إضاءات

العالم قصيدة وأكثر .. أحمد علي هلال ..

أحمد علي هلال ..

وللشعر يومه العالمي حقاً، وسيكتب الشعراء المزيد من القصائد وستزهو المنابر بأصواتهم .. يوم للشعر حفاوة بشعريات القلب والحياة، لكن الشعر طليقاً في يومه بلا أقفاص أو قوالب جامدة، أو متعاليات، تماماً كروح تسبح في فضاءاتها صوب لازورد النبض.

والشعر مُخلّص لأنه أبجدية أبدية يذهب إليها الشعراء خفافاً، في صباحات ومساءات يعلقون فيها بوحهم من مخمل أرواحهم وفضتها على جداريات أزمنة ستبدو مثل إشراقات متسارعة الخطا، سيحتفي الشعراء بجمال لا يتكرر، وبتوق يُعلي من شأن كينونتهم، لكنها ثقافة الشعر في المبتدأ وكيف تصبح اكتشافاً وكشفاً أكثر منها توسلاً للوازم شعرية وسواها، فالعالم قصيدة وكيف للحالمين نثرها على سطور الغيوم، وكيف سيكونون في إثرها أثراً لا تتبدد فتنته، هي المموسقة الأركان فلا حدود لبنيانها سوى الاحتدام والارتطام بالدهشة البكر.

هي كينونة الأنثى/ القصيدة، وجدل العلاقة في التأنيث ليعوّل المتصوفة عليها، وسيُذكّرنا الشعر يوم ولادته باجتراح آلاف الحيوات، فلا حياة واحدة يعيشها الشاعر، ولا فصلاً وحيداً يأخذه إلى الصمت أو النسيان .. العالم قصيدة وأكثر لا يكتبها سوى الحالمون الممسوسون بالغواية وبالأثر.

أن تأتي إلى الشعر ليكتبك هو ذلك طقس الجمال، وهو يلون كل دقيقة حياة، ليكون الشعر منقذاً بحق لأرواح عاشقيه ..

نحتفي لا لنُبدد كآبتنا ونضارع عزلتنا ووحشة عالم يبتعد أكثر فأكثر عن ينابيع الضوء والرؤيا، نحتفي لنستعيدنا إذن هي ذاكرة مضارعة للنسيان، ولصمت الأشياء، فعليك أيها الشاعر أن تحمل روحك كشعلة الأولمب تماماً، لتبقى  من زمن إلى زمن حقيقة عالم سدنة الأرواح.

وسيكتب الشعراء ويعتلون المنابر، فكم من قصيدة ستبقى حينما يذهب الشعراء تتوزعهم دروب الحياة ومكابداتها، وعلى القصيدة أن تعيد نسج أرواحهم في التلقي/ الزمن، لتتنبأ بميلاد آخر لا تختزله الأرقام، وستغدو القصيد طليقة بما يكفي أن تكون دمعة غيمة لا تجففها شمس رمادية، أو بسمة تأخذ من الشمس حصتها ليدوم الأبد ببضع حيوات نحتاجها كي ننجو من النسيان، ذلك هو شأن الشعر العظيم.

*كاتب وناقد فلسطيني – سوريا

 

تابعونا على فيس بوك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى