مجلة “فوكس” الألمانية: العائدون من “داعش”..تهديدات ورعب لأوروبا

|| Midline-news || – الوسط …
رغم هزيمة تنظيم “داعش”الارهابي في سورية والعراق، وانفراط عقد مقاتليه،إلا أنه لا يزال يمثل تهديداً قوياً تجاه أوروبا، عبر خلاياه النائمة المنتشرة في القارة.
إذ كشفت تحقيقات قامت بها جهات أمنية ألمانية حول خلية إرهابية شكّلها مجموعة من الأشخاص المنحدرين من طاجكستان، ويعيشون في غربي ألمانيا، سيناريوهات خطيرة لخطط “داعش” .
فقد تم العثور على وثائق تكشف خطط التنظيم لتنشيط خلاياه النائمة في أوروبا، وشن هجمات بطائرات بدون طيار و تحضير مواد كيماوية محظورة.
بداية الخيط كانت عند السويسري “دانيال”، الإرهابي السابق في صفوف تنظيم “داعش”، والمسجون حالياً في سجن تابع للقوات المدعومة من التحالف الدولي في سورية.
ووفق ما نقلته مجلة “فوكس” الألمانية عن مصادر أمنية مطلعة، فإن “دانيال” خضع للاستجواب على يد السلطات الأمريكية في معسكر اعتقال سوري يديره المسلحون الأكراد، في صيف 2019.
وكان “دانيال” المعروف بالاسم الحركي “أبو مريم”، مدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية، لأنه عنصر أساسي في وحدة عمليات تنظيم “داعش” في الخارج، كما أنه صديق مقرب من أحد الداعشيين المسؤولين عن قيادة هذه الوحدة.
وحسب تقرير صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي التابع للشرطة الفيدرالية الأمريكية، سرد “أبو مريم” خلال التحقيقات، أسماء لقيادات “داعش” بالتفصيل، ووصف بعض التحضيرات للعمليات التي يخطط لها التنظيم، وعناصره الذين سافروا للقاء صانع قنابل في ألمانيا قبل 4 سنوات، للحصول على خبرة في تصنيعها.
ووفق اعترافات أبو مريم، التي نقلتها مجلة “فوكس”، فإن التنظيم الإرهابي خطط أيضاً لاستهداف خزانات النفط في مدينة “بازل” السويسرية.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، أرسل التنظيم 11 عنصراً إلى تركيا، تمهيداً لتسللهم كلاجئين إلى ألمانيا لتنفيذ هجوم بمتفجرات على أحد خطوط مترو الأنفاق في الأراضي الألمانية، لكن العملية فشلت.
وبنتيجة المعلومات والتحقيقات التي حصلت عليها هيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية” في ألمانيا، إضافة إلى ما أدلى به الإرهابي “أبو مريم” من اعترافات عكفت على دراستها، خلصت القيادات الأمنية إلى أن قادة “داعش” قرروا منذ عام 2018 التخطيط لعمليات انتقامية في أوروبا.
وتلقت الهيئة معلومات أخرى تفيد بأن قيادة “داعش” أمرت بشن هجمات في أوروبا الغربية باستخدام “الخلايا النائمة”، للرد على الخسائر التي لحقت في وقت سابق بالتنظيم داخل سورية والعراق.
وفي هذا الإطار، رصدت السلطات الألمانية خلية إرهابية تابعة لداعش ومكونة من 7 لاجئين منحدرين من طاجكستان في ولاية شمال الراين وستفاليا (غرب)، خلال الأشهر الماضية.
وتشير التحقيقات إلى أن المجموعة كانت تخطط بالأساس لاستهداف الأحداث الرياضية، والقاعدة الجوية الأمريكية في ولاية “راينلاند” وغيرها من الأهداف الحيوية.
كما خططت الخلية لتنفيذ هجمات في ألمانيا باستخدام طائرات بدون طيار ( درون) مفخخة، و أنهم بالفعل حاولوا تصنيع عبوات ناسفة.
واكتشف المحققون الألمان أن أعضاء الخلية جمعوا معلومات عن دورات تدريبية حول الطيران الشراعي.
وفي مارس/آذار 2020، حصلت السلطات الألمانية على معلومات من نظيرتها الروسية، تفيد بأن “داعش” يخطط لتنفيذ هجمات دهس بالسيارات في ألمانيا، وتنفيذ انفجارات غاز في شقق مستأجرة في مبان مأهولة بالسكان، لاسقاط أكبر قدر من الضحايا.
وفي ذلك الوقت، كانت السلطات الأمنية قد استطاعت فك سياج السرية الذي فرضته هذه الخلية الداعشية، و قامت متابعة وتسجيل مكالمات لأفرادها يتحدثون عن شن هجمات.
كما استطاعت السلطات اختراق محادثة على تطبيق “تيليغرام”، بين الخلية وقيادي في “داعش” بسورية، يدعى أبو فاطمة، حيث طالب الأخير أعضاء الخلية بسرعة تنفيذ الخطط في ألمانيا.
وكشفت المعلومات أن خلية ألمانيا كانت على اتصال وثيق بخلية أخرى تابعة للتنظيم الارهابي في النمسا، تم الابلاغ عنها من قبل السلطات النمساوية أواخر العام 2019، واتهمتها بتدبير هجمات إرهابية على أسواق الكريسماس في مدينة “فيينا”.
وبحسب مجلة ” فوكس”، تمكنت السلطات الألمانية من اعتقال أعضاء خلية الطاجيك في عمليات أمنية متلاحقة، تمت خلال شهري أبريل/نيسان، وأغسطس/آب 2020،
يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام – “داعش” قد ظهر في عام 2004 بالعراق على يد أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل لاحقاً في غارة جوية أمريكية في 2006.
واستغل عناصر التنظيم ما سمي بـ”الربيع العربي”، والفوضى التي شملت العديد من الدول العربية، ليظهر التنظيم عام 2014 عندما سيطر على مدينتي الموصل وتكريت (شمال) بالعراق، ثم محافظات الرقة (شمال) وإدلب ودير الزور (شرق) بسورية.
وبعد نحو 5 سنوات من سيطرة “داعش” الإرهابي على مناطق عدة بسورية، جاء عام 2019 حاسماً في الحرب على التنظيم الذي خسر آخر معاقله بالبلاد، وكذلك مقتل زعيمه أبوبكر البغدادي بعملية نوعية.
ورغم سقوط آخر معاقل التنظيم في بلدة “الباغوز” السورية، حذر مسؤولون غربيون وخبراء في شؤون الجماعات المتطرفة من أن الهزيمة لا تعني انتهاء خطره، وأن المعركة ضد التنظيم ستستمر.