أردوغان يشهر (المخلب)في وجه واشنطن بالفرات …هل يسخن مشهد الخلاف بين انقرة وواشنطن؟

الوسط-midline-news:
على مايبدو فشلت المحادثات الأمريكية التركية بعد مفاوضات شاقه خاضها المبعوث الأمريكي جيمس جيفري في أنقرة خلال الأيام الماضية، ولم تسجل المحادثات أي أختراق في أي ملف من الملفات الخلافية بدء من مصير مناطق شرق الفرات، والتي تسعى أنقرة لتحويلها إلى منطقة آمنة وإبعاد الفصائل الكردية مسافة كبيرة عن حدودها ، تصل الى اكثر من 40 كليو مترا ونقل أكبر عدد من اللاجئين السوريين في تركيا اليها ووضع إدارتها تحت سيطرة فصائل عسكرية تعمل لحساب تركيا وبإشراف أنقرة ، وصولا إلى حل الأزمة فبما يخص صفقة طائرات اف 35 الأمريكية المتعثرة بسبب شراء أنقرة منظمة الدفاع الجوي اس 400 من موسكو .
والتصورات التركية بعيدة كثيرا عن الرغبات الأمريكية، فلم يعطي جيفري أنقرة سوى مساحة لا تتعدى 5 كيلومترات وبعيدة عن مناطق تمركز القوات الكردية، الطلب من تركيا التعاون مع المجموعات الكردية في هذه المنطقة.
ويبدو من خلال ذلك أن الولايات المتحدة ليست بوارد الضغط على الفصائل الكردية و حملها على الانسحاب من مناطق لصالح تركيا، مع ما يحمله ذلك من انعكاسات سلبية على الوضع الهش في شرق الفرات، حيث استعانت واشنطن بالسعودية لتهدئة العشائر العربية ووقف التصدعات في بنية قوات قسد، بعد الخلافات التي تفاقمت في الفترة الماضية بين العشائر والأحزاب الكردية، ما أدى إلى تظاهرات وانشقاقات وأحداث أمنية كادت تعصف في منطقة تحت النفوذ الأمريكي.
ويبدو أن جيمس جيفري خرج من أنقرة بنظرة أمريكية اكثر سوءا للعلاقات الأمريكية التركية، بينما انعكس الفشل في المفاوضات على تصريحات المسؤولين الأتراك مباشرة،
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكد اليوم أن بلاده عازمة على “تدمير ممر الإرهاب في شرق الفرات بغض النظر عما ستصل إليه محادثات المنطقة الآمنة مع واشنطن”.
وقال إردوغان في كلمة أمام رؤساء فروع حزب العدالة والتنمية في أنقرة: “سنقطع ارتباط الإرهابيين شرق الفرات في سوريا بشمال العراق عبر “عملية المخلب”، مضيفاً: “وسنعمل ما بوسعنا للحفاظ على وحدة سوريا، والذين يعتمدون على القوات الأجنبية في المنطقة سيتم دفنهم تحت التراب”. عملية المخلب كانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت عنها لأول مرة في أيار الماضي.
من جهة أخرى، شدد إردوغان على أنّ تركيا “تحتفظ لنفسها بالحق والتوجه إلى جهات أخرى إذا رفضت واشنطن تزويدها بمقاتلات إف 35″، معبراً عن أمله في أن “تتصرف الولايات المتحدة الأميركية بعقل سليم تجاه شرائنا منظومة اس 400”.
المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قال للمبعوث الامريكي إن “إنشاء المنطقة الآمنة في شرق الفرات لن يتم إلا من خلال خطة تلبي تطلعات أنقرة”. وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن “المقترحات الأمريكية الجديدة بشأن المنطقة الآمنة في شمال سوريا لا ترضي تركيا” وأعلنت تركيا عقب مغادرة جيفري أنها كادت تبدأ عملية عسكرية شرق الفرات ، إلا أنها أوقفت التنفيذ بناء على طلب الرئيس ترامب . إلا أن هذا لم يعد طلبا بعد مغادرة جيفري إنما تحذير وأمر، ورغم ذلك تواصل تركيا إرسال التعزيزات العسكرية الى المنطقة، والطلب الى الفصائل السورية التابعة لها مواصلة الاستعداد للمعركة.
وتزامنا مع فشل المحادثات ومغادرة جيفري كان مسؤول القيادة العسكرية المركزية الأمريكية فرانك ماكنزي، يطل من مناطق الكرد في سوريا في لقاء مع بشاهين جيلو، أحد قادة الوحدات الكردية ويوجه تهديدا لتركيا بأن أي عمل عسكري ضد المنطقة سوف يكون له تبعات، كيف سينعكس هذا التباعد الواضح بين أنقرة وواشنطن على الملف السوري، وهل ستدفع هذه التطورات إلى تعاون أكبر بين تركيا وروسيا في سوريا والمنطقة؟