بعد أحداث دامية.. الأمن الأردني يعزز مداخل المدن الجنوبية وسط هدوء حذر

عززت قوات الأمن الأردني مداخل المدن الجنوبية، لا سيما في مدينتي الكرك والحسينية في أطراف العاصمة عمّان والزرقاء، بعد قيام محتجين بإغلاق الطرق وحرق الإطارات وتعطيل حركة السير.
وعاد الهدوء إلى محافظات الجنوب بعد أحداث دامية وقعت في مدينة الحسينية قُـتل فيها ضابط وأصيب اثنان ضمن موجة احتجاج على الرفع المستمر لأسعار المحروقات استخدمت في بعضها الأسلحة النارية، وكانت مديرية الأمن العام الأردنية أعلنت في بيان مقتل العقيد عبد الرزاق عبد الحافظ الدلابيح نائب مدير شرطة معان جنوبي البلاد.
وقال بيان للأمن العام في وقت متأخر من مساء أمس الخميس إن العقيد الدلابيح قتل إثر تعرضه للإصابة بعيار ناري في منطقة الرأس أثناء تعامله مع أعمال شغب كانت تقوم بها مجموعة من المخربين والخارجين عن القانون في منطقة الحسينية بمحافظة معان، ونعت مديرية الأمن العام الدلابيح، وأكدت أنها “مستمرة في عملها لحفظ أمن الوطن وحماية مواطنيه، وستضرب بيد من حديد على كل من يحاول الاعتداء على الأرواح والممتلكات العامة ويهدد أمن الوطن والمواطن”، وفق تعبيرها.
وشددت على أنها “إذ تكفل حماية حرية الرأي والتعبير السلمي عنه فإنها ستتعامل وفق أحكام القانون وباستخدام القوة المناسبة مع كل من يقومون بأعمال الشغب والتخريب أينما كانوا، ولن تسمح للمجرمين والمخربين باستغلال هذا الظرف للمساس بحياة المواطنين وترويعهم”.
في سياق متصل، سارعت السفارة الأميركية في الأردن لتحذير رعاياها من السفر الشخصي والرسمي إلى 4 محافظات في جنوب البلاد، هي الكرك والطفيلة ومعان والعقبة، وذلك حتى إشعار آخر، وبينت السفارة في بيان أن هذا الإجراء يأتي “بسبب تقارير عن الاحتجاجات المستمرة وإحراق الإطارات وإلقاء الحجارة على المركبات في الشوارع والطرق السريعة في جميع أنحاء الأردن، خصوصاً في الجنوب”.
ونبهت إلى أنه “تتكرر حالات إغلاق الطرق والحوادث الأمنية ذات الصلة ولا يمكن التنبؤ بها، كما أن خدمات الطوارئ تواجه تأخيرات كبيرة عند الاستجابة لطلبات المساعدة”، وذكّرت السفارة رعاياها “حتى الاحتجاجات التي يقصد منها أن تكون سلمية يمكن أن تتحول إلى مواجهة، وربما تتصاعد إلى أعمال عنف كما هو الحال دائما”، وفق تعبيرها.
ويأتي هذا التحذير في وقت تستمر فيه الاحتجاجات بعدد من المدن الأردنية بالتزامن مع الإضراب المستمر الذي نفذه سائقو الشاحنات وعاملون في قطاعي النقل والشحن احتجاجاً على الرفع المستمر لأسعار المحروقات، كما أغلقت المحال التجارية أبوابها لليوم الثاني على التوالي في محافظتي معان والكرك، وشهدت أحياء في العاصمة عمّان وقفات تضامنية مع المضربين رغم العودة النسبية لحركة الشحن في البلاد.
وأبدى السائقون والمواطنون في مدينة معان عدم رضاهم عن قرارات حكومية صدرت مؤخراً من أجل دعم قطاع النقل بشكل نقدي وتأجيل أقساط البنوك بدلاً من تخفيض أسعار المحروقات، ووفق إحصاءات هيئة تنظيم النقل البري، يبلغ عدد الشاحنات في المملكة نحو 21 ألف شاحنة من الأنواع كافة (نقل بضائع وحاويات).
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قررت لجنة تسعير المشتقات النفطية للمرة الـ 16 خلال عامين زيادة أسعار الديزل والبنزين، الأمر الذي قوبل باحتجاجات لا تزال مستمرة في عدد من مدن البلاد، ويباع ليتر البنزين “أوكتان 90” بـ 920 فلساً (نحو دولار ونصف)، وأوكتان 95 بـ 1170 فلساً (1,6 دولار)، أما ليتر الديزل أو السولار فثمنه 895 فلساً (1,3 دولار)، والكاز 860 فلساً (1,2 دولار).
ويعاني الأردن أوضاعاً اقتصادية صعبة فاقمتها جائحة كورونا، فارتفعت نسبة البطالة عام 2021 إلى نحو 25% وفقاً للأرقام الرسمية، فيما ارتفعت بين فئة الشباب إلى 50%، كما ارتفعت نسبة الفقر إلى 24% وتجاوز الدين العام 47 مليار دولار، أي بنسبة تزيد على 106% من الناتج المحلي الإجمالي.
للمزيد من الأخبار تابعونا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter