كرم صايغ: خوضي في مجالات فنية وإعلامية لا يلغي أن المسرح أكثر تاثيراً.. وجديدي يشكّل مفاجأة
نشأتي في بيئة تحب الفنون وتمارسها ساهم في دعم موهبتي وإطلاقها

|| Midline-news || – الوسط …
حوار: روعة يونس
.
قبل خمسة أعوام، عرفته؛ ولفت نظري بموهبته الفنية التي كان قد بدأها قبل خمسة أعوام من معرفتي به. وكتبتُ أتوقع مستقبلاً جميلاً مسوراً بالنجاح والنجومية.
10 أعوام من الإبداع الجميل، إنما ما لنا والأرقام؟ إذ كان رغم يفاعة سنه آنذاك؛ موهوباً متألقاً مع ابن عمه في سلسلة اسكتشات نقدية ساخرة “سجيع وبديع” كشفت عن قدرات في تأليف النصوص وتصويرها وإخراجها وأداء فقراتها بتمثيل يكشف الموهبة الفطرية. ساهم في ذاك التألق، النشأة في بيئة عائلية راقية حضارية تعشق الفنون وتمارسها ما بين الموسيقى والتشكيل.. وتقدم الدعم والتشجيع إيماناً بدور الفن في تثقيف الأبناء وتشكيل شخصياتهم المستقبلية.
عن كرم ماهر صايغ أتحدث. الفنان المسرحي الشاب والإعلامي الوسيم، الذي غادر سورية قبل سنوات –بعد أن قدم العديد من الأعمال الفنية- لأن فرصاً مهمة كانت في انتظاره، فخاض في مجالات فنية لا تقتصر في الخصوصية، وآفاق أكثر شمولية.
وها هو كرم بعد سنوات، بات يقدم أكثر من برنامج تلفزيوني، ويؤلف ويعدّ مسرحيات وأفلام، نال عن آخرها جائزة أفضل نص في مهرجان سينمائي في الجزائر. فاستضافته “الوسط” وباركت له النجاح، وكان هذا الحوار مع النجم الشاب كرم ماهر صايغ.
“بدايات ومنطلقات”
تعتبر ابناً باراً لأبي الفنون “المسرح” إنما قبل مرحلة المسرح، دعنا نعرّف قراء “الوسط” على جذور ونواة توجهك الفني. أي مرحلة “المراهقة واليفاعة” ماذا عن البدايات، وفيديوهات الاسكتشات التي كنتم تنفذونها؟
دعيني أُخبرك أن المحيط هو مُلهم إن كان بجانبه السلبي أو الإيجابي، فنرى بعض الناس في وسط الألم تنبت من طفولتهم المواهب. والبعض يولد في محيط هو بالأساس مُحيط فني. وهذا ما حصل معي، فكما تعرفين أنني من عائلة تهتم بالفن، جميع أفرادها أجادوا الرسم والموسيقى. لربما لم آخذ تلك الموهبتين منهم مباشرة، لكن ظل الميل إلى الفن موجوداً، فانجذبت نحو المسرح وهو لا ينفصل من الناحية “السينوغرافية” عن الرسم مثلاً. كذلك أخذت من الموسيقى “آلة الكلمة” لأكتب من خلالها القصائد الغنائية، وكل ذلك في سن المراهقة (14 سنة) وحاولت كبداية تجسيدها من خلال تجارب مسرحية طفولية مع ابن عمي بطرس الطالب الآن في “كلية الفنون الجميلة”. إضافة إلى جانب مجموعة من التجارب المصورة مع أول ظهور “اليوتيوب”. وبالطبع كان لابن عمي بطرس دوراً في الشراكة والشغف.. إنما رغم ابتعادي وسفري اليوم وولادة المسافة التي أنجبتها الحرب، يستمر بطرس في وجداني، وتظل تلك البدايات إحدى المنطلقات في حياتي.
يبدو أنك انصرفت كلياً إلى الفن بعد الثانوية العامة. حدثنا عن علاقتك بالمسرح، كيف تشكّلت؟
هذا صحيح، وأشكر الله اليوم لأن الحياة أعطتني مساحة ليكون الفن هو مصدر رزق، وليس فقط شغف المراهقة وطاقتها، إنما تحول لأسلوب وسلوك حياة. بينما تشكل العلاقة مع هذه الخشبة الفذة والتي تحمل جبروت الشعوب وصرخاتهم، جاء من خلال الانجذاب إلى قوتها رغم انتشار الكاميرا وتغلبها عليه اليوم؛ من ناحية الإقبال الجماهيري. إلاَ أن الكلمة التي تُقال على المسرح لها إيقاع مختلف. وأعتقد هذا ما لفتني وشدّني لأتعلق به؛ وأبحث أكثر عن ورشات مختصة في تعليم أسس التمثيل وإعداد الممثل والسلوك المسرحي وكل عوالمه الأخرى.
“عشق المسرح”
فيما بعد، كيف صقلت أدواتك المسرحية، وكم مسرحية قدمت ما بين سورية وخارجها؟
البدايات كانت ضمن فرق صغيرة في سورية؛ ومن ثم شكّلت أنا وأصدقائي مشروعاً مسرحياً أسميناه مشروع “بروفا المسرحي” إذ كان محاولة لخلق حالة شبابية جديدة في محافظة اللاذقية. إنما لم تستمر للأسف نتيجة مظاهر الشللية والاحتكارية فهما لا تغيبان عن أي وسط في سورية. لكنني قدمت العديد من الأعمال، بلغت (24مسرحية) بين التمثيل والتأليف ومحاولات إخراجية وغيرها.
نبقى في المسرح قليلاً قبل الانتقال إلى محور آخر.. ماذا عن المسرحيات التي قدمتها؟ أنواعها وأفكارها؟
قدمت مسرحيات لها طابع نقدي مجتمعي سياسي منها (هستريا الانتظار، المهاجر، خبز يابس، لو فرضنا، على الإيقاع الدمشقي، عيد ميلاد فيروز) وغيرها -ربما تخوننا الذاكرة أحياناً- وعرضت مسرحية من تأليفي العام الفائت في كندا حملت عنوان “نرجع نلتقي” ترافقها أغنية تمّ بثها مؤخراً عبر “السوشيال ميديا” وهي تُحاكي أحوال الشباب وعلاقاتهم العاطفية، ضمن أساليب رسمتها المسافة نتيجة الحرب. وفي لبنان هناك عمل قيد الدراسة من قِبل اللجنة الممولة والأمور تحتاج لبعض الوقت حتى يبصر النور، خاصة مع ظهور “فايروس كورونا”. والعمل يناقش الإنقسامات الحاصلة في سورية بمختلف المجالات السياسية والدينية والاجتماعية، ولربما هذا العمل ينتقد بشكل مباشر الدين والسياسة! وثمة أعمال أخرى قمت بتأليفها مثل (كرسي ورجلان، ع التخت، غلطة) أنتظر الفرصة لتقديمها.
“شغف وطموح”
على الرغم من صغر سنك، نجد لديك إنجازات عديدة في القطاع الفني- المسرح- الإعلام. هل نحن أمام موهبة استثنائية، أم شاب طموح، أم شغوف، أم مسكون بالفن؟
بصراحة أنا الآن خجول أمام الخيارات التي وضعتها لي. شكراً لكِ، إنما أعتقد أن تقييم الحالة التي أقع تحت ضوئها هو من نصيب المشاهد أينما شاهدني. لكن لا أخفيكِ أن الطموح والشغف هما جزء من تكوين روحي فلا كرم من دونهما.
يبدو أن المشهد الثقافي الفني الإعلامي في لبنان قد استقطبك. هل أسفرت لقاءاتك مع فناني لبنان عن اتفاقات ما أو مشاركة في أعمال؟ جوزج خباز مثلاً.
صحيح التقيت العديد من نجوم لبنان ولي الفخر أن إقامتي في لبنان أثمرت عن مقابلة العديد من الأسماء الكبيرة، من بينهم الفنان جورج خباز الذي تربطني به اليوم علاقة طيبة. إنما فرصة العمل معه كاسم قدير وخبرة كبيرة هي أمنيه، إنما تحتاج إلى وقت ودراسة. إنما العمل الذي نوهت عنه في إجابة سابقة فسيجمع أسماء فنية سورية ولبنانية مهمة.
“تلفزيون وسينما”
بدأ الآن يتكرس وجودك كوجه إعلامي عبر أكثر من قناة. لنبدأ مع برنامجك في قناة “suboro tv” ضعنا في أجوائه؟ ماذا سيقدم برنامج “كل يوم بيومه”؟
تقدم قناة suboro ه تجربة حقيقية ومميزة تطرح من خلالها الإنسان نفسه كمُعد ومحرر ومقدم برامج، نظراً للإمكانيات المتاحة لتطوير الذات فيها. وأنا –كما تعلمين- مقدم برنامج يومي صباحي فيها اسمه “كل يوم بيومو” نطرح العديد من المواضيع الاجتماعية المختلفة والمتنوعة. وأنهيت مؤخراً تصوير برنامج “بحوث لاهوتية” الذي بدأ عرضه مؤخراً ضمن الموسم الثالث من البرامج.. وهو يتطلب ثقافة ووعي وجدية في الطرح.
أيضاً هناك “بروفا شباب” على المنصة الالكترونية ” et syria وبالتأكيد يشي اسم البرنامج بعالم الفن. فماذا عنه؟
البرنامج عبارة عن ثلاثة مواسم، قدم الموسم الأول منه الممثل وابن “المعهد العالي للفنون المسرحية” حسن دوبا. وها أنا أقدم الموسم الثاني منه، سيعرض قريباً على المنصة. وهو يناقش أكثر المواضيع جدليه حول المسرح، والغاية منه الإضاءة بأسلوب جديد على المسرح المُغيب –نوعاً ما- للأسف في سورية وإعادة الحديث عن عودته إلى الواجهة.
إنما ألم تجذبك السينما إلى عالمها؟ أو الدراما التلفزيونية؟ هل من مشاريع على هذين الصعيدين؟
كانت لي تجربة في مهرجان خطوات السينمائي الدولي بدورته الثالثة بفيلم حمل اسم “رغم ذلك” وكذلك فيلم “حكي” إضافةً إلى فيلم “لم أكن أنا” حصدتُ جائزة أفضل نص في مهرجان الجزائر الدولي للأفلام القصيرة، بدورته التاسعة.
“وجه وسيم”
حسناً، في العادة يُوجه هذا السؤال للصبايا. لكن أنت شاب جميل لا بد أن نسألك: إن كانت وسامتك وملامحك الغربية ساهمت في تقديمك؟ ولا أقول أنك اعتمدت عليها.
لا أدري! ربما لا يجوز إنكار هذه المسألة أي “الشكل” مهما حاولنا إخفاء ذلك. فالشكل والمظهر عاملان مهمان في أي وسط، إن كان إعلامياً أو فنياً.. ولكن لم أرتكز على الجمال والوسامة، إنما حاولت عكس حالة من الرغبة من خلال ثقل الذات فتكون ذاتي الأولى في تصديري للناس.
بودي لو تضعنا في أجواء جديدك.. ماذا لديك من مشاريع جديدة لم تخبر بها أحد بعد؟
مبدئياً أنا مستعد لبرنامج “بروفا شباب” الذي سيبصر النور قريباً. ولكن العمل المسرحي الذي أنتظر إجراءات إكمال الموافقة عليه من قِبل المِنح الخاصة بالمسرح هو “ع التخت” يضم ثلاثة أسماء مهمة من الممثلين الشباب السوريين، وأعتقد سيكون مفاجأة بكل معنى الكلمة.
وبالحديث عن الشباب، أرغب جدياً أن أشكر صحيفة “الوسط” لأنها تهتم بثقافة وفنون الشباب وتقف على تجاربهم وتنوه بمشاريعهم، وتساندهم عبر الكلمة.