العناوين الرئيسيةتكنولوجيا وعلوم

زلازل أم مهازل ؟! … فادي وردة

 

زلازل أم مهازل
عندما تريد قول شيء في العلم عليك الاعتماد على تفسير منطقي للظاهرة المدروسة لا يتعارض مع قانون تجريبي ولا يمكن ضحده بشكل علمي ، و أي فرضية تفسر حدث ما بطريقة غير موضوعية تخرق ثابت تجريبي تعتبر فرضية خاطئة. علم الزلازل لا يزال علما” قائما” على الاحصائيات في شقه التنبؤي ، و يجمع خبراء الزلازل على إمكانية توقع حدوث زلزال ما ، دون إمكانية توقع مكانه بالضبط و توقيته ، و كل المؤشرات الماقبل زلزالية تعتبر مؤشرات عشوائية غير حتمية (مثل تصرفات بعض الطيور و الحيوانات ، و وجود هزات متوسطة و خفيفة الشدة و وجود منطقة على خط الزلازل المعروف). يقوم هوجربيتس اليوم بعد أن ساعدته الصدفة في توقع زلزال (غازي عينتاب) بايقاظ فرضية (تأثير كواكب المجموعة الشمسية على حركة الصفائح التكتونية)..علما” أنه فشل في توقع زلزال مفترض من قبله بين 10_12 شباط. و تقوم هذه الفرضية على تأثير جاذبية الكواكب في تغيير سرعة دوران الأرض فيما يسمى (قمم كوكبية) بالتالي التأثير في حركة الصفائح التكتونية.

وقد توقع العالمان جريبين و بلاجمان في كتابهما (تأثير المشتري) الصادر عام 1974 حصول زلزال في كاليفورنيا في العاشر من آذار عام 1982 اعتمادا” على محاذاة الكواكب لبعضها و اصطفافها في ذلك التاريخ ،و لم يحصل ذلك ، لكن جنى الاثنان الملايين من الكتاب . علما” اي اقتراب حضيضي لاي كوكب شمسي من الأرض يكون تأثيره هامشي جدا” و لا مجال لمقارنته بأي شكل من الأشكال بقوة التحام الصفائح التكتونية. و في أفضل الدراسات العلمية المؤيدة لحصول تأثير للشمس أو القمر على حركة الصفائح فإن التأثير لا يتجاوز 1% و هو يتعلق فقط بتقريب موعد زلزال حاصل لاحقا” بشكل مؤكد و لبعض الوقت ..
نهاية .. زلازل أم مهازل ؟!
إن علم التنبؤ بالزلازل في بدايته ، و يحتاج تطويره إلى ميزانيات كبيرة تخشاها الدول و تؤثر على مستقبلها الاقتصادي ، لذا فهي تعتمد على الحد من تأثير الزلازل و إقامة البنى المقاومة لها .. و إن اي ادعاء من قبل اي كان مغاير لذلك هو ادعاء رخيص ، يهدف إلى المال و الشهرة ، و ربما إلى لفت أنظار الناس عن أمور محددة كما حصل في الولايات المتحدة حيث تم توجيه وسائل الإعلام و التواصل بشكل مكثف للزلازل و الاطباق الطائرة ، لغض بصر الرأي العام عن الانبعاثات الغازية و الملوثات في الفترة الأخيرة التي هددت صحة الملايين . إن فترات حصول الكوارث فترات خصبة للمعتوهين لكسب كل شيء اعتمادا” على مخاوف الناس و اوهامهم.

.

*مهندس وعضو مجلس إدارة الجمعية الفلكية السورية- فرع حماه

.
صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى