إعلام - نيوميدياالعناوين الرئيسية

المفكر البحريني د. حسن مدن… يكتب عن قصائد و أغاني العيد

في العيد نستعيد الأغنيات و القصائد التي كان موضوعاً لها. وتراثنا الشعري والغنائي زاخر بذلك. وحسبنا هنا تذّكر أغنية السيدة أم كلثوم «يا ليلة العيد»، و«عصرية العيد» لعوض الدوخي، فضلاً عن بضع أغان للسيدة فيروز، لعل أجملها تلك التي كتب سعيد عقل كلماتها: «غنيت مكة أهلها الصيدا/ والعيد يملأ اضلعي عيدا».

وقبيل هذا العيد، راج على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في البحرين، هاشتاج «أقبل العيد»، التي غناها الفنان البحريني سلمان زيمان الذي غادر الحياة قبل نحو عامين- رحمه الله. كأن لسان حال محبيه وعشاق فنه يقول: لماذا غبت عنا ونحن نتهيأ لاستقبال العيد الذي اعتدنا سماع أغنيتك فيه؟

ومن قصائد وأغاني «أقبل العيد» إحدى أجمل الأغاني اليمنية، الحضرمية بخاصة، التي أعاد سلمان زيمان تقديمها، مضفياً إليها الكثير من روحه، وهي من ألحان الفنان كرامة مرسال، وكتب كلماتها الشاعر غالب باعكابه، ويقول مطلعها: «أقبل العيد حبيبي/ وشدا الطير وكبّر/ وتهادى الروض من/ فرحتنا الكبرى وأزهر/ فتعالي لي بثوب العيد / ذلك الحلو المشجر/ واحضني القلب المعنى/ فيك يا حلمي المعطر».
.

لا يأتي العيد دائماً ونحن في الأمزجة التي تتيح لنا أن نستقبله بما يليق به من أفراح وبهجة. وكما هو تراثنا الغنائي والشعري حافل بمناخات فرحة العيد، فإنه يتضمن نصوصاً تعبر عن مشاعر الأسى والحزن حين يأتي العيد ولسنا مهيّئين للفرح به كما ينبغي، كما هو حالنا هذه السنة، سواء في عيد الفطر السعيد، أو عيد الأضحى المبارك.
.

ليست قصيدة الشاعر اليمني باعكابه عن العيد التي لحنها كرامة مرسال وغناها مغنون بارزون، بينهم زيمان، هي الوحيدة التي يبدأ مطلعها بعبارة: «أقبل العيد». هناك قصيدة أخرى كتبها الشاعر اللبناني – المهجري إيليا أبوماضي (1989- 1957)، ولكنها كانت في مناخ آخر غير مناخ باعكابه، يبلغ مفتتحها حدّ التشاؤم:

«أَقبَلَ العيدُ وَلَكِن لَيسَ في الناسِ المَسَره/لا أَرى إِلّا وُجوهاً كالِحاتٍ مُكفَهِرَّه/ كَالرَكايا لَم تَدَع فيها يَدُ الماتِحِ قَطرَه»، لكن الشاعر كمن يستدرك ما أشاعته أبياته الأولى من أسى، فيقول في الختام: «إِنَّ مَن يَبكي لَهُ حَولٌ عَلى الضَحِكِ وَقُدرَه/ فَتَهَلَّل وَتَرَنَّم فَالفَتى العبِسُ صَخرَه/ إِنَّهُ العيدُ وَإِنَّ العيدَ مِثلُ العُرسِ مَرَّه».
.

لا يصحّ أن ننهي المقال من دون إشارة المتنبي العظيم إلى العيد في هجائيته لكافور: «عيد بأية حال عدت يا عيد / بما مضى؟ أم لأمر فيك تجديد». ولم يعد كافور يعنينا. يعنينا شعر المتنبي الذي عبر الزمان.

.

صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى