هنغاريا: حل الأزمة الأوكرانية بيد موسكو وواشنطن

في مساع العديد من الدول لإنهاء الأزمة الأوكرانية يبقى الحل السلمي في أوائل خطابات دول العالم لما أفرزت الأزمة من تداعيات كبيرة على الدول وخاصة الأوروبية ونالت من القطاعات كافة ومن ضمنها الطاقة والغذاء.
الاتفاق والنقاش بين الطرف الروسي ونظيره الأمريكي هو المخرج الوحيد لإنهاء الصراع القائم في المنطقة هذا ما يؤكده وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو بأنه لا يوجد حل للأزمة الأوكرانية دون اتفاق روسي أمريكي، فالأمر برمته يتوقف على محادثات بين الطرفين.
وتسعى العديد من الدول إلى فض النزاع الحاصل لتجنب أي مواجهة مباشرة بين روسيا والناتو وخاصة أن المواجهات العسكرية بين الطرفين ستنعكس سلباً على جميع الدول في كافة المجالات. وبحسب مزاعم الناتو فإنه يحاول تجنب الصدام العسكري بينه وبين روسيا وذلك بحسب ما جاء على لسان سيارتو الذي يرى أن أهم واجب الآن هو تجنب أي نوع من الصراع المباشر بين الناتو وروسيا لأن هذا من شأنه أن يؤدي إلى وضع لا يريد أي منا الذهاب إليه”.
توتر الأوضاع بين موسكو والناتو سيجلب صراعاً كبيراً على الأراضي الأوكرانية ويلحق ضرراً واسعاً بالدول المجاورة لأرض الصراع أوكرانيا. فرومانيا قلقة من التصعيد الحاصل خاصة أنها تمتلك أطول حدود بين الدول مع أوكرانيا والانعكاسات ستكون أكبر عليها. والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس يرى أنه لابد من خفض التصعيد على الجانبين وخاصة بعد إعلان نيته عدم دخول حرب مع روسيا.
الطرف الأمريكي برئاسة جو بايدن متأهب لحدوث أي تصعيد يغير اتجاه المسار الحالي رغم ادعائه أن أمريكا تريد أن تنهي الحرب الأوكرانية واتهامه أن روسيا وجهت تهديدات نووية، في الوقت الذي تخرج به موسكو لتكذب تلك الإدعاءات وتبين أن الدول الغربية تزود كييف بالأسلحة، وأصبحت طرفا ضالعا بشكل مباشر بالنزاع في أوكرانيا قائلة على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن روسيا لا تهدد أحدا بالأسلحة النووية، لكنها تحذر من التدخل في عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرنيا.
واشنطن تردّ على استفتاءات دونباس
تداعيات الحرب في أوكرانيا امتدت لتصل قطاع الطاقة والغذاء مسببة أزمة ثانية على الدول الغربية وخاصة بعد تلك العقوبات المتتالية على روسيا، فعدة دول لن تستطيع الصمود دون إمدادات الطاقة الروسية وخاصة الغاز الروسي كالنرويج وصربيا وألمانيا وغيرها.
وبما أن المصلحة الخاصة تطغى دائماً على المصالح الأخرى فالعديد من الدول غير موافقة على إدراج شركتي الطاقة “غازبروم” و”روساتوم”، في قوائم العقوبات الغربية المفروضة ضد روسيا، وخاصة أن العقوبات قد تؤدي لعرقلة بعض المشاريع المشتركة، فوزير خارجية هنغاريا اعتبر أن هناك دولا أوروبية لن تتمكن من مواجهة فصل الشتاء دون الغاز الروسي، مبيناً أن بودابست لديها ما يكفي من الغاز لمواجهة فصل الشتاء بفضل الإمدادات الروسية.
تحديد سعر الغاز كان هاجساً للعديد من الأطراف وخاصة أن هذا التحديد سينعكس سلباً ويفاقم أزمة الطاقة في أوروبا ويزيد عواقبها. فالنرويج وصربيا من الداعين لعدم التحديد خوفاً من انقطاع ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا، وخاصة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدد سابقاً بقطع كل إمدادات الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي إذا فرض التكتل سقفا لسعر الغاز الروسي. مما يثير مخاطر بتوزيع الغاز بنظام الحصص في بعض من أغني دول العالم هذا الشتاء.
إلغاء العقوبات الغربية على روسيا يحمل في طياته انعكاسات إيجابية في مجال الطاقة وخاصة بعد وقف روسيا ضخ الغاز لأوروبا رداً على هذه العقوبات. والحل السلمي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الأوكرانية، سبيلاً تسعى له دول عدة استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة الذي يتلخص بإحلال السلام.
موسكو تتوّعد كندا بمزيد من العقوبات