الذبح الحلال ومقلب الحوريات…فواز خيو

|| Midline-news || – الوسط
في عدرا، وبعد ثلاثة أيام من وجودي في غرفة المحالين إلى الذبح، وانتظاري بأيِّ لحظة أن يدخل أحدهم ويقول لي: “تعال أنت”!…ليعصبوا عينيّ وأذهب في رحلة الأبدية كمن سبقني.
أخرجني شيخ النصرة إلى الغرفة الأخرى، متجاوزاً أبا البراء، ذلك الأردني ذا اللحية المحناة بكل وخمهم، وهو الذي اعتقلني أنا وسرجون. أبو البراء أطلق النار على أحد عناصر جيش الاسلام لأنه رفض أن يرمي السيجارة من يده.
الدخان حرام، الأركيلة أيضاً، الديمقراطية شرك وصنم وطريق تخلف. الذبح وجز الرؤوس حلال، حتى لو لم تكن كافراً، المهم أنك لا تؤيد ضلالهم، والسبي وبيع النساء كالنعاج وسرقة ذهب النساء وتعذيب النساء ليعترفن إن كن قد خبأن ذهباً غير الذي سلمهن إياه، كل ذلك حلال وهو الطريق الأوتوستراد إلى الجنة، حيث جهز الله لهم كراخانات مفروشة ومكتظة بالحوريات، تكريماً لجهادهم.
حاورني مراراً شيخ النصرة، وخاصة يوم الإفراج. قلت له: ألستم السنَّة أكثرية؟ قال: نعم. قلت أنا مع الاستفتاء وإذا وافق الشعب على برنامج دولة دينية فليكن، وبذلك يقطع الطريق على المعترضين. وهو يعلم مثلي أن سنَّة دمشق وحلب (ويشكلون نصف سورية) لا يوافقون على ذلك. فقال: شرع الله يطبق ولا يستفتى عليه.
وبعد جولات مكوكية حوارية بيني وبين سرجون، أطلق سراحي مع إقامة جبرية، وسراح سرجون ليعاد اعتقال سرجون ويكمل السنة والنصف مع والدته. قال لي سرجون بأن الشيخ قال له: مشكلتنا مع أبوك مزدوجة، أولاً درزي، وثانياً يؤمن بالديمقراطية.
مشكلتنا معهم ثلاثية: لا يؤمنون فعلاً بالله ولا بالوطن ولا بالإنسان. كان يقتلني أن أرى السوري يضرب ويعذب السوري، ولكن الذي قتلني أكثر أن أرى الغريب يضرب السوري ويمارس السلطة علينا، فقط لأنه مُسلِم.
أمام عيونهم فقط مشهد حورية تخلع عن صدرها وفخذيها. وسوف يتخوزقون كلهم، لأن بعض التقارير والتسريبات من الجنة تقول إن الحورية نصفها الأعلى امرأة والنصف الأسفل سمكة.