التدريب المتقطع عالي الكثافة HIIT وتأثيره على الصحة الجنسية وسرعة القذف
توصلت دراسة صينية إلى نتائج مهمة لتأثير ممارسة التدريب المتقطع عالي الكثافة HIIT على الحياة الجنسية للرجال عموماً وعلاج سرعة القذف.
استعانت الدراسة بثلاث مجموعات من الرجال تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما تم توزيعهم عشوائياً، وطلب من كل مشارك ممارسة العلاقة الجنسية مع شريكته مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
المجموعة الأولى مارست تمارين التدريب المتقطع عالي الكثافة HIIT لمدة 7 دقائق كل يوم على مدار أسبوعين.
المجموعة الثانية أجرت تمارين التنفس البطيء خلال المدة نفسها.
المجموعة الثالثة شاركت خلال الأسبوعين في تمارين التنفس العادية.
تأخير سرعة القذف والنشوة الجنسية
وفي نهاية التجربة وجد الباحثون، أن 7 دقائق فقط من تمارين HIIT (التدريب المتقطع عالي الكثافة) يومياً، ساعدت في تأخير سرعة القذف لدى الرجال وتحسين العلاقة مع الشريك، في أقل من أسبوعين.
وتؤكد الدراسات بشكل عام أن مجرد التركيز على التمارين أو التنفس قد يعزز قدرة الرجال على تنظيم انتباههم، ما يطيل مدة العلاقة الجنسية.
وكتب الفريق في المجلة الدولية لعلم النفس السريري والصحي: “مقارنة بمجموعة التنفس العادي، فإن فعالية أسبوعين من تمارين HIIT في تخفيف أعراض القذف المبكر تشير إلى إمكاناتها كعلاج جديد”.
ونبهت الدراسة إلى عدم الثقة حول استمرار هذه الفوائد لفترة أطول، وأشاروا إلى أن الاختبارات اقتصرت على الرجال الأصغر سنا. ما يثير تساؤلات حول حدوث تأثيرات مماثلة على الاشخاص الأكبر سناً، أو أنها ستستمر لفترات طويلة.
وتشير النتائج إلى أن دمج فترات قصيرة من التمارين الرياضية عالية الكثافة في الروتين اليومي قد يوفر طريقة بسيطة وفعالة لتحسين الصحة الجنسية للرجال. لكن يبقى هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج واستكشاف نتائج تطبيقها على الفئات العمرية المختلفة.
الدراسة تفتح الأفاق للتدخلات غير الدوائية التي تهدف إلى تعزيز الصحة الجنسية للرجال، من خلال التركيز على اللياقة البدنية التي قد يجد فيها الرجال طريقة سهلة لمعالجة القضايا المتعلقة بمشكلة سرعة القذف والرضا عن العلاقة.
كما يؤكد هذا البحث على أهمية مراعاة عوامل نمط الحياة مثل ممارسة التمارين الرياضية عند معالجة مشاكل الصحة الجنسية. ومع ظهور المزيد من الدراسات، قد تقدم استراتيجيات جديدة لتحسين العلاقات الحميمة من خلال تغييرات نمط الحياة القابلة للإدارة.
ما هي تدريبات HIIT ؟
يتألف التدريب المتقطع عالي الكثافة، المعروف باسم HIIT، من تمارين مكثفة تستمر عادة من 15 ثانية إلى 4 دقائق، في مدة قصيرة تتراوح بين 20 و30 دقيقة مع فواصل زمنية قصيرة تتراوح بين 15 و30 ثانية، وهو ما يساعد على إنقاص الوزن ويرفع قوة التحمل.
ويعد التدريب المتقطع عالي الكثافة مزيجا من تمارين الضغط والقرفصاء والطحن، وهو تدريب شاق للغاية يساعد على حرق ما يصل إلى 900 سعرة حرارية في الساعة.
تتكون جلسة التدريب المتقطع عالي الكثافة HIIT، من فترة تمارين إحمائية تتبع بـ 3 إلى 10 تمارين عالية الكثافة، ما بين هذه التمارين الحادة، يوصي مدربو اللياقة بإجراء تمارين أقل حدة تعتبر فترات استراحة، وتنتهي بفترة تمرين هادئة. ويشدد المدربون على أن يمارس التمرين عالي الكثافة بأقصى شدة ممكنة، على أن تنخفض حدة التمارين الخفيفة الفاصلة إلى 50 بالمئة.
ويعتمد عدد التمارين المكررة وطول كل منها على نوع التمرين، لكن يمكن أن يكون بقدر 3 تمارين تتضمن 20 ثانية فقط من التمرين عالي الكثافة. وتتضمن التمارين المعتمدة على التدريب المتقطع تناوباً بين فتراتٍ من الجهد المكثف بشدةٍ مع فتراتٍ من الجهد المنخفض الشدة والتي تسمى فترات الانتعاش، وهو ما يعني، بالنسبة إلى العدائين مثلاً، التناوب بين الركض السريع والركض الأبطأ.
خلال هذا النوع من التدريبات يستطيع الرياضي، عبر تمارين عالية الشدة، أن يتحدى قدراته البدنية، خلال وقت قصير، ثم يرتاح لفترة وجيزة جداً ويعيد الكرة مراراً، إلى أن ينتهي الوقت الإجمالي المخصص للحصة اليومية من التدريبات.
خلال مرحلة التدريب المكثف، يقوم الجسم بحرق الكربوهيدرات بشكل أساسي للحصول على الطاقة الكافية، أما خلال مرحلة الانتعاش فيقوم الجسم بحرق الشحوم للحصول على الطاقة اللازمة لمساعدة الجسد في استعادة نشاطه بعد الجهد المكثف. يمكن لهذه العملية أن تستمر بعد التمرين لعدة ساعاتٍ مما يساعد في إنقاص الوزن طالما ترافق ذلك مع تناول الطعام الصحي.
كما يستمر حرق السعرات الحرارية بعد الانتهاء من التدريب لمدة تتراوح بين 24 و72 ساعة في ما يعرف بتأثير الحرق اللاحق.
برنامج التمرين يستمر على مدار شهرين كاملين، لمدة 5 أيام بالأسبوع وتستمر الحصة لمدة 16 دقيقة فقط وبعض الحصص تستمر لمدة 45 دقيقة. وهذا البرنامج التدريبي قادر على تحسين الصحة العامة، وليس خاصا أو موجها فقط للاعبي التنس وكمال الأجسام أو الرياضيين المحترفين، فهو مفيد جدًا لأي شخص يريد أن يحصل على جسد صحي ووزن مثالي.
الفوائد طويلة الأمد من التدريب المتقطع مشابهةٌ للفوائد المكتسبة من التمارين الرياضية ذات الفترات الطويلة أو المعتدلة الشدة، ومن هذه الفوائد تقليل خطورة الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري من النمط الثاني والسكتة الدماغية وبعض السرطانات.
لكن تجدر الإشارة إلى أنه رغم أن الأشخاص الذين يمارسون هذا التدريب يعيشون فترة أطول وهم أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية من الأشخاص الخاملين، إلا أن بعض االدراسات أظهرت ازدياد خطر الإصابة بأزمة قلبية مفاجئة أثناء وبعد وقت قصير من التمارين الرياضية القاسية، لذلك يعتبر هذا التدريب لا يناسب الأشخاص الذين لديهم أمراض أو مشاكل في القلب نظراً لأنه يسرّع من ضربات القلب بشكل كبير ومفاجئ.
الوسط ..