذلك منتدى سانت بطرسبرغ منبراً عالمياًرائداًللتواصل بين ممثلي اوساط الاعمال ومناقشة القضايا الاقتصادية التي تواجه روسيا والاسواق الناشئة والعالم اجمع .

ويأتي انعقاد مؤتمر سانت بطرسبرغ في نسخته الثالثة والعشرون هذا العام والذي سيتم بين 6-8 من الشهر الحالي ضمن تحديات دولية جديدة متمثلة بالدرجة الاولى الارهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة الامريكية عبر اتباعها لفرض مايسمى بالعقوبات الاقتصادية ليس فقط على روسيا وانما على مختلف دول العالم ومن ضمنها تلك الدول الحليفة والصديقة والتابعة لها بهدف وحيد متمثلاً بابقاء الهيمنة الاقتصادية الامريكية على مختلف اقتصاديات العالم وايقاف التنمية الاقتصادية فيها لما تمثله من تهديد مباشر للاقتصاد الامريكي الذي ظهرت ملامح تدهوره بشكل واضح للعيان وخاصة في ظل المديونية الامريكية التي تجاوزت قيمتها ال 22 ترليون دولار .

وعام بعد عام يزداد الاهتمام بهذا المنتدى من قبل  ممثلي اوساط الاعمال ورؤساء المنظمات والشخصيات والخبراء والعلماء والاعلامييناضافة الى اتساع جغرافيا المشاركين في المنتدى  ففي العام 2018 شاركت فيه 143 بلداً حول العالم ومايزيد عن 200 رئيس شركة اجنبية و 700 شركة روسية عملاقة كما شارك فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الياباني ابي ونائب رئيس جمهورية الصين الشعبية شان ومديرة صندوق النقد الدولي لاغارد وفي  هذا العام سيشارك فيه اكثر من 80000 مشارك من 195 بلداً حول العالم ويبحث فيه المشاركون بالاضافة الى توقيع العقود التجارية في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية في ظل التحديات الجديدة امام الاقتصاد العالمي ومنها المنافسة غير النزيهة وكذلك سبل الدفع قدماً في عملية التنمية الاقتصادية العالمية القائمة على اساس الاحترام المتبادل لاستقلالية تلك الدول والمنفعة المشتركة من خلال عمليات اقتصادية شفافة ونزيهة هدفها رفع المستوى المعاشي لجميع الشعوب وليس تقديم مصلحة اقتصاد وشعب على حساب الاخرين  وخاصة في ظل الوضع الحالي من التحديات التي تواجهها اقتصاديات مختلف دول العالم ومحاباة التقدم والتطور العلمي والتقني وتغيرات المناخ في العالم .

مرة أخرى تثبت روسيا الاتحادية وبجدارة لجميع دول العالم بانها وشركائها في مختلف دول العالم وفي مقدمتها مجموعة بريكس والاتحاد الاوراسيوي ومجموعة الدول المستقلة وغيرها من التجمعات الاقتصادية التي اقامتها وتسعى الى اقامتها في المستقبل , بان العالم اليوم اصبح قرية صغيرة وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم امام شعوبهم لتأمين حياة كريمة وضمان نسبة نمو اقتصادي حقيقي لدولهم الامر الذي سينعكس بشكل ايجابي على مستوى معيشة كل مواطن في مختلف دول العالم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى