كرواتيا .. فريق المفاجآت ..

كرواتيا، البلد الأوروبّي الجميل، وأحد مكوّنات دولة يوغسلافيا سابقاً، ووريث فريق يوغسلافيا لكرة القدم الذي طالما شكّل عنصر المفاجآت في أغلب مشاركاته، لدرجة أنّ لقب “برازيل أوروبا” أطلق عليه كما تمّت تسمية المنتخب البرتغالي بذلك الوصف، وأبلى الوريث بلاءً حسناً في مشاركاته القليلة سواء في كأس العالم أو في نهائيات أمم أوروبا، وكان حاملاً لسمة المفاجأة بأمانة وإتقان.
فالاتحاد الكرواتيّ الوليد بعد الانفصال هو اتحاد جديد العهد، وربما يكون أحدث المنضّمين للفيفا /1992/، ورغم هذا التاريخ الحديث جدّاً مع التركة الكبيرة من أمّه الكبرى يوغسلافيا، إلّا أن المنتخب الكرواتي حلّ ثالثاً في نهائيات كأس العالم عام /1998/، وقدّم حينذاك لاعبه الأشهر “دافور سوكر” والذي نال لقب هدّاف البطولة، واعتبرته الفيفا من أفضل /125/ لاعباً في القرن الماضي.
يغيب عنصر المفاجأة الكرواتي عن البطولات عشرين عاماً بعد عديد المشاركات الخجولة ليعود وصيفاً ويحلّ ثانياً في كأس العالم الأخيرة عام /2018/ بعد خسارته أمام منتخب فرنسا بنتيجة /4-2/، وقدّم منتخب النيران كما أطلق عليه حينها لاعبه الأشهر الثاني “لوكا مودريتش” لاعب فريق ريال مدريد والذي نال جائزة أفضل لاعب في البطولة.
المنتخب الكرواتي تصدّر مجموعته الثامنة في التصفيات المؤهّلة لكأس العالم، جامعاً /23/ نقطة، بعد الفوز بسبع مباريات وتعادله في اثنتين وتلقّيه الخسارة مرّة واحدة فقط، ليحتلّ هجومه المركز الأول بأفضل نسبة تسجيل /21/ هدف، وكذلك الأمر بالنسبة لدفاعه الذي استقبل /04/ أهداف فقط
يطير المنتخب الكرواتي إلى قطر ليحلّ ضيفاً ثقيلاً في مجموعة صعبة نظراً لتقارب المستوى والتاريخ حيث سيلتقي الكروات مع المغرب المتطوّر، وبعدها سيلاعبون المنتخب البلجيكي القوي، ومن ثم يختتمون مباريات المجموعة مع منتخب كندا.
فهل ستستمر كرواتيا في مفاجآتها المعتادة وتصل للأدوار المتقدّمة، أمّ أن طفرة المفاجأة تتطلّب عشرين عاماً إضافيّاً من الزمن؟.
#صحيفة_الوسط_القسم_الرياضي
غسان أديب المعلم