العناوين الرئيسيةمرايا

مضايا تستعيد مرحلة من تاريخها .. السيران الذي تحوّل إلى رحلة تسوق للمهربات ..

الرحلة إلى منطقة “مضايا”، لم تعد مجرد “سيران”، بالنسبة لمن يمتلك سيارة وكمية من البنزين تكفي لهذه الرفاهية، فـ”السيران”، تحول إلى رحلة تسوق للمهربات، وخاصة بعد أن استعادت المدينة مرحلة من تاريخها في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي حين كانت مقصداً للتسوق والحصول على بضائع مهربة وغير متوفرة في السوق السورية النظامية،بضائع من مختلف الأصناف الغذائية والتبغ والمعسل والكحول، خاصة للماركات التي اصبحت مفقودة في الأسواق أو التي لا تدخل إلى الأسواق المحلية إلا عبر التهريب، ويشجع فارق السعر بين المحال التي تتعامل بالمهربات في دمشق والمحلات في منطقة مضايا، يشجع زائر الريف الغربي للعاصمة على إنفاق مبالغ كبيرة لشراء “مونة”، مما يريد.

وذكر عدد من الأشخاص الذين تواصلت معهم “صحيفة الوسط”، أن أصحاب المحال التجارية في مضايا يطالبون أصحاب السيارات من الزوار بعدم ركن سياراتهم أمام أبواب محالهم لكي تبقى الواجهة مكشوفة للعابرين بما يمكنهم من رؤية كامل أنواع المهربات التي تغري الزبون لإنفاق ما بين مليون إلى مليوني ليرة سورية في “سيران الجمعة”.

لكن يشتكي زوار المنطقة من عدم انضباط الأسعار في المنشآت السياحية، إذ يمكن أن يكون لـ “كيلو الكباب”، على سبيل المثال، أكثر من سعر في المنطقة نفسها.

المواد الغذائية المستوردة والمعلبة تحظى بمكانة خاصة عند زوار مضايا، فهي من الأنواع التي فُقدت من السوق السورية منذ بداية الأزمة، خاصة المربيات والسمنة وحليب الأطفل، إضافة إلى أنواع مختلفة من “الشيبس – البسكوت – الشوكولا”، وحتى المشروبات الغازية أو المشروبات الطبيعية، ويقول أحد زبائن المهربات “العين تشتهي قبل الفم، والأسعار هنا أرخص من أسعار محلات منطقة السومرية بكثير”، في إشارة منه إلى المحال التجارية الموجودة بالقرب من “كراج السومرية” في الطرف الغربي من العاصمة، والتي تبيع المهربات بشكل علني.

     

التبغ الأجنبي والمعسل والكحوليات، موجودة على واجهة المحال التجارية بكامل أصنافها وماركاتها، وقد تجد على رفوف “السوبر ماركت”، المنظفات المهربة وأدوية تعد من “المقويات الجنسية”، بما حوّل “مضايا”، بفعل التهريب إلى “منطقة حرة”، مفتوحة الأبواب على مصرعيها دون أن يكون ثمة رقابة على مكافحة المهربات من قبل الجهات المعنية، إذ تعتبر تجارة المهربات من عمليات السوق التي تستجر كميات كبيرة من العملة الأجنبية من السوق السوداء، فالتاجر يبيع بالليرة ويشتري بـ الدولار، وسعر صرف الأخير يتحكم بأسعار المهربات التي وإن ارتفعت ستبقى أرخص من المستوردة بشكل نظامي.

يستغرب أحد الزبائن من وجود دوريات “جمارك”، على الطرقات دون أن تدخل إلى “مضايا”، إلا أن الاستغراب يمضي سريعاً حينما يعرف بأن دورية الجمارك تغادر مركز عملها الأساس في دمشق نحو الوقوف على “أتستراد السلام”، الواصل إلى القنيطرة، أو حتى بالقرب من “مفرق جديدة”، بعد المرور من أمام المحال التجارية في السومرية دون أن تستوقفها كمية المواد المهربة المعروضة بشكل علني.

خاص – الوسط

 

تابعونا على فيس بوك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى