في عيد الصحافة .. فواز خيو ..

|| Midline-news || – الوسط
هم يقولون وعلى ذمتهم إن الصحافة هي السلطة الرابعة .
في الغرب ، ربما تكون في لحظة ما هي الأولى ، لأن اصطياد مسؤول كبير من خلال مخالفة القانون تخلعه عن كرسيه ، وقد تخلع براغي الكرسي معه . في العالم العربي لا سلطة حقيقية لها ، فهي تستمد قدرا من القوة بقدر ما يمنح لها . مرة كنا في اجتماع وقال أحدهم : إن الصحافة هي السلطة الرابعة ، فقلت ساخرا : نعم هي السلطة الرابعة ، وعندما تغيب السلطات الثلاث أو تتوفي فإنها تأخذ دورها .
الإعلام والقضاء عامودان يقف عليهما المجتمع ، الإعلام يكشف الحقائق ، والقضاء يحق الحق ، ويمنع الناس من التهام القانون ، ومن التهام بعضهم . كلنا نتذكر قصة صديقنا تشرشل عندما دمر الطيران الهتلري لندن ، قالوا : دمر البلد ، سألهم : هل القضاء والصحافة بخير ؟ قالوا : بخير . قال : لا تخافوا ، ونهضت بريطانيا من تحت ركام الحرب .
في الغرب ، الصحافة والاعلام ، فضلاً عن كشف الحقائق فإنهما يقدمان الإضاءة على معظم القضايا لأصحاب القرار ، ليتم اتخاذ القرار الصحيح . فهي شريكة في القرار . شريكة في صنع الرأي العام . بينما في معظم العالم العربي ، أصحاب القرار محرومون من إضاءة الإعلام على القضايا ، لأنهم أرادوا الصحافة والاعلام مجرد وسيلة لنقل خطابهم وخططهم ، ففقدت الصحافة أهم مزاياها ، وتحولت الى مجرد بوري أو ناقل ، فتراكم الروتين واليباس كالصدأ فوق صفحات الصحف ، وتحولت معظم الصحف الي نسخ متشابهة وفوق ذلك طباعة رديئة ، تكاد لا تصلح لمسح البلور ، والأولى ان تمسح الغبار عن أرواح الناس .
السوريون أسسوا الصحافة في معظم البلدان العربية ، ومنها مصر ولبنان ، وصحافتنا تعاني اليباس . في عيد الصحافة ؛ كم أتمنى أن تزهر صحافتنا يوما . وللقابضين على اقلامهم كالجمر ، لكم باقة محبة . مرة قرروا أن تحتجب الجريدة مرتين في الأسبوع لتوفير الورق . قال أحدهم متباهيا بمزايا القرار : أننا نوفر باحتجاب يومين في الاسبوع مبلغ كذا قلت له : إذا فلنحتجب أسبوعاً في الأسبوع سنوفر الكثير . فانفجر الجميع بالضحك .