فرنسا: فضائح عن اعتداءات جنسية على أيدي رجال دين… والكنيسة تطلب الصفح

كشفت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، حقائق جديدة حول الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الفرنسية، خلال السبعين سنة الماضية.. بين عامي 1950 و2020.
ونقلت الصحيفة ان «اللجنة المستقلة المعنيّة بالاعتداء الجنسي في الكنيسة» (CIASE)، استناداً إلى استقصاء أجراه «المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية» (INSERM)، أوضحت أن 216 ألف شخص تعرّضوا خلال هذه الفترة، لاعتداء جنسي على أيدي رجال دين في البلاد. وخلال هذه الفترة أيضاً، يُقدَّر عدد رجال الدين المتهمين بارتكاب مثل هذه الاعتداءات بنحو 300 ألف.
وقد أعدّ نائب رئيس مجلس الدولة السابق، جان مارك سوفيه، هذا العمل بالتعاون مع عشرين خبيراً رفيع المستوى من عدة تخصّصات، كالطب النفسي وعلم الاجتماع والتاريخ والطب والقانون. ونشر نتائجه اليوم رسمياً. ويُعدّ الكشف عن هذا التقرير بمثابة حدث تاريخي في فرنسا، التي لم تقُم بمثل هذه التحريات الواسعة النطاق في ما يخصّ الاعتداءات الجنسية في الكنيسة، على عكس دول كالولايات المتحدة وألمانيا وأستراليا وغيرها، نظراً إلى أنه من المواضيع التي «يُحظر» التطرق إليها عادة في المجتمع الفرنسي، وفق ما أفادت الصحيفة.
وقال رئيس لجنة التحقيق حول الاعتداء الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية بفرنسا، سوفيه، أثناء عرضه للتقرير أمام الصحفيين، إن “الإساءة الجنسية التي تعرض لها الأطفال كانت ممنهجة”.
وأضاف أن “الكنيسة لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع الانتهاكات، وغضت الطرف عنها أيضا، وفشلت في الإبلاغ عن الاعتداءات، وفي بعض الأحيان جعلت الأطفال عن قصد على اتصال مع المعتدين”.
ولفت سوفيه إلى أن “المشكلة لا تزال قائمة”، مشيرا أن “الكنيسة أبدت حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لامبالاة تامة تجاه الضحايا، وبدأت فقط في تغيير موقفها فعليا منذ عام 2015”.
وأشار إلى أن “اللجنة نفسها حددت حوالي ألفين و700 ضحية، لكن دراسة واسعة النطاق أجرتها مجموعات بحثية واستطلاعية قدرت أن هناك حوالي 216 ألف ضحية”.
وأردف: “هذا العدد يمكن أن يصل إلى 330 ألفا إذا ما أضفنا الإساءات من قبل المعتدين العلمانيين العاملين في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية من معلمين في مدارس كاثوليكية وعاملين في منظمات للشبيبة وغيرهم”.
وأحدث التقرير الأخير هزة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، بعد سلسلة من فضائح الاعتداء الجنسي في جميع أنحاء العالم، والتي غالبا ما تشمل الأطفال على مدار العشرين عاما الماضية، حسب المصدر نفسه.
وأنشأ الأساقفة الكاثوليك في فرنسا اللجنة، التي عملت بشكل مستقل عن الكنيسة، نهاية عام 2018، لتسليط الضوء على الانتهاكات واستعادة ثقة الجمهور بالكنيسة في وقت تتضاءل فيه التجمعات.
وفي السياق، قال فرانسوا ديفو، مؤسس جمعية “تحرير الكلمة” التي تهتم بضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، لممثلي الكنيسة “أنتم عار على إنسانيتنا”.
وأضاف ديفو خلال عرض التقرير: “في هذا الجحيم كانت هناك جرائم جماعية شنيعة، وخيانة للثقة وللأطفال”، كما اتهم الكنيسة بـ”الجبن”.
ووجد التقرير، المؤلف من ألفين و500 صفحة تقريبا، أن “الغالبية العظمى من الضحايا هم من الفتيان في سن ما قبل المراهقة، من خلفيات اجتماعية مختلفة”.
وأوضح التقرير أن “الكنيسة الكاثوليكية، بعد دائرة الأسرة والأصدقاء، هي البيئة التي ينتشر فيها العنف الجنسي بشكل أكبر”.
طلب الصفح
وعقب التقرير، أعربت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية عن شعورها بـ«العار والخوف»، طالبةً «الصفح» من الضحايا.
في الإطار، أكد رئيس مجمع أساقفة فرنسا، المونسنيور إريك دو مولان بوفور «أودّ في هذا اليوم أن أطلب منكم الصفح، أطلب الصفح من كل واحد وواحدة بينكم».
المصدر : وكالات
تابعونا على صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews