توما الإكويني.. دافع عن الفلسفة وكرمته الكنيسة باعتباره قديساً

تمر اليوم الذكرى الـ 749، على رحيل القديس توما الإكويني إذ رحل في 7 مارس من عام 1274م، وهو قسيس وقديس كاثوليكي إيطالي من الرهبانية الدومينيكانية، وفيلسوف ولاهوتي مؤثر ضمن تقليد الفلسفة المدرسية، أحد معلمي الكنيسة الثلاثة والثلاثين، ويعرف بالعالم الملائكي.
كان القديس توما الإكويني بعيداً عن التكلف، عديم مطالب الحياة، لا يسعى إلى ألقاب التعظيم، ويرفض الرقى الى مناصب الكنيسة، وقد انتشرت كتاباته في جميع العالم، وقد رعى ترجمة العهد الجديد إلى اللغة المحلية ليتمكن من الاستشهاد به للعامة، وبدأ التبشير، وعندما رفض طلب البابا الخضوع للنظام الكنسي معتبراً أن واجبه أن يطيع الرب أكثر من طاعة البشر حرمه وجماعتَه البابا، فخرجوا ملتجئين إلى شعاب جبال الألب في ساڤوا وبييدمونت وفي لانجدوك، وشُهِروا بالتواضع والعمل المستقيم والعفة والمحبة.
وبحسب كتاب “تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط” مجمل مواقف القديس توما، يتبين منه أنه عارض المواقف المأثورة من أوغسطين إلى بونافنتورا، تبعاً لنظرة أخرى إلى العقل الإنساني والوجود أدت به إلى الفصل بين الفلسفة واللاهوت مع استبقاء الصلة بينهما، فأعاد إلى الفلسفة استقلالها بمبادئها ومناهجها.. ولقد ثار معاصروه لهذه الجرأة في التمرد على السلف وتحدي أوغسطين، تألب عليه في باريس وأكسفورد الفرنسيسكيون أنصار التقاليد، وغيرهم من أساتذة اللاهوت، وبعض المتصوفة الذين كانوا يتبرمون بالصبغة العقلية البارزة عنده، وفريق من أعضاء رهبنته الذين نشئوا على الأوغسطينية قبل ظهور مذهبه.
إلا أنه ووفقاً للكتاب سالف الذكر، فأن جميع البابوات أيدو بعد ذلك تعاليم القديس توما من وقته إلى وقتنا، وفي 1318 أعلن البابا أن مذهبه معجزة من المعجزات، وأنه بمفرده يفيض على الكنيسة من النور أكثر من سائر الأساتذة مجتمعين، وفي 1323 أعلنه قديساً، وتعاقبت الرسائل البابوية في امتداح مذهبه والحض على الاستمساك به”.
من أعمال القديس توما الإكويني:
صدرت الطبعة الأولى من أعمال توماس أكويناس الكاملة المسماة «تحرير بيانا» (باللاتينية: « editio Piana») بأمرٍ من البابا الدومينيكاني بيوس الخامس (حبريته 66-1572) الذي أمر بإصدارها في العام 1570 في استوديوم الدير الروماني في سانتا ماريا سوبرا مينيرفا سلف «الجامعة البابوية للقديس توما الأكويني الملائكي».
أما الطبعة الأساسية لأعمال الأكويني فهي الطبعة المستمرة التي أمر بها البابا ليو الثالث عشر (حبريته 1878–1903)، أو ما تدعى (على اسمه) بـ«إصدار ليونين» Leonine، وإلى الآن حُررت معظم أعماله الرئيسية؛ «الخلاصة اللاهوتية» في تسعة مجلداتٍ ما بين 1888–1906، و«الخلاصة ضد الكفار» في ثلاثة مجلداتٍ ما بين 1918-1930.
نشر الأب «جاك بول مينه» الفرنسي Abbé Migne طبعةً من «الخلاصة اللاهوتية» في أربعة مجلداتٍ كملحقٍ لـ«دورة كاملة» (باللاتينية: «Patrologiae Cursus Completus») (الإصدارات الإنجليزية: «جوزيف ريكابي» (1872)، و«جي إم آشلي» (1888).
يُحتفظ بالنصوص الإلكترونية من «إصدار ليونين» -في الغالب- على الإنترنت من قبل «الهيئة التوماوية» (باللاتينية: «Corpus Thomisticum») بواسطة «إنريكي ألاركون» من «جامعة نافارا»، وفي «مجموع الوثائق الكاثوليكية» (باللاتينية: «Documenta Catholica Omnia»).