اقتصاد

الطماطم المجففة المصرية تغزو أسواق أوروبا

وصلت مصر إلى المرتبة الخامسة عالمياً في زراعة وإنتاج الطماطم المجففة، حسب بيانات رسمية لمنظمة “الفاو” حيث ازدهرت خلال السنوات الخمس الماضية صناعة تجفيف الطماطم بهدف تعزيز فرص تصديرها إلى خارج البلاد.

ونجح هذا المشروع في توفير فرص عمل كثيفة للشباب بعد أن غزت منتجات الطماطم المجففة غالبية أسواق دول الاتحاد الأوروبي وبعض دول الشرق الأوسط، وتزرع مصر سنوياً نحو ثمانية ملايين طن من محصول الطماطم على مساحة /400/ ألف فدان، حسب وزارة الزراعة، ما جعلها تحتل المركز الخامس عالمياً في إنتاج وزراعة الطماطم طبقاً لمنظة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة (الفاو).

وأشار أستاذ زراعة بجامعة جنوب الوادي عبدالله محمد إلى أن مصر تنتج ثلاث عروات أساسية في زراعة الطماطم العروة الشتوية والعروة الصيفية والعروة النيلية، إلا أن من عيوب محصول الطماطم أنه سريع التعفن لذا، ورغم الإنتاج الوفير، لا تصدر مصر سوى 2.1% من حجم المحصول بنحو 130 ألف طن حسب وزارة الزراعة، وأضاف: أن مشاريع تجفيف الطماطم هي مشاريع ذات قيمة مضافة بامتياز، لأنها تعزز فرص تصدير الطماطم بكميات مضاعفة لتجاوز مشكلة التعفن السريع الذي يحجم تصديرها إلى الخارج، لكن صناعة تجفيف الطماطم ترفع من قيمتها وصادراتها إذا توافر لها الإشراف العلمي الجيد.

وأوضح عبد الله أن “الطماطم داخل الأسواق متقلبة الأسعار فقد يصل سعر الكيلو إلى جنيه واحد فقط وبعد شهرين يصبح سعر الكيلو /15/ جنيهاً، والسبب العلمي لذلك هو أنه خلال الفترة الصيفية ذات الإنتاج الضعيف تزرع الطماطم داخل الصوب الزراعية والتي تحتاج إلى أسمدة وكلفة مرتفعة عن الزراعة العادية، ما يضاعف أسعارها ويقلل كمياتها داخل الأسواق المصرية”.

مراحل تجفيف الطماطم..

ذكر رئيس محطة الشهيد ماجد صالح لتجفيف الطماطم عبدالكريم فهمي أنه قبل وصول الطماطم إلى المحطة نحرص على الزراعة التعاقدية مع أفضل المزارعين المنتجين للطماطم، بحيث نضمن تدفق محصول مميز خالٍ من العيوب، كذلك نفتش بشكل دوري على المزارعين خلال فترة التسميد والري للتأكد من جودة طريقة الزراعة قبل الحصاد وعقب حصاد المحصول تخضع عينات منه لاختبار الجودة للتأكد من سلامة المنتج.

وأضاف فهمي: “بعد ظهور نتائج العينات يجري فرز الطماطم لاستبعاد أية حبة تخلو من المواصفات المعتمدة الناجمة عن سوء التخزين، لتبدأ مرحلة الغسيل المميكن للطماطم ويجري بعد ذلك تقطيع الطماطم عبر العاملين في المحطة لتفرش على أكياس معقمة ثم ترش كميات دقيقة من الملح على كل قطع الطماطم لتخضع كميات الطماطم المجففة لأشعة الشمس الساطعة مدة /12/ يوماً متواصلاً”.

وأشار فهمي إلى أن المرحلة النهائية تتمثل في تصنيف كميات الطماطم المجففة كدرجة أولى ودرجة ثانية لتجري تعبئتها للعملاء بشكل مميكن في العبوات المناسبة.

زيادة في التصدير..

أوضحت المهندسة مسؤولة الجودة داخل محطة تصدير الطماطم المجففة عائشة حسين أن مشاريع الطماطم المجففة هي أفضل الحلول لزيادة صادرات هذا المحصول الوفير الذي تتصدر مصر العالم في إنتاجه كخامس دولة منتجة له، لكن كميات فاقد المحصول سنوياً كانت كبيرة مع قلة الصادرات التي لم تصل إلى نسبة 3%.

وأضافت: إنتاج محطات الطماطم المجففة غزا أغلب دول الاتحاد الأوروبي عبر التصدير البحري عن طريق ميناءي الإسكندرية ودمياط وعلى رأس الدول التي تتعاقد لشراء كميات كبيرة من المحصول لدينا السوق الإيطالية والبرازيلية نظراً إلى رواج مطاعم البيتزا التي تستخدم الطماطم المجففة، كما تشهد أسواق مجلس التعاون الخليجي رواجاً في استبقال كميات متزايدة من إنتاج محطات إسنا للطماطم المجففة عبر ميناء سفاجا البحري وخصوصاً الإمارات العربية المتحدة.

وقال استشاري التغذية العلاجية ومسؤول سلامة الغذاء بمحطات تجفيف الطماطم عبد الرحيم الحساني: الطماطم تحتوي على فيتامين (ج) بوفرة وكميات كبيرة من الأملاح المعدنية، لذا فهي تقلل من اضطرابات الهضم وتعزز وظائف الكبد بشكل صحي، كما تقلل من فرص الإصابة بسرطان البروستاتا وطبقاً لدراسات ألمانية عدة فإن تناول الطماطم المجففة أفضل من تناول الطماطم النيئة حتى لو كانت طازجة، لأن تأثير المواد المضادة للأكسدة يتضاعف فيها حينما تكون مجففة أو مطبوخة لذا أصبح حجم الطلب العالمي على الطماطم المجففة متزايداً.

سلاح لمواجهة البطالة..

في سياق متصل أكد مسؤول شؤون العاملين بإحدى محطات تجفيف الطماطم أبو عوف فراج أن مشاريع تجفيف الطماطم تستوعب عمالة كثيفة من مختلف المؤهلات، وتوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة خصوصاً للفتيات اللاتي يعملن في مهمة تقطيع وفرش قطع الطماطم على مدار ثماني ساعات يومياً براتب شهري مُجزٍ، لافتاً إلى أن المحطة الواحدة تضم أكثر من /600/ عامل يقومون بمهام متنوعة خلال المراحل المتعددة لتجفيف الطماطم.

وقال أبو عوف: مشكلة العمالة بمحطات التجفيف كانت مرتبطة بموسم الطماطم فحسب، ما خلق حالة من العزوف عن العمل على اعتبار أنها وظائف موسمية، ولكن نجحت غالبية محطات التجفيف في تجفيف محاصيل أخرى، كالفلفل والعنب تضمن استدامة العمل للعاملين على مدار العام داخل المحطات.

وعبّرت السيدة فاطمة الإسناوي عن سعادتها في الحصول على فرصة عمل داخل محطات تجفيف الطماطم منذ ثلاث سنوات، ما ضمن لها راتباً شهرياً يكفي حاجاتها ويساعدها في تدبير متطلبات منزلها في ظل غلاء أسعار المعيشة، وأشادت بتوفير تدريب جيد لكل من يلتحق بالعمل في محطات التجفيف من أجل الحفاظ على ضمان جودة الإنتاج الذي يصدر معظمه إلى الخارج.

المصدر: إندبندنت عربية

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك –تلغرام –تويتر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى