جدري القرود يشغل العقول حول العالم.. من أين يأتي هذا الفيروس المقيت؟

جدري القرود يشغل العقول حول العالم ويشكل هاجساً لمعظم سكان المعمورة ومنظمات الصحة العالمية والإقليمية والمحلية، وعلى ضوء تزايد أعداد المصابين حذرت منظمة الصحة العالمية منه وأعلنته حالة طوارئ صحية، ولا يزال اهتمام العالم يتجه إلى البحث عن هذا المرض لمعرفة ماهيته، وشكله، وكيفية انتقاله، وعلاجه، وإذا كان يوجد لقاح فعّال ضده.
جدري القرود يشغل العقول.. فما هو ؟
هو مرض فيروسي مُعدي يسببه فيروس جدري القرود، وهو نوع من جِنْس الفيروسة الجُدَرِية، والذي تفشى في الفترة ما بين 2022 و2023، بشكل رئيس في دول إفريقيا.
إقرأ أيضاً: تفشي جدري القردة في أكثر من 70 دول..والصحة العالمية تعلن حالة الطوارئ
يتم تشخيص المرض بأخذ عينة من البثور التي تظهر على الجلد وتحرّي المادة الجينية للفيروس فيها “الحمض النووي DNA”، وفي حال عدم وجود آفات جلدية، يمكن أخذ مسحات من الفم والبلعوم أو الشرج أو المستقيم.
ومن المرجح أن هذا الفيروس يأتي من القوارض الصغيرة كالسناجب.
شكل جدري القرود
تظهر أعراض جدري القرود الرئيسة على المصاب بشكل بقع مسطحة حمراء “طفح جلدي”، والتي تتحول إلى بثور ممتلئة بالقيح، ثم تتقشر هذه البثور بعد عدة أيام من ظهورها.
وأما شكل الفيروس، فهو فيروس مغلف يحتوي على حمض نووي ذي طاقين.
انتقال جدري القرود
ينتقل جدري القرود من خلال الملامسة واحتكاك البثور لدى المصاب مع الشخص السليم، واستخدام الأغراض الشخصية للمصاب، والاتصال الوجهي لفترات طويلة ما ينقل المرض عبر القطرات التنفسية الكبيرة، ويمكن أن ينتقل عبر الاتصال الجنسي.
إقرأ أيضاً: تحذير من انتشار غير مألوف لجدري القرود
يكون المصاب مُعدياً من قبل ظهور الطفح الجلدي بـ5 أيام وحتى أسبوعين إلى 4 أسابيع، وذلك حتى تكوّن الجروح قشرة وتنفصل، ومن ثم تتكون طبقة جلد جديدة تحتها.
علاج جدري القرود
لا يوجد حتى الآن علاج مضاد لجدري القرود، لكن على اعتبار أنه فيروس فيمكن استخدام المضادات الفيروسية.
والعلاج الحالي يتمثل في تخفيف الأعراض، أي العناية بالطفح الجلدي ومحاولة تسكين الألم والوقاية من المضاعفات، وكلما كانت الرعاية الطبية أبكر كلما ساهمت في تجنب تفاقم الأعراض.
علاج جدري القرود في المنزل
يجب عزل المصاب في المنزل، والبقاء على تواصل مع الطبيب، وعلى المصاب أن يُبقي الطفح الجلدي جافاً ومكشوفاً، وأن يغسل يديه جيداً قبل وبعد ملامسة البثور، وأن يتجنب حكّها وخدشها.
وفي حال وجود آفات في الفم، فيمكن للمصاب أن يتمضمض بالماء المالح.
ولعلاج الألم الناتج عن البثور، يمكن استخدام “الباراسيتامول” عند اللزوم.
علاج جدري القرود في المشفى
جدري القرود يشغل العقول ويجب على المصاب أن يتوجه للمشفى إذا شعر بأن الطفح الجلدي أصبح أكثر ألماً، وظهرت عليه علامات التلوث كالاحمرار أو القيح، وتفاقمت الأعراض وظهرت حمى وغثيان وإقياء شديدان.
وإذا أصبح المصاب غير قادر على الأكل أو الشرب، أو إذا عانى من صعوبة بالتنفس، أو شعر بدوار وارتباك.
جدري القرود يشغل العقول.. هل من لقاح للمرض؟
يٌنصح بأخذ اللقاح الوقائي “لقاح الجدري” قبل التعّرض للمرض، إذ توجد حالياً 3 لقاحات مضادة للفيروس، وذلك بالنسبة للعاملين في الرعاية الصحية أو المخالطين للمصابين، أو الموجودين في منطقة تفشي المرض.
وبالنسبة لمخالطي المصاب، فيجب إعطاء اللقاح بعد أقل من 4 أيام من المخالطة، ويمكن إعطاء اللقاح خلال 14 يوماً إذا لم تظهر الأعراض على الشخص.
جدري القرود في الدول العربية
سجلت وزارة الصحة الأردنية أول حالة إصابة بجدري القرود لشخص غير أردني مقيم في البلاد.
وبيّنت الوزارة أن عمر المصاب 33 عاماً، وظهرت الأعراض عليه بشكل حبوب طفح جلدي، إذ تم تشخيصه بواسطة فحص “PCR” في مختبرات وزارة الصحة، وحالته الصحية مستقرة الآن.
وأما في المغرب، فتمكن المخطط الوطني الاستباقي من رصد 5 حالات حتى شهر آذار من هذا العام، ولم ينتج حالات عدوى لدى المخالطين.
وفي عام 2022، ذكرت منظمة الصحة العالمية تفشي مرض حدري القرود في مخيمات اللاجئين بالسودان، ما يؤكد أن هذا المرض يشغل العقول بسبب انتشاره الكبير في العالم.
إقرأ أيضاً: جدري القرود إم بوكس.. أميركا تعتزم إلغاء حالة الطوارئ