
|| Midline-news || – الوسط…
.
إنني أحبهم جميعاً هؤلاء الذين
لا يَعرفون القليل من العِبرِ ، الذين يقعون فجأةً ، يصلون
حيث لا أمل بوجود آلهة، يكتبون لأسباب ليست شائعة،
يحبون بحنقٍ كما يغدرون،
يجيئون خفيةً كظلال
و يغادرون كأن يعطي كلُّ واحد منهم ما لا يملكه.
إنني أحبهم جميعاً
هؤلاء الذين لا أجدهم في المسرات
لأنني لا أعرفهم
و لا أجدهم
في شقائي المرير
لأنهم لم يولدوا بعد !
♤
ميلاد واحد لا يَسعني،
لقد ولدتُ فجراً هكذا أُخبرتُ على الأقل.
تظاهرتْ أمي
بأنها سعيدة وقد ولدتني
ثم علمتني المشي من شجرة إلى شجرة،
كان الدرسُ خطيراً
حد أن الشعر ذاته لم يفدني بشيء.
ميلاد يحدث
مثل صراخ دون أسى
إثر قياس كل شيءٍ صغيرٍ
بوضع رصاصة على الفم !
♤
مرت أسابيعٌ طويلة
من اليوم الذي أحببتكِ به،
وجدتُ الآن المناسبة لأكتب لك
ذلك ،
بشجاعة أحببتُ
بشجاعة أسفتُ
بشجاعة فعلتُ ما يحلو لي
بشجاعة تبعتُ
القدم التي لا أعرف إلى أين
ستقودني.
و بجبين مقطِّب
اعتبرتُها أثراً !
♤
قد أموت في أية لحظة
لكنّ ذلك لا يعكر شبابي،
إنني أجد سلاماً حتى عندما يسخر
أطفال الحي
من حكايتي
أجد سلاماً
حتى عندما تبعدين نظرك عن وجهي،
شيء ما يجعلني أتأملكِ بنشاطٍ،
إذن علي أن أعيش أولاً لتتبدل رغبتي،
علي أن أجمع
أياماً كافية لأدفع الثمن !
♤
علمني أهلي أن أهزَّ رأسي
بالموافقة أو بالرفض
إن صعب عليّ قول شيء ،
فعلوا ذلك استعداداً لأن أحبَّ،
لأن الذين يحبون يصمتون مثل خادمات النزل،
لكنْ هذا ما افعله الآن:-
أخطب منذ أيام كتثمالٍ خائب
لمشقة أن أهزَّ رأسي فقط!
♤
أقترح عليكم أيها الموتى
أن تضعوا كل شيء على جنب
و تفتحوا عيونكم جيداً:
أقول للمتفائلين منكم
إن البلاد لا تصلح سوى للرحيل فقط،
و للمتشائمين
إن الحرب العالمية الثالثة
لم تحدث بعد،
أقترح عليكم وقد متم باطمئنانِ تماثيل حجرية
أن تنشدوا ما يحرمكم من النوم!
♤
أنا مكتشف نفسي وقد حدث الأمر صدفة
بينما كنت عائداً ذات ظهيرة حارة،
أنا الذي قابلتُ شاباً وسيماً
و نحيلاً
يحتمي بمظلة
سألته عما يفعله
و بدا لي أنه لا يسمعُ،
تعرفتُ عليه فجرى ما جرى ،
ظللتُ ألاحقه
لأنه لم يصغ لمناجاتي
و أحببته
لأنني أحدث نفسي !
♤
قليلو الأدب
خسروا محبتي، كثيرو الأدب أيضاً،
مفرطو الدعة و المتعبون للغاية
الآمنون و المذعورون،
القراء العجولون و الذين يتصفحون ببطءٍ،
الذين يحبونني بذريعة
و الذين يفعلون ذلك دون علة،
ها أنا أعلن ما سأسوّيه لاحقاً :-
إنها محض مسألة لأودع أعدائي!
♤
كم أتعذب عندما أنظر لكم
و أنتم تحبونني؟
كيف انتهى بي الأمر لأحاوركم
بلغة الأنف و الذراع و البطن
مع أنني لستُ مجنوناً كما تظنون .
كم بقي من الوقت
لأحب الجميع بدافع الحسد
أو الهلع ؟
كم أنا سيء الحظ
لأن كل نبعٍ يلتمع حزيناً كمصادفةٍ .
في البيت
رجل يكتب بحرقة كمن يتبول واقفاً
و في الشارع
رجل أمه مريضةٌ يقرأ أشعاري!
.