الجزائر على خطوط الصراع..

استطاعت الجزائر، حتى نهاية الصيف الماضي، الحفاظ إلى حدّ بعيد على توازناتها بين المعسكرَين التاريخيَين الشرقي والغربي، مستنِدةً في ذلك إلى مواقفها التاريخية بوصْفها بلداً رائداً في حركة «دول عدم الانحياز»، إلى جانب قراراتها البراغماتية (غالباً) في المجال الاقتصادي، خصوصاً في أعقاب أزمة الغاز العالمية الراهنة.
على أن هذه التوازنات بدت، في الأشهر القليلة الفائتة، مائلة إلى الاختلال لصالح روسيا على حساب الغرب.. فهل يفسَّر ذلك أن الظروف الراهنة لم تَعُد تَقبل القِسمة على اثنين، أم أن الحياد لم يَعُد آمناً.
في الآونة الأخيرة، سُجّل تَطوّر في علاقة الجزائر بموسكو على الصعيد الأمني، حيث استقبل رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول السعيد شنقريحة، بتاريخ 10 تشرين الثاني، مدير المصلحة الفدرالية للتعاون العسكري والتقني الروسي، شوغاييف ديميتري إفغينيفيتش، بحضور ضباط ألوية وعمداء من وزارة الدفاع، وأركان الجيش، وسفير روسيا في الجزائر.
جاء هذا اللقاء، حسب بيان الوزارة، «في إطار تنفيذ برنامج التعاون العسكري الثنائي الجزائري – الروسي»، و«سُبل تنويعه ليشمل مجالات الاهتمام المشترك»، كما أعقبَ الاجتماعَ إعلانُ المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية تنظيم مناورات مشتركة لمكافحة الإرهاب للقوات البرّية الروسية والجزائرية في قاعدة «حماقير» العسكرية جنوب غرب الجزائر، في شهر تشرين الثاني.
التقارب الروسي على حساب الغرب..
سياسياً، يتواصل التحضير لزيارة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى موسكو، تلبيةً لدعوة من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، نقَلها إليه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال زيارته إلى الجزائر في 10 أيار الماضي.
وفي هذا الشأن، قال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، في 11 تشرين الثاني الفائت، إن زيارة تبون إلى روسيا «يتمّ التحضير لها بنشاط، فيما يأمل الجانب الجزائري أن تتمّ قبل نهاية العام الجاري»، وأكد لعمامرة أن الطرفَين «شريكان مهمّان لبعضهما بعضاً»، مضيفاً «(أننا) نُجري حواراً سياسياً عالي الجودة، ونأمل أن تكون زيارة الرئيس تبون بداية مرحلة جديدة في علاقاتنا».
أمّا اقتصادياً، فتَمثّل الحدث الأبرز في إعلان المبعوثة الخاصة المكلَّفة بالمشاريع الكبرى في وزارة الخارجية الجزائرية، ليلى زروقي، في 8 تشرين الثاني الماضي، أن بلادها «تَقدّمت بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة “بريكس”، التي تضمّ أبرز الاقتصادات الصاعدة، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا»، وهي المجموعة التي يُنظَر إليها، رغم تَوجّهها الاقتصادي المحض، بل وحتى اختلاف بعض دولها حول مواقف سياسية دولية، على أنها «عودة لتكتّل المعسكر الشرقي التاريخي من بوّابة الاقتصاد».
المصدر: الأخبار اللبنانية
للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك –تلغرام –تويتر