إضاءاتالعناوين الرئيسية

“الزند ذئب العاصي” إحياء البطل الشعبي… أحمد علي هلال

 

“الزند ذئب العاصي” إحياء البطل الشعبي الإيجابي…
رويداً رويداً ستتضح الخارطة الدرامية لموسم رمضان 2023، ببدايات مبشرة، لكنها الأكثر نزوعاً إلى الاختلاف ومفارقة السائد، سواء ما جهر منها باستعادة أسلوب الرواية التلفزيونية وتقنياتها كما هو الحال في العمل الدرامي عن البطل الشعبي «الزند ذئب العاصي» الذي يعود لحكاية في القرن التاسع عشر، عندما أصدر الباب العالي في السلطنة العثمانية قراراته ومراسيمه لتنظيم ملكية الأرض بشكل رسمي، والذي عرف باسم الطابو، لكن عمليات التسجيل أعطت الفرصة لأصحاب النفوذ من مالكي الأراضي الكبيرة للسيطرة على البقية الباقية من الأراضي.

الزند ذئب العاصي

هذا ما تقوله شارة العمل لتؤسس لتلك الحكاية الفارقة في افتراع شخصيتها الأثيرة كأنموذج لإحياء البطل الشعبي، عبر الفنان النجم تيم حسن على الرغم من أن ثمة من يرى فيه نظيراً لأبي علي شاهين في رواية “الفهد” للروائي الكبير حيدر حيدر ،وذلك من خلال التماثلات السيرية والدرامية، لكن ذلك كله سيتخطى النمط التقليدي الذي اعتادت عليه الدراما السورية، خاصة وأن النجم تيم حسن قد خرج من عباءة “ثقافة الهيبة” ومدرستها، ليقدم أنموذجاً مفارقاً بشخصية مركبة تقع على كاهلها الأحداث وتناميها لتبلغ ذروات درامية غير مسبوقة على المستوى الفني التقني وإدارة الحوار.

الدراما السورية في نسختها الراهنة أكثر انحيازاً للشخصيات ونحتها، ليس على حساب المقولة، بل كفضاء لهذه المقولة، سنرى نموذجها في “العربجي” و “حارة القبة”، أي بالخروج من معادلة دراما البيئة الشامية النمطية بشخصياتها وحواراتها وخطاب مقولاتها.

 إحياء البطل الشعبي

بطبيعة الحال ليس استثناءً هنا لبقية أعمال تأتي بسكرها الخفيف، بل بخفتها التي لا تعني إلا “رشى” للمزاج الدرامي الذي عادة ما يكون خاسراً، وما يذهب إليه طقس المشاهدة بدءاً من الحلقات الأولى، لن نتعجل القول بأن نتائجه محسومة سلفاً.. ذلك أن أعمالاً بعينها مثل “الزند ذئب العاصي” تفرض أسلوبية مختلفة على مستوى اختيار شخصياتها اختياراً متقناً، وتنامي حبكاتها وتقنياتها السينمائية ذات الاحترافية العالية للمخرج سامر برقاوي، مما يجعلنا نتساءل في تلك الأنواع الدرامية الهاجسة في إعادة إحياء البطل الشعبي في المخيال الدرامي، وأكثر من ذلك هل تلبي -هذه الأنواع- غياباً قسرياً لمفهوم البطل الإيجابي الذي افتقدناه في الدراما؟!.

.

*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا

.
صفحاتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى