مبسوووط .. سوريّاً لا عراقياً! بشار جرار – واشنطن

لمن لا يلتقطها “ع الطاير”، “مبسوووط” كلمة أبدع في أدائها النجم السوري العملاق بسام كوسا. وتعني هذه الكلمة في سائر بلاد الشام الفرح فيما تعني عكسها تماما في العراق. “مبسوط” تعني مضروباً بمعنى التعرض للـ”بسطة” وهي مدّ المغلوب على أمره أرضاً وضربه. وأظنها عثمانية الجذور حيث أن من متطلبات “الفلقة” وهي أداة تعذيب “ترحيبية” أولية، مد المشتبه به على ظهره ورفع رجليه عاري القدمين للسعها بعصا وكل ما يقوم مقامها من أشياء، بما فيها حزام سروال “المحقق”!.
عبقرية الفلكلور واللهجة السورية سخرت من هذا القمع العصملي. فيشار إلى المحظوظ أو المنعّم، بأنه “مضروب”، فيقال إن “المضروب” خفيف ظل، فإن ألحقت بأنه “ضرسان”، فذلك من تمام النعم. فكل ما يقع تحت ضرس “المضروب” قابل للطحن، بصرف النظر إن استساغه فهضمه، أو لم يرق لذائقته، فيلفظه بعيداً.
وعلى اعتبار أن لبنان قطر شقيق وليس جاراً فقط، أتت كلمة “مهضوم” في اللهجة اللبنانية لتصف خفيف الظل. فيصير بذلك “المضروب ضرساناً ومهضوماً”!.
نرجع إلى نجمنا المحبوب بسام في رائعة المخرج السوري الراحل الكبير، حاتم علي. بسام كان اسمه “صالح” في مسلسل “عصر الجنون”، وأي سمة أكثر دقة في وصف ما نحن فيه عالمياً وشرق أوسطياً.
وللجنون كما يقال فنون. وبعض القائمين على الأمور هنا وهناك يتفنن في إخراج الناس عن طورهم. ولأتحدث بلا قيود أسارع فأقول إن هؤلاء -غفر الله لهم وأراحنا منهم- لن تقم لهم بعد الآن قائمة إن جن جنون “صالح” أو عاد إلى رشده.
في كل “بلاد العرب أوطاني” هناك صالح. وصالح صار مواطناً عالمياً بفضل سيئة الذكر العولمة ويسارها المنحل المختل. وهنا أبدعت اللهجة العراقية بتسمية المجنون ب “المخبّل”. الخبل عرض لمرض الاختلال وهو الإبن “الشرعي” للإنحلال.
تركت إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف آر بايدن كل أولويات المواطنين الأمريكيين الملحة داخلياً وخارجياً، ليوقع الثلاثاء على مشروع قانون اتخذه مجلس الشيوخ – ذو الغالبية “الديموقراطية” الصغيرة جداً، بزواج محميّ فدرالياً وإن خالف كل الشرائع السماوية في الديانات الإبراهيمية الثلاث.
عام 1996 وقع بايدن كعضو في مجلس الشيوخ على قرار مضاد يقضي بحماية الأسرة كما أرادها الله عبر مؤسسة الزواج المقدسة بين رجل وامرأة..
تباهى بايدن بوزير النقل في حكومته بييت بوتاجيج (بيت الجاج) في حكومته المنحدر من مالطا أثناء حفل التوقيع فهو – (هي) من السابقين – (السابقات) في ذلك “الزواج”!.
الجمهوريون المحافظون غير مبسوطين “بنوب” يعني بتاًتاً بالسوري.. الجمهوريون المحافظون -وأنا منهم- ساءهم تصويت حفنة من الجمهوريين بالإسم -ويعرفون بالـ “راينوز”- لصالح القرار في مجلسي النواب والشيوخ. اللافت أن التعبير المستخدم بالإنجليزية وفي الثقافة الأمريكية عند رفض الأشخاص أو الأشياء أو “القرارات” القول: نوب!.
إقرأ أيضاَ .. الشعب يريد: تغيير الخطاب ..
إقرأ أيضاً .. عِبَر قطر ..
*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..