كفّ ماء … فايز أبو جيش
في عالمِ العشّاقِ
وحدي لا سوايْ
لمْ يبقَ
إلاَّ خافقي
وقصيدةّ قدْ خَرْبَشَتْها
فوقَ ظهركِ
راحتاي
لاتبحثي
كلُّ الذينَ ترينهمْ
في العشقِ هاموا إنما
مني استمدّوا
شوقهمْ
حتى أياديهمْ إذا ما داعبوا
وردَ الخمائلِ
لمْ تَكنْ
إلّا يدايْ
لاتنظري فالكلُّ حولكِ خائفٌ
منْ ذا يحرّرُ أسرَ نهدٍ
ضاقَ منْ قيدٍ
عدايْ
هي دعوةٌ ألقتْ بها عيناكِ لي
فلتعذريني إنْ أنا لبَّيتها
ماكنتُ أرفضُ دعوةً كانت
منايْ
في عالمِ العشَّاقِ وحدي
لم أزلْ
أقتاتُ ثغراً طيباً
حتى إذا أفشى الرضابُ
لطرفِ عينكِ قُبلةً
طافتْ تهرولُ حول كأسِ
الجيدِ سبعاً
كي تباركهُ
شفاي
وسَعَتْ أناملُ راحتي
مابيَن صدغكِ وانحرافِ الخصرِ
حتى منتهاي
ترتادُ صدراً دافئاً وحمامتانِ
أقامتا بينَ الأناملِ
جاهدا كي يفلتا
لكنّ شوقيَ قبضتاي
أنا جذوةٌ منذُ اصطلاني كفُّ موسى
لم أزلْ أصبو لنارٍ أشعلتها
مقلتايْ
أتمعنُ الثغرَ الهنوفَ
وراحتي تلهو بشعرٍ
هامَ في لينِ الأصابعِ
من تُرى غيري توضأ
من نداً ينسابُ منْ عينِ الحمامِ
ومنْ ندايْ
كي مايصلي
عند عِزّة والهُبلْ
ويسوقُ للثغرِ الضحايا
من سوايْ
أنا آخرُ العشّاقِ
لاقبلي ولابعدي
ولاقدْ أنجبت مثلي
النساءْ
أنا جمرةٌ أزداد وهجاً كلما
جاء الشتاءْ
فلتمطريني
ربما تمسينَ من حرِّ التهابي مزنةً
تروينَ من ظمأ اشتياقي
ما أشاءْ
ياوردةً مازارها غيثُ المزونِ
ولاروتْ أغصانها
الخضرِ
السماءْ
فلترشفيني قطرةً ولترتوي
لاتتركي مني على قيدِ اشتهائي
كفّ ماء.
.
.
*شاعر من سوريا
-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews
