إعلام - نيوميدياالعناوين الرئيسية

الوطن العمانية: سورية.. اعتداءات متواصلة هدفها واحد

|| Midline-news || – الوسط

 

صحيفة الوطن العمانية في زاوية رأي الوطن قالت :

إعلان سورية عن تعرُّض المنطقة الحدودية مع العراق في أقصى ريف دير الزور الشرقي لعدوان جوِّي بطائرات حربية بعد منتصف الليلة قبل الماضية، هو إعلان ليس الأول كما أنَّه ليس الأخير، فقد سبق وأنْ تعرَّضت لاعتداءات متكررة راح ضحيتها سوريون أبرياء، والعدوان الذي استهدف بيوتًا سكنية قرب الحدود السورية العراقية في ريف البوكمال الليلة قبل الماضية أسفر عن وفاة وإصابة ثلاثة مدنيين.

الحقيقة الثابتة التي تتعزَّز كلَّ يوم برصيد وافر من الأدلَّة والشَّواهد، هي أنَّ كلَّ الاعتداءات، وجميع ألوان التآمر الموجَّهة ضد سوريا وشعبها وجيشها وقيادتها منذ تفجير المخطط التَّآمري وحتى اليوم، لا تهدف إلَّا إلى خدمة المخطَّط التَّآمري، ودعم التنظيمات الإرهابية المسلحة التي أنتجتها القوى الطابخة للمخطَّط والسَّاعية إلى تدمير سورية وإلحاقها بشقيقاتها؛ خدمةً للمشروع الاستعماري الامبريالي الذي يُراد أنْ يتسيَّده كيان الاحتلال الإسرائيلي ويقوده في الإقليم.

واللافت أنَّه طَوال ما ينوف على العقد من عمر المخطَّط التَّآمري المُوجَّه إلى دول الإقليم، ومنها سورية، أنَّ أجندة هذا المخطَّط وأهدافه قد بانت وتعرَّت أمام جميع شعوب الإقليم تحت الضربات والاعتداءات العدوانية والإرهابية الموجَّهة إلى الدول العربية المستهدفة، وليس اليوم في وسع أي مواطن عربي إلَّا أنْ يسلم بالحقيقة الماثلة أمام عَيْنَيْه وهي أنَّ كُلَّ ما رُفع من شعارات براقة ومُعنْوَنة بعناوين الإنسانية والحرِّيات والمبادئ والقِيَم والعدالة والمساواة ليست سوى شعارات حقٍّ أُريد بها باطل، وتضليل العوام والمغيَّبين عن الواقع والمعزولين عن الحقائق السَّاطعة كالشمس، وهو تدمير هذه الدول المستهدفة بأيدي المُضلَّلين والمخدوعين، وبائعي الذِّمم والأوطان والمتخادمين، والعملاء، ومِمَّن أنتجتهم أجهزة استخبارات قوى التَّآمر والإرهاب ليكونوا أدوات قتْل وتدمير ونهب، وتمكين هذه القوى من الإطاحة بدول الإقليم ونسف مفهوم الدولة القطرية، وتجريد الشعوب من أوطانها، وتجريف المبادئ والقِيَم والأخلاق وقِيَم العزَّة والكرامة ومعنى السِّيادة والاستقلال وحرِّية الرأي والتعبير من كُلِّ مواطن عربي ليكون تابعًا وأداةً لهذه القوى الطَّامعة؛ ليسهل لها التدمير وإعادة التشكيل، وليسهل لها النَّهب والسَّرقة والاستيلاء على كامل الحقوق والثروات، ولتمكين كيان الاحتلال الإسرائيلي وتأمين بقائه جاثمًا على صدر الإقليم وعلى شعوب دوله يخنق الأنفاس.

واللافت أيضًا أنَّ هذا العدوان الجوِّي على سورية يتزامن مع ألوان مختلفة من الاعتداءات، كتدمير محطَّات المياه ومحطَّات توليد الكهرباء، حيث بات السَّواد الأعظم من الشعب السوري يعاني من العطش ومن انقطاع الكهرباء، بجانب عقوبات التَّجويع الظَّالمة والحصار الجائر المفروضة عليه، وهو ما يبرهن على زَيْف الادعاءات والافتراءات بأنَّ التدخُّل في الشؤون الداخلية للدولة السورية، وتوجيه دفَّة الإرهاب إليها هدفه مساعدة الشعب السوري حتى يحقق تطلعاته، فكيف يتفق أمر مساعدته مع قطع المياه عنه وتعطيشه وتجويعه، وتهديد حياته وأمنه واستقراره؟

فهذه من أهم حقوق الإنسان السوري والعربي التي لا تزال تُنتهك طَوال ما يزيد على عقْدٍ من الزمان. والتي إذا ما أراد استعادتها والتَّمتع بها ـ وفق مُعدِّي المخطَّط التَّآمري ـ عليه أن يتنازل عن قِيمَه ومبادئه وكرامته وسيادته واستقلاله، ويعترف بالمظاهر الشاذَّة والمُخالِفة للشرائع السماوية والقانون الدولي، وأوَّلها الاعتراف بالاحتلال وحقِّه في سلب حقوق الشعوب العربية.. هذه هي حقيقة ما يدور من تدخُّلات واعتداءات في الإقليم.

المصدر: صحيفة الوطن العمانية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى