الحكومة الكولومبية: استخراج الذهب بالحفّارات لتموّيل الجريمة المنظمة

تخوض الحكومة الكولومبية معارك بلا هوادة ضد الحفارات المستخدمة لاستخراج الذهب في شمال غرب البلاد والتي تنشط على طول الأنهار، وتبدو بعضها كحاملات طائرات راسية ومتفحمة، وتؤكد السلطات أنّ الحفّارات الملقبة محلياً بـ “التنين” تدمّر البيئة، وتموّل الجريمة المنظمة.
الحكومة الكولومبية: استخراج الذهب بعمليات تنقيب غير قانوني..
أفادت وكالة فرانس برس “في إل باغري وسط منطقة باجو كاوكا التاريخية يقود الجيش العمليات الهادفة إلى تحييد مستخرجي الذهب مستخدماً السلاح، وترد المجتمعات المحلية بعمليات عدائية، إذ يعيش عدد من الباحثين عن الذهب على ما يجنونه يومياً من التنقيب غير القانوني”، وتخللت أعمال تخريب إضراباً عاماً لعمال مناجم الذهب مستمر منذ بداية شهر آذار-مارس وتشتبه الحكومة أنه يحظى بدعم تجار المخدرات سراً.
وتُذكّر أسماء المدن وبينها سرقسطة، وكاسيريس.. أنّ المستعمر الإسباني عمل على استخراج الذهب في القرن السابع عشر في باجو كاوكا التي تمتد على مجرى نهر يسمّى باسمها، وله روافد بينها ريو نيتشي الذي ينحدر إلى ساحل البحر الكاريبي، وشكلت المنطقة معقلاً للجماعات شبه العسكرية في تسعينيات القرن الماضي، وباتت حالياً معقلًا لورثتهم من عصابة “كلان ديل غولفو”، وهي أقوى عصابة في البلاد، وقد أعلن الرئيس اليساري غوستافو بيترو انهيار مفاوضات سلام حساسة معها مؤخراً، مندداً خصوصاً بتورطها في تجارة الذهب المربحة والغامضة.
ومع ارتفاع الأسعار والدولار، يزداد البحث عن الذهب في باجو كاوكا، ومن بين الباحثين فقراء يحفرون يومياً بواسطة مجارف، وهناك جرافات (تعرف في المنطقة باسم “الآلات الصفراء”)، وصولاً إلى أضخم آلات الحفر، وقال كامبو وهو مراهق من سكان المنطقة “باستثناء الذهب هنا، لا يوجد شيء”، وأضاف “لكي تعيش، عليك أن تدبّر نفسك باستخدام ساعدَيك، أو قليل من المال الذي تملكه، تستثمر، تحفر.. والذهب حظ!”، وأكد أن في إل باغري “يمكن العثور على الذهب على أي شاطئ”.
وأفادت مصادر محلية متعددة بوجود حوالى 350 آلة حفر من كل الأنواع هناك، وتراوح بين العوامة البسيطة التي تعمل بواسطة محرّك، وحفارات بطول خمسة أمتار يديرها العديد من الغواصين عبر التحكم بأنبوب شارق، تحت المياه، وهناك أيضاً أضخم حفارات وتوصف بالنوع “البرازيلي” أو “التنين”، وتتسبب بالأزمة الحالية.