أديب مخزوم.. عكس معرضه خلاصة ثقافته التشكيلية التي كرس لها سنوات عمره

…صحيفة الوسط – midline-news
روعة يونس
.

حمل ملصق الدعوة إلى معرض الفنان التشكيلي أديب مخزوم، لوحة امرأة جميلة ترش اللون في كل الاتجاهات.. تشير بوضوح إلى حرية فنانها المطلقة في الرسم والتلوين التلقائي والارتجالي وحتى العبثي. بخاصة أنه كان ولا يزال عبر معارضه منشغلاً بالحرية، وبالمرأة وقضاياها. فهي موضوعه الفني والإنساني المفضل. حيث يمرر من خلالها كفنان تشكيلي وناقد أفكاره ورؤاه الداعمة.
..
وفي مساء أمس، أُفتتح تحت رعاية وزيرة الثقافة د.لبانة مشوح، معرض الفنان والناقد التشكيلي والمؤرخ الموسيقي أديب مخزوم “المرأة والأزياء في فضاء التجريد”، في صالة “الرواق العربي” بدمشق، بحضور الأستاذ عرفان أبو الشامات رئيس “اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين”، والأستاذ عماد كسحوت مدير “الفنون الجميلة” في وزارة الثقافة، والأستاذ غسان غانم أمين سر الاتحاد، ونخبة من الفنانين والأدباء والمثقفين والإعلاميين وجمهور الفن التشكيلي، الذين اجتمعوا لتحية فنانهم النبيل، الذي قدّم للحركة الفنية التشكيلية بحوثاً ودراسات وموسوعة أرّخت للفن والفنانين، وكشفت عن عطائه وجهده الكبيرين. ولمتابعة معرضه الفردي الرابع الذي تضمن 47 لوحة بقياسات وأحجام مختلفة، تعرض لأول مرة.
..
قسّم الفنان لوحات معرضه إلى مجموعات.. بداية بمجموعة “المرأة” بلباسها العصري المودرن، وبباقات الزهور في يدها، بما يوحي أنها أقرب إلى “الموديل” ومن هنا ربما جاء عنوان المعرض. فتلك المجموعة من لوحاته الجديدة، تدرج في إطار ملف مطول كتبه الفنان مخزوم ونشره في عدد سابق من مجلة “الحياة التشكيلية” حول العلاقة المتبادلة والمتداخلة بين الفن التشكيلي وخطوط الموضة الحديثة.
.
.
ولأن فناننا مخزوم، عاشق للموسيقى، قدّم في المعرض مجموعة لوحات “موسيقية” سواء لوحة الفرقة الموسيقية والمايسترو، ولوحة عازفة التشيللو. إذ عكست شغفه وعشقه الأبدي للموسيقا والغناء.
وفي مجموعة لوحات أخرى، حضر “البحر وقواربه” لأن فناننا ابن مدينة طرطوس، حيث مرتع طفولته وشبابه، وكان البحر شاهداً على مواهبه وطموحاته، فضلاً عن المعاني التي يتلمسها المتلقي من عوالم وتفاصيل البحر.
وهناك لوحات “الطبيعة”، فمن البيئة البحرية إلى البيئة الزراعية حيث لوحة العناصر النباتية، المنجزة بصياغة واقعية وتجريدية، منبتها حالة واقعية حدثت للنبتة!.
وقريباً من لوحة الطبيعة، حلّقت الطيور بحرية دونما أقفاص في فضاءات عدة لوحات بألوانها الساحرة وأنواعها المتعددة.
..
فيما عبّر مجموعة من الفنانين الذين جالوا في المعرض؛ عن إعجابهم بجديد المخزوم، خاصة لوحة “آيا صوفيا” التي رسمها الفنان وفق تخيلاته، وتعتبر  ثاني لوحة تخيلية أنجزها للكنيسة الشهيرة بعد الضجة العالمية الواسعة التي أثيرت حولها.

أما  الفنان أديب مخزوم، فقال حول الجانب التشكيلي لمعرضه:
“تتدرج العناصر المرسومة بين التصريح والتلميح، وكلها مجسدة على خلفيات لونية تجريدية ومتداخلة معها، والحركات اللونية السريعة الموضوعة على سطح اللوحة، بفرشاة عريضة تبدو بمثابة توقيع لي، وهي التي تمنح لوحاتي خصوصية، وتبعدها مسافات عن اللوحة الواقعية التقليدية. كما تحمل لوحات معرضي ثمرة وخلاصة ثقافتي التشكيلية، التي كرست لها المدى الطويل من سنوات عمري في كتاباتي النقدية”.