رأي

المكتوب “بايدن” من عنوانه! .. بشار جرار واشنطن-عمّان ..

 

عادة ما يتم منح الأوسمة وخاصة الأعلى منها في نهاية الخدمة، “وسام الشرف” الذي قلده يتسحاق هيرتزوغ الرئيس الإسرائيلي، نظيره الأمريكي جوزيف آر بايدن، هو الأرفع الذي يمنح في إسرائيل وقد أسسه رئيس الوزراء الراحل شمعون بيريس، فهل انتهت خدمة بايدن من أجل المشروع الذي طالما حلم به بيريس وهو شرق أوسط جديد يتعاون فيها الإسرائيليون والعرب في تحقيق تنمية شاملة تتجاوز الحدود؟.

باختصار نعم، وبصرف النظر عن الحاجة إلى ضربة محدودة عنيفة سريعة أو حرب تدميرية شاملة خاطفة يتم من خلالها ضرب إيران أو على الأقل أذرعها الإقليمية (حزب الله على وجه الخصوص).

ما عاد أحد ينخدع بالوعود المبشرة بحل ما زال يصر عليه معظم الفلسطينيين والعرب، وهو العودة إلى ما قبل حرب سموها (النكسة)! محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية نفسه وهو عراب أوسلو، لم يكن بإمكانه إقناع أحد بأن لقاء بيت لحم وليس (رام الله – المقاطعة) سيخرج بما يحفظ ماء الوجه حتى إعلامياً.

فبيت لحم -على قدرها الروحي العظيم- لن تشهد ميلاد الدولة الفلسطينية العتيدة، بايدن رفض حتى عقد لقاء منفرد مع (أبو مازن) واشترط من رتب اللقاء عدم منح الصحافة الفلسطينية والعالمية فرصة إلقاء الأسئلة عليه كما جرى في القدس في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس وزراء المكلف (الانتقالي) يائير ليبيد، حتى حفل التكريم والذي بثته الخميس السفارة الأمريكية في القدس عبر صفحتها على فيسبوك مباشرة على الهواء وردت فيه لقطة أظهرت زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق والأطول خدمة في تاريخ إسرائيل بنيامين نتانياهو وقد طوقته الصحافة التي حرصت على السماع منه قبل الاستماع لكلمتي هيرتزوغ وبايدن.

هي حقيقة قد لا تروق لكثيرين وتغضب المعنيين المتضررين من سياسات بايدن ومن سبقه في البيت الأبيض خاصة سلفه دونالد ترامب، لكن الواقع الإعلامي غير الواقع الافتراضي السياسي والإعلامي معاً، بايدن قال ما قاله فيما يخص الجانب الفلسطيني من باب رفع العتب بما لا يعطّل الملفين القطبين وهما أمن إسرائيل وفاتورة الطاقة.

“ميثاق القدس” لتعزيز الحلف الاستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي قطب لن يستقر دون “إعادة توجيه” العلاقة “الاستراتيجية” بين أمريكا والسعودية كما أكد بايدن في مقالته السبت الماضي في واشنطن بوست.

فالمكتوب “بايدن”(باين-واضح) من عنوانه، نحن مقبلون على حرب لا قدّر الله، ما لم “تجنح” إيران للسلم! وأظنها فاعلة وربما بضغط روسي صيني، فالكل يبحث عن مخرج من حرب أوكرانيا والكل أيضا لا يستطيع احتمال سيناريو فتح جبهة مع الصين من خلال تايوان، ما زال في الدولة العميقة عقل حتى وإن فقدت ضميرها..

 

*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..
عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter

 

 

صفحتنا على فيس بوك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى