العناوين الرئيسيةالوسط الثقافي

دواوين أحمد الشيخ ياسين .. دفقات مشاعر وومضات مصائر

 

دواوين أحمد الشيخ ياسين  .. دفقات مشاعر و ومضات مصائر

انكشف أخيراً سرّ غياب الشاعر أحمد الشيخ ياسين عن العالم الأزرق لمدة تجاوزت العام ونصف! بحيث اتضح أن غيابه كان تمهيداً لحضور يُشرّف. فقد عاد قبل أيام محملاً بديواني شعر. شأن من يلقي بأحماله دونما تقسيط، أو لنقل شأن من يدفع بسلال الهدايا لمحبيه دفعة واحدة.
الديوانان صدرا مؤخراً عن “دار بعل للنشر والتوزيع” ويقعان -كل منهما- في 110 صفحات من القطع المتوسط.. الأول حمل عنوان “ومضات برائحة البارود” والثاني حمل عنوان “دفقات في عروق الورد”. وهما من النصوص الشعرية- النثرية، وغالبية النصوص جاءت على هيئة ومضات قصيرة وتوقيعات مُكثفة الصور، كما “عصارة كرمة من العنب، مُخمرة بالوجدان، ومُعتقة في خابيات القلب، مسكوبة في كأس خمر صغير”.
ومن يعتقد أن الكتب تُقرأ من عناوينها، ثمة خبر له يؤكد أن الديوان هنا يُقرأ من إهداء الشاعر. فالبدع أحمد الشيخ ياسين، ترك بصمته في ديوانيه على كل شيء: الغلاف والصفحات والعناوين الفرعية والسطور والمفردات والحروف، وقبل كل ذلك على إهداء كل كتاب كما سنرى لاحقاً.
.

دواوين أحمد الشيخ ياسين
غلاف ديوان “ومضات برائحة البارود”

دواوين أحمد الشيخ ياسين
“أهدي هذا النبض المتعثر بأكوام الحزن
التائه في أزقة الوجع
المرمي على هامش الشعر
زنايق من حروف برائحة البارود
إلى أضرحة الشهداء”
هكذا يكشف إهداء الديوان الإنساني الوطني “ومضات برائحة البارود” عبر قصائده الـ57 وومضات أخرى بلا عناوين، عن وجهة وتوجه النصوص وروحها. فالإهداء روى في سطور قليلة الحكاية، رواها كسردٍ وماء. فهو يخص الوطن وجنوده وناسه. لذا أهداه تحديداً إلى أرواح الشهداء، فكانت النصوص كما ورود تشمخ بتضحياتهم وترتوي بدمائهم.
يتحدث الديوان -كما قال لنا شاعرنا في الوسط- عن “مآسي الحرب وما خلفته من أوجاع على الأمهات والأطفال اليتامى في سوريا، وهو يعكس واقع الفقراء ومعاناتهم في الصراع من أجل العيش ومعاناتهم في العالم الإنساني”.
يتسم الديوان بالشفافية والبساطة في اللغة بشكل جلي. وكل ما كتب به هو واقع ليس من الخيال! ولكل نص؛ قصة حقيقية تومض بمصير صاحبها. تنهمر كما دموع فوق الورق، أو نزف دم لجراح قطّبها شاعرنا بلغته الحزِينة الحسِينة.
.

دواوين أحمد الشيخ ياسين
نص “يدعى وطن”

دواوين أحمد الشيخ ياسين
“أهدي هذا النبض
لكل القبرات
التي طارت فوق داركِ”
وكما في الديوان السابق، نجد إهداء الديوان الثاني “دفقات في عروق الورد” موضحاً لمضمونه العاطفي الوجداني، وللنصوص الـ70 والومضات التي جاءت جميعها في 110 صفحات أيضاً من القطع المتوسط.
يقول شاعرنا الشيخ أحمد “يتحدث الديوان عن الحب الروحي العميق، وجمال الأنثى وجمالياتها. ولا يقتصر الحب على المشاعر الذاتية والموجهة للمرأة. بل أيضاً عن حب وعشق مدينتي “سلمية” فهي تُمثل المحبوبة والمعشوقة من جهة، ومن جهة أخرى تمثّل الطفلة اليتيمة المرمية في حضن الوجع التي تَخز قلبي دائماً”!..
ولا يختلف أسلوب الشاعر في ديوانه الأول عن الديوان الثاني، إذ يتصف ببساطة اللغة، والسلاسة في مُحاكاته للقارئ،  بمعنى الوصول إلى وجدان كل القرّاء، كالإحساس بالحنين لشيء ما! وهو أيضاً واقعي في وقائعه ونصوصه، ولكل نص قصة حقيقة تشهد على المشاعر والمصائر، ولا علاقة لها بالخيال.
.

دواوين أحمد الشيخ ياسين
غلاف ديوان “دفقات في عروق الورد”
دواوين أحمد الشيخ ياسين
من المُلّح القول: إن عزلة أو غياب المبدع -زمنياً- ينعكس بشكل إيجابي على تجربته الأدبية أو الفنية أو الثقافية، إذا ما استثمرها بشكل جيد مدروس مفيد له وللمتلقي. فالشاعر أحمد الشيخ ياسين، دخل في صومعة دفعته إلى إنجاز ديوان شعر وديوان نثر غاية في الجمال والتفرد، والتلقائية المحمودة والبساطة المرنة.
وهذا ليس كل شيء.. فشاعرنا منشغل الآن بإنجاز عدة أعمال روائية سترى النور قريباً. فضلاً عن اشتغاله بكتابة “مسرحية” يأمل أن يوفق في إنجازها.
ذلك النشاط كله، والإقبال الثقافي والتوجه الأدبي نحو الكتابة الإبداعية، لا يُعدّ جديداً على أحمد الشيخ ياسين ابن “سلمية” العاصمة الثقافية لسوريا، التي قدّمت للوطن كبار المبدعين من قامات في مجالات الشعر والرواية والقصة والمقالة والتشكيل، و مجالات أخرى. بخاصة وأن شاعرنا الذي يحتفي بإصداراته اليوم، هو أحد المؤسسين للمؤسسة الثقافية في “سلمية” الجميلة التي نفخر بإنسانها.
.


*روعة يونس

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى