منتجات من الصابون والشامبو صديقة للبيئة ومصنّعة من مواد طبيعية ..
ماهر قتابي: أتمنى انتشار ثقافة استخدام الصناعات الصديقة للإنسان والبيئة

|| Midline-news || – الوسط …روعـة يـونـس ..
زارت “الوسط” معرض الزهور الدولي الذي أقيمت دورته الحالية برعاية المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء، وافتتحه يوم قبل أمس المهندس محمد رامي مرتيني وزير السياحة. إذ أقامت المعرض وزارة السياحة بالتعاون مع محافظة دمشق في حديقة تشرين، بمشاركة دولية وعربية ومحلية.خلال الجولة على المعرض، توقفت “الوسط” عند جناح مجموعة صابون وشامبو “شام مارسيل” حيث تُعدّ حرفة صناعة الصابون من زيت الزيتون والغار من الحرف التقليدية، التي اشتهرت بها سوريا.
ولفت انتباهنا أنه جناح حرفي تتصدره أنواع متعددة من الصابون والشامبو وبأشكال وألوان مختلفة. وفي لقائنا مع الحرفي السيد ماهر قتابي الذي قام بتصنيع هذه المجموعة يدوياً بأدوات بسيطة، نظراً –كما يقول- لما كانت تمر به سورية فقد ولد المشروع بعد الحرب التي وقعت على سورية وبسبب اضطرار الكثير من السوريين اجتراح المعجزات ليكملوا العيش وسط ظروف قاهرة مادية ونفسية وإنسانية.
الذكريات نقطة انطلاق ..
استزدنا من قتابي بمعلومات أكثر عن بدايات المشروع وكيفية ولادته؟
-فقال “بسبب الحرب تهجرت مع عائلتي مثل الآلاف من السوريين من “غوطة دمشق” بعد أن تعرضت منازلنا و منشآتنا الصناعية للدمار لذلك أصبحنا بدون مصدر للرزق،فقررت ألا استسلم لليأس، إذ يُعرف عن السوريين أنهم لا يستكينوا للظروف ولا يسمحون لها أن تغلبهم.
خلقت الفكرة من ذكريات طفولتي، حيث كان أعمامي يتقنون صناعة الصابون، فانطلقت من مطبخ المنزل وبأدوات بسيطة وتبادلت الخبرات مع أصدقاء لي كيميائيين وبالمثابرة والجهد وصلت لنتائج مشرفة -بشهادة أساتذة كيمياء- واستطعت أن أكوّن منشأة صغيرة بأدوات صنعت أغلبها بيدي بسبب عدم توفر رأس المال اللازم، كما أن دراسة الرسم ساعدتني في ابتكار ما أحتاجه من أدوات”.
زيوت طبيعية وأعشاب طبية ..
-يقول “اعتمادي الأساسي كان على الزيوت المتوفرة في محيطي، والصديقة للبيئة وبشرة الإنسان، إضافة إلى الأعشاب الطبية. واتبعت طريقة تحضير الصابون على “البارد” وهي طريقة لا تقبل إلاّ الزيوت البكر النقية. والتزمت بزيوت محددة لمنتجاتنا من الصابون والشامبو كزيت الزيتون البكر، وزيت جوز الهند، وزيت الخروع، وزيت النخيل، وزيت دوار الشمس. وهي زيوت تشكّل مجموعة متكاملة وبنسب مدروسة لتعطي أحسن النتائج للبشرة والشعر”.
وعن الميزات التي تنفرد بها المنتجات.. يقول قتابي : “تتميز منتجاتنا من الصابون عن غيرها بالإضافات: مثل الزيوت الطبية كزيت اللوز وحبة البركة والغار والميرامية إضافة للأعشاب الطبية كالبابونج واللافندر والزعتر، مع عصائر طبيعية كالجزر والليمون أو مصل اللبن والحليب. فتحضير الصابون على البارد يتطلب درحة حرارة منخفضة حتى لاتفقد الزيوت فوائدها، وكل نوع من الصابون يتطلب درجات حرارة مختلفة تحددها الإضافات”.
منتجات آمنة للكبار والصغار ..
ثمة فوارق بين صناعة الصابون وصناعة شامبو الاستحمام، وشروط يجب توفرها، يشير إليها القتابي “تختلف تقنية صناعة الشامبو عن صناعة الصابون. فالشروط الخاصة بالشامبو تتصل بالتحضير الأولي لمواده؛ أيضاً بدرجة حرارة منخفضة، إنما بنسب متفاوتة. لأن طريقة الإعداد مختلفة وتحتاج إلى وقت أطول، يستغرق عدة أيام حتى نصل إلى الهيئة المناسبة والقوام المطلوب. كما يُضاف للشامبو بعض المحسنات كالفيتامينات والغليسيرين والعسل والأعشاب الطبية التي تميز أنواع الشامبو. ومع تراكم الخبرات ومزيد الإنتاج تمكنا من توفير منتجات آمنة للكبار والصغار، بعد التوصل إلى تركيبة الشامبو الطبيعية التي تعالج حالات تلف الشعر بسبب استخدام الشامبو الكيميائي والصبغات”.
العودة إلى الطبيعة ..
تحيط بكل مشروع بعض الصعوبات خاصة في زمن الحرب، تجاوزها قتابي بالعمل الجاد والجهد والصبر، وباتت لديه نظرة إلى آفاق مشروعه هذا، يقول “مررنا في البداية ببعض الصعوبات، بسبب غياب ثقافة التفريق بين المنتج الكيميائي والطبيعي إضافة إلى الجدوى الاقتصادية واختلاف الأسعار بين المنتج الكيميائي الذي يحمل أضراراً على المدى البعيد للشعر والبشرة، وبين المنتجات الطبيعية الآمنة! بينما نذكر جميعاً كيف كانت الجدات تتمتعن بشعر حسن المظهر لاستخدامهن المنتجات الطبيعية. لكن اليوم يزداد الوعي والعودة إلى الطبيعة، فقد تمكّن الكثير من المستهلكين لمنتجاتنا أن يلمسوا الفرق ويحصلوا على نتائج جيدة”.
ويشير قتابي إلى أحلامه وطموحاته في مجال صناعته، يقول “أطمح أن تتوسع ثقافة العودة الى الطبيعة والتعامل مع المنتجات الصديقة للإنسان والبيئة. وهذا ما لاحظته لدى روّاد المعرض رغم أنه ما زال في أيامه الأولى. وكوننا نصنع منتجاتنا بطرق مختلفة عن الآخرين فهذا يحقق لنا التميز بمنتجاتنا وكل مجموعة جديدة نطرحها، لأنها ثمرة تعب وإصرار وإخلاص، وأيضاً حب للعمل وللناس”.