يُعد الأول من نوعه في المدينة.. “صافيتا” تطلق مهرجانها الثقافي للمغتربين وتبعث رسائل محبة وسلام

|| Midline-news || – الوسط …
محمود هلهل
أن تروي للعالم حكاية شعب محب للسلام والحياة، وأن تبعث رسالة حب وتواصل ودعوة للإسهام في بناء الوطن، وتطلق مهرجاناً يضم العديد من الفعاليات الثقافية والإبداعية كي تمرر رسالتك، هذا يعني أنك في مدينة صافيتا الجميلة، التي تتميز بأنها إحدى أقدم المدن السورية الحضارية، إذ تضم الكثير من الأوابد التاريخية الدالة على أصالتها وعراقتها، وبالمثل تُعد حالياً من بين أهم المدن السورية المتقدمة تعليمياً، وتضم الكثير من النخب المثقفة من أبنائها وكثيراً منهم في المغترب.
بذا احتضنت صافيتا مؤخراً فعاليات “مهرجان صافيتا الثقافي الأول للمغتربين” بمشاركة المؤسسات الرسمية وغالبية الجهات الثقافية والجمعيات الأهلية في محافظة طرطوس؛ وعكست فعاليات المهرجان رسالته التي تضمنت فرح الإنسان السوري بالنصر والسلام كونه مجبول على حب الحياة والتعالي على الجراح، ودعوة للتواصل مع الأبناء المغتربين في دول المهجر. وشكّل المنتج الثقافي والفني واليدوي الإبداعي سطور هذه الرسالة.
فعاليات متنوعة
قصدت “الوسط” المهرجان، وبعد جولة اطلعنا فيها على معظم الفعاليات، توجهنا إلى الأستاذ أديب أحمد- المشرف الفني على المهرجان، ليضعنا في أجواء أولى دورات هذا المهرجان الوليد.
يقول “يعتبر مهرجان المغتربين في صافيتا، الأول من نوعه في المدينة، وتم تنظيمه من قِبَلْ محافظة طرطوس، بهدف تعميق التواصل بين السوريين في الداخل والمهجر، ويعتمد في هذه الدورة على مشاركات رسمية وأهلية في شتى مجالات الثقافة والفنون بما فيها الأشغال اليدوية”.
وحول سؤالنا له عن فعاليات المهرجان، قال “اعتمدنا على تنوع الفعاليات كي نخاطب كافة الاهتمامات والميول الثقافية. حيث تم عرض أفلام عن المواقع الأثرية في المدينة، وكذلك عروض مسرحية لمدرسة “دار الأمان” لأبناء الشهداء. و “فرقة طرطوس للمسرح الراقص” وعرض أوبريت لفرقة “روّاد الأصالة”. يسترسل مضيفاً “أقمنا عدداً من المحاضرات الطبية في فندق “صافيتا الشام” ومحاضرات علمية في “نقابة المهندسين” إلى جانب إطلاق حوار تسامح ديني في “المركز الثقافي” بحضور مفتي موسكو “فرغانوف” وكذلك توجهت رحلات ميدانية إلى (متحف طرطوس والمدينة القديمة والمواقع الأثرية) وأقمنا أمسية فنية للمغنية ثناء بركات. وحفل للمطرب الشعبي وليم عاقل بصافيتا. إضافة إلى ورشة عمل الفنون التشكيلية في محيط برج صافيتا الأثري بمشاركة نخبة من فناني طرطوس التشكيليين”.
فنون إبداعية
بعد جولة في معرض الفن التشكيلي، القينا الفنان سليمان أحمد- رئيس إتحاد الفنانين التشكيليين بطرطوس، ليحدثنا عن المعرض، فقال “يجد الزائر للمعرض مجموعة من اللوحات التي تعكس عدة مدارس فنية وعدة أنماط إبداعية، منها التشكيل والنحت والكاريكاتير. وشارك به 25 فناناً”.
وعن الميزة التي توفرت للمعرض قال “رافق المعرض ورشة عمل للرسم في الهواء الطلق شارك فيها 15 فنانا ً حيث شكلت هذه التظاهرة حالة حضارية تثبت حيوية الشعب السوري وحبه للفنون والإبداع بشكل عام”.
حِرف تقليدية
في معرض الحرفيين المُقَام في ساحة المهرجان، التقينا الأستاذ منذر رمضان-عضو المكتب التنفيذي في إتحاد الحرفيين، وسألناه عن مشاركة الاتحاد في المعرض، فقال “شارك في معرض الحرفيين 40 حرفياً من مختلف الحِرف. وقدموا أعمالاً تميزت بالتنوع الكبير والإتقان والجودة، وحملت المنتجات قيمة فنية وتراثية مهمة. فكانت هناك حرفة الحرير وأطباق القش والصدفيات والنحاسيات والخشبيات وأشغال الكروشيه اليدوية، غيرها الكثير”. ويضيف رمضان “نرسل من خلال هذه الحرف التراثية رسالة حضارية إلى للعالم أجمع من بلاد الشمس التي سيبقى نورها ساطعاً، لأن الهدف من المهرجان ككل، نقل صورة تعبيرية لانتصار سورية ودحرها ظلام الإرهاب. ودعوة لأهلنا وأبنائنا الحاضرين في وجداننا دائماً للعودة إلى الوطن وبناء سورية بداً بيد”.
أمنيات للدورة المقبلة
فيما انتشرت في المهرجان العديد من الفعاليات التي تعكس المهارات اليدوية من خلال مشغولات السيدات المستلهمة من التراث الشعبي. وبدا على وجوه الزوار الإعجاب بهذه المشغولات التي أكدت اتقان المرأة السورية لعملها ومساهمتها في المحافظة على التراث وتقاليد المهن الشعبية، بخاصة وأن هذه المنتجات اليدوية وسواها الحرفية؛ كانت في متناول كافة القدرات الشرائية.
بمثل ما لاحظنا فرحة الجمهور بمجمل الفعاليات التي غطّت اهتماماتهم ورغباتهم في حضور ندوات ومحاضرات وحفلات موسيقية وغنائية ومعارض كتاب وتشكيل وحرف تقليدية، في الدورة الأولى لهذا المعرض.. على أمل أن تتسع وتتعدد الفعاليات أكثر بحضور “الشباب المغترب” في الدورة المقبلة من “مهرجان صافيتا الثقافي للمغتربين”.