شـغفه بالتصويـر دفعه لدراسته أكاديمياً .. لؤي خضر: أقوم بالتخطيط لأول معرض يضم لوحات أجساد عارية
أجهز لإطلاق موقع رسمي يختص بنشاطي الفني ..

|| Midline-news || الوسط …
حوار: روعة يونس
اكتشف في سن مبكرة موهبته لا هوايته! فالتقاط الصور وتجميد اللحظة لتفعيلها فيما بعد وفق رؤيته لا يُشكل هواية فقط بل موهبة حقيقية، نمت وكبرت معه حدّ إصراره على دراسة فن “التصوير الضوئي” في جامعة ميتشغين بأميركا. على الرغم من الصعوبات والجهد والتعب الذي تكبده. لكن الفنان لؤي خضر زرع وحصد، تعب ونال، لأن الفن يملأ قلبه، والإبداع يشغل فكره. والبحث والقراءة من هواجسه الدائمة لأنهما بعض مفاتيح المعرفة والتطور.
لؤي خضر الذي قدم لتوه معرضين ضوئيين في مدينة اللاذقية، نالا استحسان المتلقين وإعجاب الفنانين؛ ستشهد إبداعه دمشق في هذا الصيف، عبر معرض خاص بمنجزه الضوئي الجميل.
ما هو سر تعدد دراستك بين الفلسفة وعلوم الطاقه وغيرها؟
الإنسان عالم متكامل ولديه طاقة غير متناهية للإبداع والبناء، وكلما سخر هذه الطاقة بطريقة صحيحة، كلما فهم هذا العالم بشكل أفضل.. هناك الكثير من المشتتات التي تبعده عن فهم أفضل، وحساسية عالية يستخدمها في الوصول إلى هدفه من هذه المشتتات (آراء الآخرين) والإعلام غير الموجه الذي يصدع رؤوسنا ليل نهار بما هو هام وما هو غير هام. لذلك اتخذت قراراً بإلغاء وجود التلفاز في منزلي منذ ١٠ سنوات! وقررت أن أختار ما أشاهد وما بدعم اهتماماتي فقط. بما يخص تعدد الدراسات أرى أن ذلك من طبيعة الإنسان وفضوله وما ليس طبيعياً أن يقتصر الإنسان على دراسة بسيطة ويشغل باقي فكره بما هو فارغ وغير بناء.
إذاً لنتجه إلى “التصوير الضوئي” ونتعرف إلى الشرارة التي كانت نواة شغفك الفني؟
الشغف كان في البداية في عمر ٨ سنوات ربما قبل تمكني من الكتابة بشكل جيد فقد كان أبي مقتنيا لعدة كاميرات (أيام كاميرا الفيلم) ولم يمنعني من العبث بالكاميرات وإتلاف بعض الأفلام للأسف. حتى أنني التقطت آنذاك أول صورة أفتخر بها لبرج إيفل في باريس حيث وقفت تحت البرج وأشرت لأبي أن يأخذ اللقطة.. الصورة قديمة وموجودة عندي أقوم بمعالجتها حتى أقوم بعرضها في معارضي مستقبلاً.
في كلية الإعلام درسنا مقرر- مادة “التصوير” وكذلك في كلية الفنون وربما معهد الفنون المسرحية يدرسون مادة التصوير كمساق واحد. إنما أنت تحمل شهادة أكاديمية –حصراً- في فن التصوير الضوئي. حدثنا عن تجربتك دراستك في جامعة ميتشغين بأميركا؟ وأخبرنا إن كان في سورية فنان آخر متخصص أكاديمياً في فن التصوير الضوئي؟
لا يوجد فنان ضوئي أكاديمي رسمياً في سورية! وفعلاً تقتصر دراسة التصوير على مادة بسيطة ضمن كلية الإعلام أو ضمن كلية الفنون.. الدراسة الأكاديمية للتصوير أخذت مني الجهد والتعب الكثيرين. وكانت عبر الإنترنت، إلا أن البروفسور “بيتر غليندنغ”، والبروفسور “مارك سولفان” طلبا مجموعة من المشاريع التي كان يتوجب علي تقديمها بشكلها الأفضل. كما أن نيل درجه جيدة كان من الصعب لأن البروفسورين كانا يسمحان للطلاب بتقييم أعمال بعضهم البعض، فجزء من العلامة فقط كان للاختبارات والمشاريع التي نقوم بها. لذلك كان إرضاء الجميع صعباً، وبناء علاقات جيدة مع الجميع أيضاً كان صعباً. وكانت الشهادات النهائية بالعناوين التالية (الكاميرات والتعريض الضوئي والتصوير – التحكم بالكاميرا – التكوين الفني والصور الرقمية بعد الإنتاج – تقنيات التصوير: الضوء والمحتوى والمشاركة) حيث غطت هذه الشهادات مفاهيم وفنون التصوير منذ القرن الثامن عشر وحتى عصرنا الحالي.
المتابع لتجربتك الفنية يجد أنك تعتمد عدة أساليب تقنيات في التصوير. بحيث لم يعد التصوير يقتصر على التصوير الواقعي أو الشخصي أو التوثيقي أو الصحفي؟
بالتأكيد لم يعد التصوير الضوئي مثل قبل فترة التسعينات يقتصر على التوثيق والصحافة إنما اتخذ أبعاداً مشتركة مع الفن التشكيلي، فأصبح لدينا تصوير ضوئي سريالي وتصوير تجريدي وتصوير تعبيري وغيره. وفعلاً أعطيت كل هذه التجارب وبكثافة العمل بسبب شغفي وحبي للفن .
درجت العادة أن نتحدث عن التشكيل السريالي والتجريدي. وليس عن الفنان الضوئي التجريدي والسريالي؟ فهل اتخذ التصوير الضوئي اتجاه الفن التشكيلي بتعدد مدارسه؟
بالتأكيد حتى أن فنون الديجتال اليوم اتخذت نفس الأبعاد والمفاهيم. كل ما يسمى visual art الفنون البصرية اليوم أخذت أبعاداً أكثر تطوراً وتعقيداً. أعتقد أن التسمية الأشمل هي “الفن الحديث” ففي الفن الحديث تضيع هوية الفنان، لأنه لم يعد من السهل تحديد هوية التشكيليين بسهولة فالكثير يرسم الواقعية برؤية سريالية أو التعبيرية برؤية تجريدية .
بناء عليه، أريد التوقف عند منجزك على هذا الصعيد الفني أو الأساليب المبتكرة التي قدمتها؟
كما أسلفت لقد أعطيت أغلب مجالات التصوير الضوئي كما سترون في معرض (ملون) في حزيران في دمشق. وخلصت بالتصوير الذي يظهر اللوحة الضوئية بشكل تعبير ربما أو أنها تتشابه بمكان ما مع التشكيل.
أقمت مؤخراً معرضين متتالين تقريباً. فقد استضافت نقابة الفنانين التشكيليين فرع اللاذقية – معرضك “نافذة على خمسة سنوات من الضوء” وبسبب البعد الجغرافي فاتنا حضوره. حدثنا عنه لو سمحت؟
يضم ٢٠ عملاً منوعاً، فيه أرشفة لتجربتي لخمس سنوات، يضم صوراً من رحلتي في الهند، وفي دمشق مسقط رأسي ومدينتي الحبيبة، وصوراً من طبيعة اللاذقية الخلابة.
أيضاً أقمت معرض “من الذاكرة” في دار الأسد للثقافة والفنون، للأسف فاتنا حضوره لأنه أيضاً أقيم في اللاذقية. إنما كانت الأصداء رائعة بخاصة أنه يتصل بالهند؟ ماذا تقول عنه؟
نعم المعرض كان مهماً، رفع من سوية ما يعرض في المركز الثقافي.. وكان لمجموعه صور منتخبة من ذاكرتي.
درست الفلسفة في الهند. ولعل ثمة تقاطع بين الفلسفة والتصوير! فهل استفدت في تجربتك الضوئية من تناغم نظريات هذين العلمين أو الفنين؟
نعم، الفلسفة وبشكل خاص التأمل meditation يخلق حريهة كبيرة في الفكر، ويحطم التابوهات. كما هو واضح من أثر الصور التي تتركها في قلب المشاهد فإن ما أريده أن يصل، سيصل بسهولة ووضوح.. وأنا حالياً أقوم بالتخطيط لأول معرض يضم لوحات لأجساد عارية. أو ما يُعرف بـ nude art والذي سيكون فريداً من نوعه، والأول على ما أعتقد في دمشق. والكثير من الزملاء التشكيليين لم يجرؤوا بسهولة على هكذا خطوة، بل كانت محفوفة بالصعاب.
تعلم هناك تحذيرات وتوصيات بخصوص كورونا، وثمة معرض ضوئي لك سيقام صيفاً في دمشق (نأمل أن يكون العالم قد تخلص من الفيروس) ما هي الأفكار التي ستطرحها في معرضك الدمشقي؟
أتمنى أن تنتهي أي مشكله تقلق البشرية كلها وليس ما يقلق أبناء بلدي فحسب. في المعرض سيتم نشر أكثر من ٤٠ عملاً ضوئياً. وسأترك تفاصيل الكلام عن المعرض إلى حينه.
نأمل الوقوف معك للتعرف إلى ثنائية الألم والأمل. أي صعوبات تصادفك وتشعرك بالأسى أو الألم؟ وماذا عن آمال وطموحات لؤي خضر؟
ليس لدي أهداف أخطط لها.. كل يوم مشتعل بشغفي بالقراءة والبحث والتطور. فحالة الفنان مختلفة عن حالة الإنسان العادي. الفن يملأ رأسي. البحث والقراءة كلها هواجس مستمرة، والمعارض والكتابة ما هي إلا نتاج عن هذا الشغف الذي لا ينقطع.
أما جديدي، فسيكون هناك موقع رسمي لنشاطي الفني قريباً.