اليوم الرابع – دوري المجموعات.. “كأس العالم 2022”

تستمرّ المفاجآت المدويّة بهذا الكرنفال الساحر في اليوم الرابع, فبعد خسارة المرشّح الأقوى الأرجنتين من قبل منتخب آسيويّ، جاء دور الماكينات الألمانيّة لتعطّلها وتُعطبها الكمبيوترات اليابانيّة وتصعقها بريمونتادا تاريخيّة وتقلب التأخّر بهدف في شوط المباراة الأول للفوز بهدفين مع نهاية المباراة أسوةً بمنتخب السعودية وعلى الخطّة ذاتها تماماً، فيما ظهر منتخب الماتادور ثابتاً وأنيقاً في ظهوره الأول مكتسحاً منتخب كوستاريكا بسبعة أهداف مقابل لا شيء وفي تفاصيل المباريات:
ألمانيا × اليابان 1 – 2
“موسيالا غنابري” في الهجوم و “غوندوغان وكيميش” في الوسط و”روديغر” في الدفاع ومن خلفهم حارس عملاق “نوير”.. هذه الأسماء لو امتلكها أي فريق في العالم، سيكون بالتأكيد فريقاً بطلاً..
حتى الآن الفريق يوحي بأنه أقوى فريق ظهر بالبطولة من ناحية الانتشار والقيام بالمهام الدفاعية والهجومية والتمويل للمهاجمين ونقل الكرة بثقة وبسهولة.. فريق يشعرك بقوته وبثقله على أرض الملعب.
3 فرص ضائعة للألمان بين الدقيقة 20 والدقيقة 30 مع سيطرة مطلقة، والساموراي يكتفي بالصمود والدفاع وبعض المرتدات الخجولة، ويعلن الحكم عن ضربة جزاء في الدقيقة 31 صحيحة بعد خطأ من حارس اليابان لا يرتكبه هاوٍ أو لاعب أحياء شعبية ويسجل “غوندوغان” على يمين الحارس الضعيف.
بغض النظر عن النتيجة يثبت الألمان حضورهم واستعدادهم لخوض الدور النهائي.. النتيجة قابلة للزيادة قياساً إلى أداء الفريقين، رغم الهجمة التي لم يحسن كمادا إنهاءها في الدقيقة 33 ولعبها ضمن منطقة الجزاء للمدافع الألماني (تفوق الماكينات على الكومبيوترات بكل المقاييس) و”كوبو” الياباني لاعب سوسيداد الاسباني لم يستطع اللحاق بكرة واعدة في الدقيقة 39 بينما يرد عليه الألماني “كيميش” بتسديدة تعلو المرمى في الدقيقة 41.
تفوق كامل للألمان حتى بألعاب الرأس عند الالتحام، ما يدلل إلى حرصهم على الفوز، وتصميمهم على أحقيتهم بكأس العالم، لينبري “جمال موسيالا” و يضيع داخل منطقة الجزاء ويسدد فوق المرمى في الدقيقة 45 والحكم يلغي هدف “كاي هافرتز” فالوقت بدل الضائع بداعي التسلل بعد العودة للفار، ويكتفي الساموراي بالتشتيت فقط خوفا” من زيادة الغلة، و”نوير” ينتظر أن يلمس الكرة، الشوط الثاني مرشح لرفع رصيد الألمان ربما لثلاثة أهداف.. فريق ألمانيا يجبرك على احترامه لو لم تحبه أو تشجعه..
الشوط الثاني:
شوط سقوط الكبار.. عندما لا تسجل يسجل عليك!
دخول ناري للألمان وفرصة بالدقيقة الأولى و “غنابري” يسدد أعلى المرمى، واستفاقة يابانية خجولة تسفر عن ركنية في الدقيقة 50 ليقوم بعد دقيقة حامل قميص كرويف 14 (مفتاح خزنة أي دفاع ) “جمال موسيالا” المميز الخطير المرعب بفاصل رقص على أنغام موسيقى دفاع الساموراي الذين يكتفون بالتفرج عليه وكادوا أن يصفقوا له معنا ولكنه يسدد فوق المرمى، ثم يضيع “غوندوغان” فرصة مضاعفة النتيجة في الدقيقة 60 بعد تسديدة طبعت قبلة على شفاه قائم الساموراي بلطف منذرة بمجيئ الهدف الثاني.
تليها محاولة خجولة للبابانين خارج الخشبات الثلاث! و”روديغر” يذكرني ب”أوسين” بولت العداء البطل في فاصل استعراضي مع المهاجم الياباني “أسانو” (روديغر مع موسيالا أفضل اللاعبين على الإطلاق) والدقيقة 66 تأتي بتبديلين للمانشافت وخروج “توماس مولر” و”غوندوغان” اللذين لم يقدما شيئاً يذكر!.
لتليها أخطر فرصة لأصحاب العيون الضيقة و”أسانو” أخطر لاعبيهم يضيعها بعد تصدي “روديغر” لها وركنية لا تسفر عن شيء.. ثم فرصتين متتاليتين للألمان في الدقيقة 70 يتصدى لهما الحارس والدفاع على التوالي.
والحارس “نوير” يثبت أنه مع “كورتوا” من أفضل حراس العالم ويتصدى لفرصة تسجيل محققة للساموراي، هي الأخطر ومن مسافة قريبة.
الشوط الثاني تحرك فيه الفريق الياباني بشكل أفضل وقارع الألمان وشكل بعص الخطورة وهدد مرماهم بفرصتين خطيرتين ليختل ميزان القوة لصالح الساموراي بعدها.. ولاتنتهي الدقيقة حتى يسجل الساموراي هدفاً من هجمة من الناحية اليسرى من “نيتوما” لاعب برايتون الانجليزي يتصدى لها “نوير” فيعيدها “تو-وان” إلى المرمى هدفاً محققاً.
وتعادل بطعم الفوز حتى الآن (عندما لا تسجل يسجل عليك) والدقيقة 82 تثبت هذه المقولة ويسجل الساموراي هدفهم الثاني من هجمة من الجهة اليمنى بواسطة “أسانو” يقف “نوير” عاجزاً عنها ولا يراها إلا في الشباك.. فعندما تضيع خمسة وستة فرص أهداف، ويسجّل عليك هدفان من فرصتين فهذا يعني أنه زمن وبطولة “سقوط الكبار” والتسديدة الرأسية في الدقيقة 89 لا تفيد وتذهب خارج مرمى اليابان، “روديغر” يسدد في الوقت بدل الضائع من مسافة بعيدة تسديدة يأس وإحباط تذهب خارج المرمى، و”غوريسكا” يسدد بخطورة قبل النهاية بدقيقتين..
المنتخب الياباني مختلف في الشوط الثاني وبطء حركة اللاعبين الألمان مستغربة، وساعدت في أن تكون كفة الأرجحية لصالح الساموراي بعد الدقيقة 70.. نتيجة غير عادلة ولكنها أعطت من استبسل ولعب بعزم وبقوة وصمم على الخروج المشرف بعد أن كان تائهاً في الشوط الأول، فأصابت العدوى الفريق الألماني بالشوط الثاني وشفي منها الفريق الياباني.
هل أصبحت الفرق الآسيوية عقدة المانشافت في البطولات الكبرى؟!!
ملاحظة: يبدو أن الكومبيوتر أفاد المدرب الياباني الذي أجرى تبديلات هامة وفعالة أثبت من خلالها تفوقه على نظيره الألماني.. إنه شوط المدرب الياباني يا سادة الذي أبدع!.
أهداف المباراة:
غوندوغان في الدقيقة 31 من عمر المباراة لألمانيا
تو وان في الدقيقة 71 من عمر المباراة لليابان
أوسانو في الدقيقة 81 من عمر المباراة لليابان
تحليل المباراة للدكتور الأستاذ كارلو مقدسي.
إسبانيا × كوستاريكا 7 – 0
573 تمريرة صحيحة في شوط مباراة فقط!! وهذا الرقم هو الأعلى منذ تاريخ مونديال 1966، إنه الماتادور الإسباني الذي يُبهر ويُمتع بالاستحواذ على الكرة مهما كانت النتيجة ومهما كان الخصم!!.
لحساب المجموعة النارية ذاتها التي تضمّ العملاقين الاسباني والألماني سويّة.. اكتسح المنتخب الإسباني الكوستاريكيّين بسباعيّة نظيفة.
الإسبان لعبوا بخطّة “لويس إنريكي” المعتادة 3-3-1-3 في الاستعداد والتحضير وفي بعض الأوقات تتحوّل الخطّة إلى 3-2-5 للهيمنة المطلقة على أرجاء الملعب كافة وتنويع اللعب وطرق الوصول للمرمى مع الضغط العالي على الخصم في حال فقدان الكرة!.
الإسبان أثبتوا أنهم أسياد الاستحواذ و “التيكي تاكا” البارشاويّة فأغلب عناصر البارسا يلعب في منتخب إسبانيا وكذلك في المونديال بشكل عام (17 لاعباً)، وبهذه النتيجة يصبح الترتيب على هذا النحو:
إسبانيا تتصدّر المجموعة بانتصارها الساحق
واليابان خلفها بفارق الأهداف
وألمانيا وكوستاريكا خلفهما دون أية نقطة!
فهل ستكتمل المفاجأة بخروج الفرق المرشّحة للفوز بالمونديال من الدور الأول؟.. أم مازال الوقت مبكراً ومن الممكن التعويض؟.
أهداف منتخب إسبانيا:
داني ألمو في الدقيقة 11 من عمر المباراة
اسينسيو في الدقيقة 21 من عمر المباراة
توريس في الدقيقة 31 من عمر المباراة
توريس في الدقيقة 35 من عمر المباراة
جافي في الدقيقة 74 من عمر المباراة
سولير في الدقيقة 90 من عمر المباراة
موراتا في الدقيقة 92 من عمر المباراة
#صحيفة_الوسط_القسم_الرياضي