العناوين الرئيسيةكشكول الوسط

بثينة عرابي: أدخلُ طواعية في غيبوبة الرسم وأمنيتي أن أكون فنانة غير مشهورة!

|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
.

على الرغم من الظروف التي دفعتها غير مرة للانقطاع عن الدراسة الأكاديمية للفن، لم تبتعد الفنانة بثينة عرابي عن الرسم، ظلت تُشكل لوحاتها إن في المخيلة أو ترسمها على الكرتون والقماش الخام. لم تتوقف عن الرسم يوماً لأنه عشقها وشغفها.
تصف فنانتنا الشابة نفسها بأنها مصابة بغيبوبة الفن. وهي بحق تدخل عوالمه الساحرة لتخرج بلوحات ألوانها متفجرة صارخة.
شاركت في معارض جماعية وأقامت معارض فردية في حلب ودمشق، لكن لديها بعد المزيد من الطموحات والأمنيات، كونها فنانة متميزة، وكيف لا؟ طالما أمنيتها أن تكون فنانة غير مشهورة، في إشارة إلى أن الفن لأجل الفن هو  هدفها.

 

“نبع لا ينضب”
لا أدري إن كان الدخول إلى تجربتك الفنية يكون من البدايات أو من حيث مسقط رأسك دمشق، أو حيث عشتِ في حلب . ما رأيك أن نقف أولاً مع القراء ونخبرهم عن بداياتك ربما؟

لا أذكر نفسي في الطفولة إلا وأنا أرسم في كل الأوقات.. استغل أي لحظة انفراد بالذات لأدخل في “غيبوبة الرسم” بالرغم من صغر سني.. وكبرت وتبلورت لغة الفن برأسي.

استكمالاً للسؤال الأول: ما تأثير الأجواء الثقافية الفنية الحضارية التي تميز حلب على موهبتك بالتشكيل؟

كل شيء في حلب له أثر وطعم ورونق.. أذكر أنني كنت أحضر جميع المعارض الفنية والأمسيات الثقافية. كانت حلب النبع الذي لا ينضب.. كانت ولا تزال -لكن لكل جواد كبوة- ومن يعيش ويتعايش مع هكذا أجواء ستتجدد موهبته وتُصقل وتلمع.

“صقل الموهبة”
بمَ اتسم أول خوضك لعالم الفن التشكيلي، هل كان عبر دراسة أكاديمية أم دورات أم صقل للموهبة ذاتي؟

كان عبر جهد ذاتي.. ثم بعد اكتشافي وجود مركز للفنون انتسبت له على الفور، ودرست وتخرجت عام 2010 بدرجة جيد جداً، بعد أن أتممت دورة إعلان وتصوير زيتي، ومن ثم تقدمت إلى كلية الفنون الجميلة بهدف الحصول على علوم أكاديمية وفكر فني وصقل جديد لموهبتي. وبدأت برسم لوحات عديدة متنوعة الأفكار ومتعددة المدارس الفنية.

لا يخفى عليكِ أنه في مجتمعات محلية عدة قد يكون فن التشكيل “ممنوعاً” على الإناث! لعلكِ واجهتِ صعوبات ما خلال ولوج هذا العالم؟ أو إن كان العكس وحظيتِ بمساندة من محيطك القريب؟

أعتبر نفسي محظوظة لوجود والدتي بجانبي، كانت هي الجدار الفاصل بيني وبين من يتبنون هكذا فكر! فأنا وحيدتها ووالدتي مثقفة وطموحة برغم من كونها لم تتعلم. لا أنكر أنها كانت تحبذ لي الصحافة.. فحلمها كان أن أدرس صحافة لكنها تركت لي حرية الاختيار.

 

“ألوان الآلام”
يجد المتلقي أنك تميلين في لوحاتك باتجاه الصخب اللوني. ثمة حضور للألوان القوية.. ربما كطريقة لإظهار الحزن والألم الإنساني؟

نعم صحيح.. فالألوان الصارخة، تعبّر بشكل أعمق وأكبر عما يعتلج في داخلي من أفكار أو مشاعر. كما تعبر عن آلام الآخرين.

قدمتِ العديد من المجسمات القطنية الخشبية الأشبه بالدمى. هل هي وسيلة لتمرير رسائل قد لا توصلها اللوحات، أم  مهارة تودين عرضها؟

أعبّر من خلال الدمى المجسمة عن حالات إنسانية عديدة تجسد ظروفنا. واخترت الدمى إشارة إلى أننا صرنا بشر “بلا روح” نتنفس ونعيش ولا نحيا.. وننتظر ننتظر.

تحبين المشاركة في المعارض الجماعية، هل من سبب محدد لذلك؟ أيضاً كيف قيّم الزملاء والنقاد معرضك الفردي “حكايا”؟

صحيح أحب المشاركة في المعارض الجماعية، فهي تتسم بطابع خاص، فيها تواصل ومحبة ومشاعر حميمة وتلاقح أفكار ولمشاركة بالرأي واللون والخيال. أما المعرض الفردي “حكايا” فكان مميزاً بالنسبة لي، لأنني رأيت في عيون الحضور سعادة ودهشة. فحين يرسم الفن دهشة على الوجوه، فهذا يؤكد أن رسالة الفنان التي يقصدها من معرضه قد وصلت. خاصة أن النقد مهم بالنسبة لي حين يكون صادقاً وصائباً.. أما إن كان غير ذلك، لا أسمح لعقلي بتقبله لأنني أرفض أي نقد غير حقيقي أو مفيد.

 


“هموم الإنسان”

في معظم لوحاتك نجد أنك تنتصرين لهموم الإنسان- الإنسان وحده. لا اهتمام لديكِ بالطبيعة أو الجماد. حتى أن لوحتك “المهرج” تؤكد ما أرمي إليه؟

نعم أصبتِ.. فالإنسان هو الأهم في كل الأزمان. فما بلك حين يتعرض للحرب والظلم والقهر والفقر! يجب أن يكون الإنسان والإنسانية محور الفنان.
بخصوص لوحة “المهرج” هي مزيج من جرح عميق وفرح جديد! حين كنت أهم برسم اللوحة بكيت وضحكت أكتر من مرة! ثمة مشاعر لا يمكنني التعبير عنها بالكلام! حقاً أنا عاجزة عن وصف كمية الأحاسيس والمشاعر التي انتابتني حينها. كنت أرسم بل أدخل غيبوبة الرسم، وألغي أكثر من لوحة على ذات “الشاصيه” الأرضية- وكل عمل كان مهماً أكتر من سابقه، حذفتهم واحتفظت بالصور لدي. أشعر بأن “المهرج” داخل كل منا! فهو الذي يفرحنا ويضحكنا بينما يكون حزيناً متألماً، كفاقد الشيء ويعطيه!

 

لا أدري عن مدى رضاكِ عن الحركة التشكيلية في حلب، وأنتِ من ضمن عناصر هذه الحركة. ضعينا مع قراء”الوسط” في أجوائها؟

الحركة التشكيلية بحلب -بسبب ظروف البلد- سيئة للأسف! لكن أغلب الفنانين ظلوا في حالة نشاط  إنما خارج جغرافيتها. بدليل أن أعمالهم كانت ولا تزال تزين صالات دمشق. لكن لدينا أمل أن تحمل الحرب كل الويلات والعقبات التي خلفتها وترحل كلياً. وهذا ما أتمناه…

 

وماذا عن أمنياتك الأخرى؟

لأن الأمل بذرة خير زرعتها والدتي في نفسي كنت أتمنى -ولا زلت- أن أصير فنانة غير مشهورة! لأنني لا أهتم بالشهرة  فمتعتي الرسم وتمرير إحساسي ورسائلي إلى المتلقي.
ومن أهم أمنياتي أن أازور معرض “اللوفر” والمعارض العالمية. ولدي أمنية مجنونة (تضحك) أن أكون في حوار مع “فان كوخ” و”رامبرانت” و”بيكاسو” و”مودلياني” وغيرهم من العمالقة في الفن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى