العقوبات على روسيا.. هل أفرغ الغرب مافي جعبته؟

تتصاعد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، بعد بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا بشباط الماضي، وتزداد حدتها مع وصول العقوبات إلى ذروتها، لعل أخرها وضع الاتحاد الأوروبي سقفاً سعرياً لموارد الطاقة الروسية، ما أثار تساؤلات عديدة حول ماهية تلك العقوبات، وماذا يمكن أن يبقى من عقوبات لم يجرِ فرضها بعد على موسكو، خصوصاً وأن روسيا أصبحت في المرتبة الأولى بقائمة الدول المعاقبة.
الحزمة التاسعة من العقوبات..
وما إن كادت الدول الأوروبية تفرغ من إقرارها للحزمة التاسعة من العقوبات على روسيا حتى ظهر من يلوح بضرورة التفكير فيما يمكن أن تتضمنه “الحزمة العاشرة”، من قيود وقرارات لم تتوقف منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية عام 2014.
وحسب تقارير إعلامية، فإن “الحزمة التاسعة” من العقوبات نصت على “إلغاء تراخيص بث عدد من القنوات التلفزيونية الروسية، وفي مقدمتها قناة “Russia-1” الإخبارية الرسمية وغيرها من وسائل الإعلام الجماهيرية واسعة الانتشار، مثل قنوات “NTV” و” Mir” و”RenTV”.
كما تضمنت العقوبات أيضاً تجميد أصول مصرفين روسيين، وتوسيع حظر تصدير السلع والتقنيات الأوروبية المستخدمة في صناعة الطيران، بما يشمل محركات الطائرات، وقطع غيار الطائرات المسيرة التي تستوردها روسيا الاتحادية، إضافة إلى فرض الحظر على الاستثمارات في قطاعات التعدين والطاقة بروسيا الاتحادية، فضلاً عن حظر تقديم الخدمات الاستشارية للشركات الروسية، وإقرار سلسلة أخرى من العقوبات تنسحب على نشاط وممتلكات 149 من كبار رجال الدولة ورجال الأعمال، و49 مؤسسة مالية وتجارية روسية.
ما جدوى العقوبات؟
تساؤلات كثيرة تتحدث عن جدوى ما تفرضه الدول الغربية من عقوبات ضد روسيا، بعد أن جرى استنفاد كل ما يمكن أن يرد إلى مخيلة “الغادي والرائح” من عقوبات شملت مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، والدوائر المحيطة بالرئيس فلاديمير بوتين، من دون أن يكون لها تأثير محوري في تحقيق ما ينشده أصحابها، وإن كان منها ما يظل شديد الوطأة، تظل موسكو تعرب صراحة عن أملها في التراجع عنه.
وإلى جانب احتمالات تنفيذ ما لا تستطيعه اليوم الدوائر الغربية، يتوقف مراقبون كثيرون عند “الحلم” الذي يظل يراود القيادة الأوكرانية، ومعها كثيرون آخرون حول “طرد روسيا” من مقعدها الدائم في مجلس الأمن، رغم كل الضمانات القانونية التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة بهذا الشأن.
ورغم أن المصادر الرسمية الروسية تكتفي في تعليقاتها بهذا الصدد بتأكيداتها عدم جدوى الاستمرار في هذا النهج، فإن هناك في الأوساط الغربية من يكابد آلام انتظار تصاعد التذمر والسخط الشعبي في روسيا ويراهن على ذلك، تمهيداً لتحقيق “الحلم المأمول”، وانطلاق التظاهرات وربما الثورات ضد النظام القائم، وهو ما يظل يبدو، وحسب كثير من المؤشرات وقياسات الرأي العام “بعيد المنال”.
المزيد من العقوبات..
وبالفعل، كشف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، عن تأخر الاتفاق على حزمة جديدة من العقوبات، إلى جانب اعترافه أن الاتحاد الأوروبي قد استنفد بالفعل معظم أدواته للتأثير على روسيا، ويقترب الآن من حد الضغط الاقتصادي.
وأضاف: “قد تظهر الحزم التالية في المستقبل، لكنها ستكون على الأرجح على النحو الذي يستهدف سد الثغرات بحزم العقوبات المعتمدة بالفعل وضمان عدم وجود تجاوزات، كما قد تصبح قوائم الأفراد والكيانات جزءاً من مجموعات العقوبات المستقبلية ضد روسيا”.
إقرأ أيضاً: “لوموند”: الاتحاد الأوروبي يخشى فرض عقوبات على الصناعة النووية بسبب اعتماده الكبير على روسيا..
تابع المزيد من الأخبار والمواضيع التي تهمك عبر صفحاتنا على الفيسبوك –تلغرام –تويتر
المصدر: اندبندنت