حكاية المرأة الإماراتية .. بدأت برؤية متحيزة وتوّجت بإنجازات متميزة (بقلم روعة يونس)

حكاية المرأة الإماراتية .. بدأت برؤية متحيزة وتوّجت بإنجازات متميزة
هنا لا شهرزاد ..
هنا حكاية أخرى؛ حقيقية..
لا علاقة لها بالأساطير الشعبية. بل بالواقع، والخير، والجمال.
هي حكاية المرأة الإماراتية، التي بدأت برأي ورؤية، بفكرة وفكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- ورفيق وشريك رؤاه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم -رحمه الله- وشهدت العقود أن التحيز للمرأة والانتصار لها كان في صالح دولة الإمارات.
حكاية المرأة الإماراتية
منذ نشوء الاتحاد وإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، أدركت القيادة الحكيمة أنه لا يمكن لبلد ناشئ يسعى إلى النهضة وتكريس حضوره دولته بين بلدان العالم، أن يستسلم لتعطيل نصف المجتمع (المرأة) وتنحيتها جانباً..
كانت البداية -مطلع سبعينيات القرن الماضي- مع تعليم وتثقيف وبناء المرأة، مع تشجيعها على التعلم والتدرب، من خلال إطلاق “جمعية نهضة المرأة الظبيانية” ومن ثم “الاتحاد النسائي العام” في مثل هذا اليوم 28 أغسطس-آب، عبر اللبنة الأولى نحو تمكين المرأة، وتفعيل دورها في المجتمع. حيث كان لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قرينة -المغفور له- الشيخ زايد، الدور الفاعل من خلال حملها الراية التي سلمها لسموها الوالد زايد. فرأست الاتحاد والجمعية، ووفرت لهاتين المؤسستين في كافة إمارات الدولة لا أبوظبي وحدها، كل ما يلزم كي تمضي المرأة الإماراتية في حقول العلم. سواء لنيل الشهادات الجامعية أو لمحو الأمية وتعليم الكبار.
حكاية المرأة الإماراتية
خلال عقود، حظيت المرأة باهتمام كبير شمل كل شؤونها وقضاياها، بمؤازرة وتشجيع من زايد- مؤسس الدولة، والشيخة فاطمة رائدة العمل النسائي. فبعد خطوة العلم التي تمت في جامعات الدولة أو الجامعات العربية والغربية، جاءت خطوة العمل وتحقيق الاستقلال الاقتصادي. وتوفير فرص العمل في كافة جامعات وقطاعات الدولة، إلى جانب تدريب السيدات الراغبات في استثمار مواهبهن وهواياتهن في الصناعات واليدوية والمشغولات التراثية، وتعيينهن خبيرات واستشاريات تراث وفنون يدوية. هذا فضلاً عن الرعاية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والصحية، وتشريعات قانونية تخدم مصالحها وتصون حقوقها.
حكاية المرأة الإماراتية
في الألفية الثالثة… ومع القيادة الجديدة التي كانت خير خلف لخير سلف.. قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (ولي عهد أبوظبي آنذاك) وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بتفعيل دور المرأة ودفعه إلى مزيد من التمكين، إيماناً منهما بأهمية مساهمات بنات وطنهما ودورهن في جهود التنمية وتطور وازدهار البلاد. فقدم سموهما عدداً من المبادرات لتمكين المرأة اقتصادياً وفي كافة المجالات. ففي شهر ديسمبر 2012 أصدرت الحكومة الإماراتية قراراً يلزم بعضوية المرأة الإماراتية في مجالس إدارة الهيئات، والشركات، والمؤسسات الاتحادية. ورأينا المرأة تدخل معترك العمل السياسي وفي انتخابات المجلس الوطني. حيث كانت المرأة الإماراتية أول رئيسة للمجلس الوطني- أول كابتن طيار- أول وزيرة سعادة- أول رئيسة إعلام حكومي، في العالم العربي. فيما واصلت “أم الإمارات” الدعم والمساندة للمرأة من خلال رئاستها “مؤسسة التنمية الأسرية” ورئاستها “المجلس الأعلى للأمومة والطفولة”.
حكاية المرأة الإماراتية
اليوم، في السنوات الأخيرة، ومع انطلاق “مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين” برئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وجهودها الجبارة لتكريس تمكين المرأة، بتن نساء الإمارات هامات تطاول عنان السماء، فلا حصر لعدد حاملات شهادات الدكتوراه من كبرى جامعات العالم بمختلف الاختصاصات. ولا لعدد سيدات الأعمال الرائدات، ولا لرئيسات المؤسسات، ولا لعدد الأديبات الشاعرات والقاصات والروائيات والكاتبات والإعلاميات والممثلات ومقدمات البرامج والفنانات التشكيليات والطبيبات والحقوقيات والمحاميات والمهندسات والموظفات والعاملات وسيدات السلك العسكري (الشرطة والجيش).
حكاية المرأة الإماراتية
لاشك في أن حكاية المرأة الإماراتية هي حياة طموح لا حياة حلم. بالفعل لا القول. فمن خلال سعيها لتحقيق طموحاتها تحلت بأفعالها النجيبة، وسلوكياتها الجميلة، وأخلاقياتها الحميدة، ومساعيها الخيّرة. نالت احترام وتقدير العالم أجمع.. ففي كل استفتاء يضم في قوائم أقوى 50 أو 100 امرأة في العالم، أو الأكثر تأثيراً تتصدر لا يقل عن 10 إلى 20 سيدة إماراتية القائمة. لذا فإن نيل المرأة الإماراتية ثقة القيادة منذ الوالد زايد وصولاً إلى يومنا هذا، الذي حققت فيه مبادرات وابتكارات وإنجازات عظيمة، أكدت أن الثقة والأمل بها كان في محله على هيئة رؤية استشرافية قديمة. ورؤية جديدة صائبة للقيادة الحكيمة تمتع بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدوله، ونائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأن تكون الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في تمكين المرأة، وفي التوازن بين الجنسين بما يتناسب ونجاحات المرأة على مدى نصف قرن عمر دولة الإمارات.
كل عام وشقيقتنا الإماراتية بخير وازدهار في يومها السنوي.
.
*مديرة تحرير الثقافة والفنون
-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews