الشراكة الإستراتيجية بين سوريا وإيران من منظور الإعلام الغربي

تروج وسائل الإعلام الغربي عبر متون منابرها في المرئي والمسموع والمقروء تقارير تتحدث عن حروب وقضايا سياسية مختلفة، وتعمل على تسويق نظرياتها، من أجل غايات بات الهدف منها دعم الحروب العسكرية الميدانية بحروب إعلامية .
العلاقات بين سوريا وإيران تتطور بشكل سريع وواضح على الأرض، وفي كل المناسبات يجري التأكيد من خلال اللقاءات المشتركة على استمرار التنسيق والتشاور المنظم إزاء التطورات في سوريا وإيران والمستجدات الإقليمية والدولية.
بموازاة ذلك كشفت وسائل الإعلام الغربي ما أسمتها تفاصيل “حرب خفية” بين “إسرائيل وإيران” على أراضي سوريا، حيث تسعى إيران حسب التقارير الغربية إلى إقامة بنية تحتية لدفاعات جوية شاملة في الأراضي السورية، في خطة يترتب عليها نقل معدات كثيرة وعناصر عسكرية، وذلك بهدف التصدي للضربات الإسرائيلية، بحسب وسائل إعلام غربية.
وبحسب تقرير لصحيفة “نيوزويك” استند إلى مصدر في الاستخبارات الأمريكية ونشر الثلاثاء، فإن “إسرائيل” تواصل هجماتها بغرض إفشال المشروع الدفاعي الإيراني، حيث وجهت بعد بدء الهجمات في عام 2017، ضربات إلى عقارات ومصالح إيرانية.
وذكر المصدر: “خلال العامين المنصرمين غيرت إيران استراتيجيها، حيث باتت تعزز نشر قدرات دفاعية جوية من قبلها على الأراضي السورية، بقيمة ملايين الدولارات بهدف مواجهة الهجمات المنسوبة لإسرائيلية”.
وأضاف أن إيران ساعدت سوريا في تحديث أنظمة الرادارات لديها، والتي تهدف للمساعدة في رصد ومنع الهجمات الإسرائيلية، بشكل أساسي ضد التموضع الإيراني في البلاد.
وأشار إلى أن من بين الأسلحة الإيرانية التي تشملها جهود طهران، صاروخ “صياد بي 4″، والذي تم الكشف عنه في نوفمبر- تشرين الثاني الماضي، في احتفال بمشاركة قادة عسكريين إيرانيين، ويستخدم منظومة الدفاع “بافير 373”.
ووفقاً للمصدر، بنيت هذه المنظومات على الأراضي السورية وغالباً ما يحتفظ بها الجيش السوري، وقال التقرير إن “الجنود السوريين معرضين للخطر بسبب المشروع الإيراني والهجمات الإسرائيلية ضده”.
الإعلام الغربي يتحدث عن حرب خفية بين “إسرائيل” وإيران
تقرير الصحيفة يحمل مغالطات، وثغرات كثير، حيث تقول أن الحرب خفية بين “إسرائيل” وإيران على أراضي سوريا، لكنها في جميع كلامها بشكل أو بآخر تقول إن الدولة السورية حاضرة في كل التفاصيل ومثال على ذلك، قولها ” إن إيران ساعدت سوريا في تحديث أنظمة الرادارات”، وقولها ” إن “إسرائيل” تواصل هجماتها بغرض إفشال المشروع الدفاعي الإيراني”، والمشروع الدفاعي في العلوم العسكرية ليس بخفي، وما هو الخفي في الحرب بين إيران و”إسرائيل” لا تعرفه سوريا؟؟، فالعدو مشترك، والدفاعات الجوية على الأراضي السورية تخدم الدولة السورية، وهذا ما يغيظ “إسرائيل” التي تسعى إلى تدميرها، وتقول الصحيفة إن “إيران ساعدت سوريا في تحديث أنظمة الرادارات لديها” وهذا أمر يتعب فكر “إسرائيل”، ويجعلها تشن هجمات بين الحين والأخر على سوريا لاختبار كل المعدات ووسائط الدفاع الجوي السورية.
وتقول الصحيفة الأمريكية: “تسعى إيران إلى إقامة بنية تحتية لدفاعات جوية شاملة في الأراضي السورية، في خطة يترتب عليها نقل معدات كثيرة وعناصر عسكرية” ، فهل يحدث هذا دون أن تعلم سوريا بذلك، وكل مايتم إقامته من أنظمة دفاعية يأتي في سياق الخطط الأستراتيجية المشتركة لمواجهة عدو مشترك، فعن أي حرب خفية تتحدث الصحيفة الغربية؟؟