العناوين الرئيسيةفضاءات
مسرحية توحش.. تعرض عوالم العزلة وآثارها أمام جمهور حلب

مسرحية توحش أحدث عمل فني يتناول أفكار العزلة والعولمة وآثارها على حياة الإنسان. يقدمه مسرح حلب القومي يومياً في دار الكتب الوطنية برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة السورية. لينهي الموسم الشتوي بهذا العرض الذي يطرح الكثير من القضايا التي تخص إنسان هذا العصر.
مسرحية توحش من تأليف الكاتب العراقي علي عبدالنبي الزيدي، وإخراج الفنان حكمت نادر عقاد، وتصميم الديكور للفنانة التشكيلية المبدعة لوسي مقصود. وبطولة كل من: منيسا ماردنلي وعبيدة صادق ونايا دنبكلي.
تدور أحداثها بين جدران غرفة العزل، حيث يتحدث النص عن فيروس غريب متناهي الحجم، له علاقة بالعولمة المتوحشة التي تسيطر علينا، يكشفها أبطال مسرحية توحش الثلاثة: (العروس والعريس والممرضة). فغرفة العزل هي غرفة الزفاف، وفيها تجري أربعة أزمنة ليلة الزفاف، 7 أيام، و7 سنوات، وتقع فيها الكثير من المشكلات والحوارات التي تبدو شكلياً انها تتعلق بقضايا وعادات وهموم بين العروس والعريس. لكن في جوهرها تطرح جملة من القضايا، وتوجه العديد من الرسائل المواربة، عبر جملة من الإشارات الرمزية (عزلة فرضها فيروس لا يكاد يرى، لكنه استطاع إرباك العالم وقلبه رأساً على عقب، وإفساد حياة الإنسان من خلال بناء جدار عازل يحول دون تحقيق أبسط أمنياته وأصغر أحلامه، ولا يتوقف بعد شهر أو عام، بل يمتد تأثيره السلبي معلناً حياة كارثية طيلة سنوات قادمة)!
.
.

لاشك سيحظى مشاهد المسرحية برؤية (الممثلين) ضمن شخصيات فيها الكثير من التنقلات، تلعب على الإحساس والحالة الشعورية والتناقض والقلق بين الرفض والقبول. بين نعم ولا، وتقلّب الشخصيات المتداخلة التي تعكس أحياناً التوحش، انطلاقاً من الخوف والوحشة الضمنية الذاتية، التي ساهمت ديكورات الفنانة مقصود في توفير وتخليق الفضاء المناسب لإظهار ذاك التوحش.
وعبر بادرة جميلة، أفسحت إدارة “مسرح حلب القومي” فرصة مشاهدة المسرحية لغير الجمهور الحلبي، عبر روابط إلكترونية (مقتطفات) نشرتها عبر مواقعها على وسائل الاتصال (وهو ما أتاح لنا مشاهدتها) بهدف إطلاع الناس على فصول المسرحية، ونشر الأفكار الهادفة العميقة (التي أشار إليها المؤلف الزيدي) والتي تحتاج أحياناً إلى مشاهد مهتم بالمسرح، مشاهد ذكي لديه شغف في تفكيك رموز المسرحية!
ربما لهذا عوّل مخرج العمل الأستاذ عقاد وإدارة قومي حلب -كما جاء في البروشور الخاص بالمسرحية- “على المثقفين في تفكيك رموز الأعمال المسرحية المحلية الهادفة التي نحرص على تقديمها، وتقديم كل ماهو مميز بفكره ومضمونه”.
.
ربما لهذا عوّل مخرج العمل الأستاذ عقاد وإدارة قومي حلب -كما جاء في البروشور الخاص بالمسرحية- “على المثقفين في تفكيك رموز الأعمال المسرحية المحلية الهادفة التي نحرص على تقديمها، وتقديم كل ماهو مميز بفكره ومضمونه”.
.
*روعة يونس
-نابعونا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews