رأي

الحرب الروسية-الأوكرانية أشعلت أسواق العالم وأفرغت جيوب الشعوب .. هني الحمدان 

العام الأول انقضى، ودخلت أحداث جديدة ورحى الحرب الروسية _ الأوكرانية في العام الثاني، وسط شبح توسع رقعة الحرب في ظل تصاعد حدّة المواجهات والتصريحات الرسمية من كلا الجانبين، وتغذية الغرب بزعامة شرطي العالم أمريكا لأوكرانيا ولحليفها ” زيلنيسكي”  .

بعيداً عما يحصل على الساحة السياسية والتوقعات بما ستؤول إليه مجريات أحداث هذه الحرب والتي يبدو أن عدَّاد زمنها مفتوح، فلا أحد يتوقع قرب توقفها، ولا من قراءات لمؤشرات تشير إلى ارتفاع مستوى التفاؤل بموعد نهايتها.

هاهي  أمريكا، الراعي الأكبر، تصرّ وتغذّي وتدعم استمرار ديمومة الحرب، لكي لا تنهض روسيا أبداً، سواء في المجالين الاقتصادي والعسكري، واستنزاف روسيا من الداخل عبر  تفريغ الإنتاج الغربي، وخارجياً من خلال تزويد ” كييف” بالسلاح والمنظومات اللوجستية، وربما تحت أهداف تقسيم روسيا وتوزيع مصادرها الطبيعية والاقتصادية ومصادر قوتها على دول أوروبا الكسولة، وما أوكرانيا ورئيسها سوى أداة بيد الغرب ودول أوروبا التي حشرتها أمريكا في وضع لا تحسد عليه، ويصعب في الوقت الحالي حسب المعطيات توقع سيناريوهات المواجهة الساخنة.

فلا دعوات ولا محاولات من أجل حوار دولي هادف لإيقاف مجريات الحرب الدموية الدائرة رحاها حتى الساعة، ويبدو أن الأمور  في ظل التداعيات الأخيرة تتجه نحو التصعيد غير المحمود ، في ظل أحلام زيلنيسكي المحال تحقيقها، ومهما أغدق عليه الغرب بأسلحة متطورة لن يسهم ذلك في صناعة النصر ولا حتى تعزيز مكانته في حوار يجعله بمكان الندّ للندّ ..!  فالاحتمالات مفتوحة، وقادم الأيام  يحمل ما ستؤول إليه أحداث هذه الحرب التي غيّرت من المعادلات على مستوى دول العالم، وكان لآثارها وقع اقتصادي واجتماعي صعب، يفرض على الحكومات وراسمي الخطط ورؤاها حيزاً جديداً من التعاطي، لكن رغم كل الظروف لا أحد يقدر أن يضع في حساباته، سواء المؤسسات الرسمية وحتى على مستوى الأفراد، قرب الانفراجات على الصعيد الاقتصادي، فسلسلة الترابط متصلة، وأي مفرزة تفرزها مجريات هذه الحرب ستترك أثراً على كل شعوب المعمورة قاطبة .!

اليوم كثرت التكهّنات من جانب المهتمين بالشق الاقتصادي وتداعياته اجتماعياً ومعيشياً على المواطن، فالتضخم والغلاء الفاحش سيبقيان القاسم المشترك، وحالة تعثر حقيقية أمام أي حلحلة لاقتصاد أي بلد كان، فالكل يدرك آثار الحرب والأزمة الاقتصادية الصعبة وقبلها وباء كورونا، وهي أزمة عالمية تأثرت بها كل دول العالم، وسورية من ضمن دول المعمورة، وأدت إلى ارتفاع معدل التضخم بشكل غير مسبوق وتخلخل في أسعار الصرف زادت قيمته، ما تسبب ويتسبب في ارتفاع كل شيء، ولكن ما يحدث الآن لا يحتمل والمواطن يئن وفقد كل أمل، فتدخلات الحكومة قاصرة، وما سبّب تفاقم آثار الأزمة هو أيضاً غياب الأمانة وانعدام الضمير لدى العديد من التجار والجشعين، تجار الأزمات الذين يتاجرون بهموم وآلام المواطن.

وفي ظل  عدم وجود ما يدعو  للتفاؤل على مستوى قرب نهاية الحرب الأوكرانية وما تركته على واقع الاقتصادات واشتعال الغلاء بكل سلعة ومادة ومرفق، تزداد حالات القلق والإحباط عند راسمي خطط المعالجة والتدخل، وحالات الفزع عند المواطنين هذه الأيام بعد حالة الانفلات الكبير في أسعار كل السلع الأساسية والاستراتيجية وغيرها، وقصور  واضح من قبل الإدارات بإيجاد مخارج حلول ولو تخفيفية ..!

كل يوم يمر تتصاعد معه حالة الخوف عند المواطن الذي باع كل شيء، من غول الغلاء الفاحش الذي أصبح كالنار المشتعلة التي التهمت وتلتهم كل شيء أمامها..!

لا نقلل من حجم التفاؤل الذي يجب أن يسود، لكن ما يجري من أحداث على الساحة العالمية، وغيرها من محبطات، غير مطمئن وربما يوحي بازدياد الحالة سوءاً، وإذا  قلنا لا بد  على الحكومة أن تضرب بيد من حديد كل من يخون الأمانة ويبيع ضميره ويسهم في إثقال كاهل المواطن بالمزيد من الأعباء،  فمثل ذلك  صار أمنية في زمن لم يعد ترحم فيه الأمنيات، فقط فتّشووا عن مخارج للإنتاج و العمل، تسهيلات وتشجيع  لأصحاب المدّخرات لعل ذلك يغريهم لضخ رؤوس أموال في أماكن استثمارية جديدة، وأوقفوا منابع الفساد، لعلكم تخففون من وطأة مفرزات صعبة يبدو أنها سترهق الجميع..!!

 

إقرأ أيضاً .. سورية الوجع ..

إقرأ أيضاً .. نحو مسار  شامل .. هل يفعلها السوريون ويغيرون من وقع أزمات الاقتصاد ..؟

 

*إعلامي – رئيس تحرير صحيفة تشرين السورية سابقاً
المقال يعبر عن رأي الكاتب

 

صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى