حالة تأهب في روستوف الروسية.. لاستقبال اللاجئين من دونباس
تصعيد في شرق أوكرانيا

على وقع التصعيد العسكري والسياسي شرق أوكرانيا.. أعلنت حالة تأهب في مقاطعة روستوف الروسية لاستقبال اللاجئين المدنيين من دونباس
ومع وصول الحافلات الأولى إلى مقاطعة روستوف الروسية، المتاخمة لدونباس، أعلن مسؤول في حكومة المقاطعة، أن السلطات المحلية قررت إعلان “حالة التأهب” اعتبارا من الجمعة لاستقبال اللاجئين.
و قال دنيس بوشيلين الذي يدير “جمهورية دونيتسك الشعبية” الموالية لروسيا ” تنظم عملية مغادرة كبيرة ومركزة للسكان نحو روسيا الاتحادية، وفي الدرجة الأولى يجب إجلاء الأطفال والنساء والمسنين”.
ليونيد باسيتشنيك الذي يرأس بدوره “جمهورية لوغانسك الشعبية” الموالية لروسيا، أكدفي بيان أنه “بهدف تجنب سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، أدعو سكان الجمهورية… إلى المغادرة في أقرب وقت نحو أراضي روسيا الاتحادية”.
وأعلن المسؤولان أن الجيش الأوكراني يستعد لشن هجوم بهدف غزو مناطقهم الواقعة في إقليم دونباس الأوكراني.
وبتوجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أرسل إلى مقاطعة روستوف فريق عمل برئاسة القائم بأعمال وزير الطوارئ ألكسندر تشوبريان لتنظيم استقبال اللاجئين.
كما توجه إلى المنطقة خبراء وزارة الصحة ومديرة الهيئة الفدرالية للرقابة في مجال حماية حقوق المستهلك (روس بوتريب نادزور) آنا بوبوفا التي ستتولى الإشراف على الإجراءات لمحاربة وباء فيروس كورونا.
وأشار مسؤول في حكومة مقاطعة روستوف إلى أنه يتم نشر مراكز لاستقبال اللاجئين، تتسع لنحو 10 آلاف شخص.
وقالت السلطات المحلية أيضا إن 3 مخيمات صيفية للأطفال على أراضي المقاطعة ستستقبل ما يصل إلى 1.5 ألف طفل سيتم إجلاؤهم من دونباس.
وأعلنت أقاليم روسية أخرى عن استعدادها لاستقبال اللاجئين من دونباس.
فقد أعلنت مقاطعة تشيليابينسك عن استعدادها لاستقبال نحو 600 شخص. وأكدت كذلك مقاطعات بينزا وكالوغا وأرخانغيلسك ومورمانسك استعدادها لاستقبال اللاجئين.
كما صرح منسق لجنة التكامل “روسيا – دونباس” في جمهورية القرم الروسية أندريه كوزينكو عن إمكانية استقال اللاجئين في الجمهورية في حال الضرورة.
وسترسل مقاطعة نيجني نوفغورود مساعدات إنسانية إلى اللاجئين يوم السبت 19شباط/ فبراير، حيث قد تم جمع أكثر من 40 طنا من المساعدات الغذائية والمستلزمات الأساسية.
ومن خارج روسيا، قالت سلطات عاصمة أبخازيا سوخوم إنها مستعدة لاستقبال سكان دونيتسك ولوغانسك في ظل احتدام الأوضاع في منطقة دونباس. وقد اتصل المسؤولون في بلدية سوخوم بإدارات دونيتسك ولوغانسك بهذا الشأن.
من جهتها، دعت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، وزيرة شؤون “إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتا” كما تسميها كييف رسميا، إيرينا فيريشوك،و دعت سكان دونباس للتوجه إلى الأراضي تحت سيطرة السلطات الأوكرانية.
وفي وقت سابق أعلنت “جمهورية دونيتسك الشعبية” المعلنة من طرف واحد بشرق أوكرانيا، أنه من المتوقع إجلاء نحو 700 ألف مدني إلى روسيا، وقبل كل شيء النساء والأطفال والمسنين.
انفجار وقصف متبادل
من جهة أخرى، أفادت وكالة ريا نوفوستي بوقوع انفجار ضخم قرب مقر حكومي وسط مدينة دونيتسك شرقي أوكرانيا مساء الجمعة.
كما نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن السلطات الانفصالية في شرق أوكرانيا أن انفجار سيارة وقع بالقرب من مبنى حكومتهم في دونيتسك، ومن دون وقوع إصابات.
وسبق أن ذكرت رويترز أن صافرات الإنذار دوت وسط إقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا قبل ساعات.
وقال رئيس الانفصاليين في دونيتسك إنه تم إجلاء النساء والأطفال وكبار السن نحو روسيا بسبب تدهور الوضع، متوقعا أن يعلن الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي قريبا أوامره بشن هجوم عسكري على إقليم دونباس.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية -عن مصدر في دونيتسك- أن عملية إجلاء المدنيين من دونباس إلى الأراضي الروسية ستشمل مئات الأشخاص.
واتهم الانفصاليون في منطقتي لوغانسك ودونيتسك القوات الأوكرانية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار 24 مرة خلال يوم واحد، وذلك في بلدتي ستراتونافاتوف وكراسنو بارتيزانا، ومناطق عدة على أطراف دونيتسك.
وقالوا إن القصف تسبب في إغلاق الطريق الرئيسي بين مدينتي دونيتسك وغورولفكا مؤقتا.
وفي المقابل، قال الجيش الأوكراني إن الانفصاليين خرقوا وقف إطلاق النار 25 مرة صباح الجمعة، من دون أن يسفر ذلك عن وقوع خسائر بشرية.
استبعاد الغزو الواسع
وقال مجلس الأمن القومي الأوكراني اليوم الجمعة إنه لا يرى أي بوادر لعملية واسعة النطاق من جانب روسيا، وإن الاستفزازات الروسية هدفها جر أوكرانيا إلى رد عسكري قوي، مشيرا إلى ضرورة تحلي كييف بضبط النفس.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن احتمال تصعيد واسع النطاق لا يزال منخفضا.
وفي كلمة أمام البرلمان، أشار إلى أن أوكرانيا لا تؤكد انسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية، مقدرا أعداد هذه القوات بنحو 149 ألف جندي، مع احتمال ازدياد العدد.
وتوقع الوزير أن تدخل 3 سفن حربية روسية البحر الأسود قريبا مع دخول المناورات الروسية البيلاروسية مرحلتها النشطة هذه الأيام، التي تأتي في إطار اختبار الجاهزية القتالية لقوات الرد السريع لكلا البلدين.
الموقف الأمريكي
وفي تعليقه على التطورات قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن ما حدث في دونباس جزء من خطوات روسية لتبرير “العدوان” على أوكرانيا.
وقال السفير الأمريكي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل كاربنتر إن أكثر من 150 ألف عسكري روسي يحتشدون على مقربة من الحدود الأوكرانية – في أكبر حشد عسكري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، على حد وصفه.
المناورات الروسية
في غضون ذلك، أعلنت روسيا الجمعة أنها ستجري تدريبات نووية تحت إشراف الرئيس فلاديمير بوتين غدا، وهي مناورات لقواتها الإستراتيجية لإطلاق صواريخ باليستية وكروز، على وجه الخصوص.
ونفى الكرملين -في بيان- أن تكون “التدريبات النووية الروسية” مؤججة للتوترات مع الغرب، قائلا إن المناورات العسكرية جزء من عملية تدريب روتينية تتسم بالشفافية.
بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين بشأن غزو روسي لأوكرانيا تشير إلى فشل المخابرات الأميركية.
وأضافت زاخاروفا أن إشارات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والمتحدة باسم البيت الأبيض جين ساكي، والمتحدث باسم الخارجية نيد برايس، وبقية فريق الدعاية للحرب المستندة لبيانات المخابرات الأميركية، تشهد على فشلها، وفق تعبير زاخاروفا.
وتساءلت المتحدثة الروسية أيضا عن الطرف الذي ينشر المعلومات المزيفة في البيت الأبيض، وفق قولها.
لافروف: الناتو غير مستعد لتنفيذ مقترحاتنا الأمنية
بدوره جدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التأكيد على أن حلف شمال الأطلسي غير مستعد لتنفيذ المقترحات أو الضمانات الأمنية التي طلبتها روسيا، من أجل خفض التصعيد على الحدود مع أوكرانيا.
وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني، نيكوس دندياس الجمعة ، من موسكو :إن أوكرانيا ما زالت ترفض التنفيذ الكامل لاتفاق مينسك.
كما اعتبر أن الغرب يحدث ضوضاء دون مبرر وضجيجا لا سبب له حول أوكرانيا، بهدف تحقيق أهداف جيوستراتيجية
فيما أوضح دندياس: أن النقاش كان مثمرا، وتطرق إلى التعاون الثنائي بين البلدين.
وكتب في تغريدة على حسابه على تويتر بعد انتهاء الاجتماع: “لقد أجرينا مناقشة مثمرة حول تعزيز التعاون الثنائي في سياق العلاقات التاريخية بين اليونان وروسيا، والوضع في أوروبا الشرقية، والأمن في أوروبا عامة وشرق البحر المتوسط أيضا”.
بكين تطالب واشنطن بمراعاة مخاوف موسكو المشروعة
في الأثناء :صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، بأن بكين ترى أن واشنطن يتوجب عليها أن تأخذ في الاعتبار مخاوف روسيا والدول الأخرى بشأن الوضع المعقد في أوكرانيا.
وشدد وانغ في إحاطة صحفية على ضرورة أن تتوقف الولايات المتحدة عن التعليقات التي تؤدي إلى تفاقم الوضع الصعب في الأصل.
ودعا المتحدث باسم الخارجية الصينية واشنطن إلى عدم اتخاذ خطوات تسهم في تعزيز المواجهة، وذلك في معرض تعليقه على التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حول” الغزو الروسي الوشيك” لأوكرانيا.”
وشدد على ضرورة أن تحل “القضية الأوكرانية من خلال الحوار والمفاوضات، مع الأخذ بعين الاعتبار المخاوف المشروعة لكل الأطراف، بما في ذلك روسيا”.
وبحسب المتحدث الصيني، يجب حل القضية الأوكرانية على أساس اتفاقيات مينسك، وأنه “لا يمكن العمل من خلال التهديدات واللجوء للعقوبات والضغط”.
المصدر: وكالات
تابعونا على صفحة الفيس بوك…