العناوين الرئيسيةدولي

رمضان شرق الكونغو الديموقراطية بنكهة الحرب

رمضان شرق الكونغو الديموقراطية بنكهة الحرب.. مع غياب الشمس فوق مسجد مونيغي في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، وعلى بعد أقل من 10 كيلومترات من خطوط الجبهة، يستعد مئات المسلمين الذين شردتهم الحرب لإفطار رمضاني.

وعلى أرض قاحلة وعرة عند المنفذ الشمالي لغوما عاصمة مقاطعة شمال كيفو، تحيط عشرات الأكواخ بكوخ خشبي صغير يستخدم مسجداً للمسلمين الذين فروا من هجمات متمردي حركة إم 23 إلى الشمال.

رمضان شرق الكونغو الديموقراطية.. المئات دون ماء وطعام تقريباً!

يعيش نحو 500 شخص في هذا الموقع دون ماء وطعام تقريباً، ويقول علي عساني موكامبا إمام مونيغي “وصلت الدفعات الأولى من النازحين قبل نحو عام”، ويتابع الإمام وهو يتجول بين الملاجئ المؤقتة والصخور البركانية “هنا ليس لدينا ماء”، ويضيف “قبل الصلاة نضطر أحياناً للوضوء باستخدام التراب أو الطين”، ويحل الليل فجأة على المخيم، وتمرر صواني الأرز والفاصوليا الحمراء من يد إلى يد على ضوء مصباح كهربائي ضعيف في المسجد.

ويوضح عبدو جمعة بورانغا أحد النازحين المسلمين المسنين أمام كوب من الحساء “اليوم بفضل بعض المحسنين، حصلنا على ما نأكله للإفطار”.

في نهاية آذار-مارس قدرت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 900 ألف عدد الاشخاص الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب الأزمة الناجمة عن هجمات حركة إم 23، وشنت الحركة تمرداً في السابق في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، وفي نهاية 2021 حمل مقاتلوها ومعظمهم من التوتسي السلاح مجدداً وطردوا الجيش الكونغولي من العديد من مواقعه واستولوا على مدن وطرقات استراتيجية في شمال كيفو.

تقول عائشة فورها وهي جالسة على صخرة في وسط المخيم “في عام 2012 لم أهرب عند وصول حركة ام 23″، وتضيف “لكنهم اليوم باتوا أكثر وحشية، قالوا إنهم سيدخلون إلى المنازل للنهب والقتل”، وفرت من الرصاص مع أطفالها العشرة في أيلول-سبتمبر الماضي، ومذاك يفترشون الأرض في كوخ في مونيغي، وتضيف المرأة البالغة من العمر أربعين عاماً “لا مكان كاف للجميع، على كبار السن مغادرة المخيم مساء بعد الصلاة للتوجه إلى المدينة والنوم لدى عائلات مضيفة”، وفي محيط غوما، لا يزال مقاتلو حركة إم 23 يتمركزون على التلال.

وحركة التمرد التي يدعمها الجيش الرواندي وفقاً للعديد من تقارير الأمم المتحدة تتحكم بمسار الأمور في المنطقة حيث تواجه الجيش الكونغولي رغم أنه أكبر عدداً وأفضل تجهيزاً مع قواته الجوية وآلاف جنود حفظ السلام وعسكريين من قوة إقليمية تم تشكيلها مؤخراً ومئات من “المدربين” العسكريين الخاصين من أوروبا الشرقية.

يقول جمعة قبل مغادرة المسجد ليلفه الظلام في مخيم مونيغي “نناشد المجتمع الدولي أن يطلب من حركة إم 23 الانسحاب ومن كاغامي (الرئيس الرواندي) سحب جنوده لأن معاناتنا هنا لا توصف”.

المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب)

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى