سورية

الدورات الصيفية للناشئة.. تنمي القدرات الذهنية وتطلق المواهب وتصقلها

|| Midline-news || – الوسط …

روعة يونس (الوسط)

إبان انتهاء العام الدراسي الحالي، نظمت المراكز والمعاهد الثقافية –كعادتها كل صيف- مجموعة دورات صيفية للناشئة، في فنون الموسيقى والرسم والخط العربي. وأخرى تعليمية تخص اللغات العربية- مطالعة وكتابة القصص- والفرنسية والانجليزية. وتتراوح أعمار الفئات العمرية المستهدفة من 7 إلى 14 سنة للجنسين.

تسعى تلك المراكز والمعاهد الرسمي منها والخاص، إلى تعليم الفنون لمن يحبها وقد لا يجيدها، ولاكتشاف المواهب المتميزة، والعمل على تنميتها وصقلها، وتمكين الناشئة من اللغة العربية بشكل سليم، واكتساب لغات أجنبية تضاف إلى رصيد معارفهم، خلال شهر كامل مدة كل دورة.

“رسوم رمزية”

توضح الأستاذة فادية- مسؤولة دورات في مركز ثقافي، طريقة الإعلان عن تلك الدورات ورسوم الاشتراك بها، تقول “يتم الإعلان عن الدورات الصيفية فور انتهاء امتحانات العام الدراسي، عبر لوحات حائط المراكز، ومن خلال مواقعتا الإلكترونية وبعض صفحات الفيسبوك الإعلانية. وتُدرج مراكز الأطفال التابعة لوزارة الثقافة أو المعاهد الخاصة التابعة لوزارة التربية والتعليم، قوائم دوراتها ومدتها ورسم الاشتراك بها. وعادة تمتد الدورة لمدة شهر كامل مقابل رسم رمزي قيمته 600 ليرة سورية للدورة -(في المعاهد الخاصة رسم الاشتراك 2000 ليرة للدورة)- إذ يتاح للمشترك اختيار أكثر من دورة. ونلتزم بمدة شهر زمن الدورة، كي يتاح لباقي الأطفال التسجيل في الدورة التالية، حيث ننظم ثلاث دورات خلال شهور الصيف”.

 

 “أهداف مستقبلية”

تشير الأستاذة حلا- مشرفة دورات في قسم الأطفال، إلى أن أهداف تلك الدورات مستقبلية وليست آنية، تقول “يشكل استثمار أوقات الفراغ لدى الناشئة أحد أهداف الدورات لا كلها. فمن بين الأهداف اكتشاف المواهب والعمل على صقلها بدروس نظرية وعملية، فتنمي القدرات الذهنية وترعى المواهب عملياً على يد أخصائيين للوصول بها إلى الإبداع. كما تساهم الدورات في بناء شخصيات الناشئة وتجعلهم أكثر ثقة واعتداداً بذواتهم لأن العارف ليس كالجاهل. بينما تنتهي كل دورة بمسابقة لاختبار المعلومات والفنون التي تلقوها ولتحفيزهم على مواصلة التدريب. إذ تحرص إدارة المركز على رعاية المواهب التي سجلت حضوراً لافتاً وتفوقت في المسابقة، وتتبناها لتتابع نموها وتشكيلها وانطلاقها في عالم الكتابة أو الفن أو اللغات أو الرياضة”.

“فوارق بيّنة”

يلفت محمد الحريري فنان تشكيلي إلى وجود فوارق بينة بين التعليم والتعلّم، يقول” تفيد الدورات كل مشترك بها، لأنه من خلال التعليم يذهب الطفل إلى المدرسة كون التعليم عملية إلزامية من جهة، ولأنه مجبر على التعليم، فأسرته تريد أن تضمن له مستقبلاً آمناً ومكانة في المجتمع. أما التعلم فينشأ عن رغبة ذاتية، وحب وشغف للتعلم. فينخرط الطفل في الدورة التي ينتقيها رغبة في تعلم فن أو مهارة ما. وبذلك يخرج الطفل طاقته ويطلق موهبته، أو على أقل تقدير يكون مقبلاً بشغف إلى الفن الذي يريد معرفته واتقانه وصولاً إلى مرحلة الإبداع التي تتحقق بمواصلة التدريب والانتظام به عبر دورات متتالية، وأحياناً تكون دورة فردية لضمان تألق الموهبة”.

“تشجيع الأبناء”

بعد خروجها من قاعة دورة الرسم، والاطمئنان على طفلها وجلوسه إلى كرسيه، سألت السيدة رزان، عما إذا كان أولياء الأمور يلوذون بالدورات للخلاص من صخب أطفالهم في المنازل أثناء العطلة الصيفية! نفت ذلك باستنكار وقالت “نلاحظ أن أطفالنا يحبون القدوم إلى الدورة، أكثر مما يحبون الذهاب إلى المدرسة أحياناً! فالدورات التي تقدمها المراكز قادرة على إطلاق مواهب حقيقية. ولذا يجب علينا كأهالي تشجيع الأبناء على مواصلة الانتظام في هذه الدورات، حتى يتم صقل مواهبهم وتفعيلها في المجتمع والمسابقات والفعاليات المختلفة”.

“عثرة مؤقتة”

في حين يقول السيد سفيان، انه اكتشف هواية ابنه في الرسم، وميل ابنته إلى فن الباليه. ويشير إلى عثرة مؤقتة تحول دون تسجيلها في الدورة التي تحب! يقول “أفضل أن يقصد أولادي ذات المركز لقربه من بيتنا. لكن تختلف الأنشطة والدورات بين صيف وآخر، بحسب توفّر فريق التدريب، وبحسب رغبة الأطفال والناشئة في هذه الدورة أو تلك. في السابق كان هناك دورات في الباليه، والعزف على الآلات الفنية  “أورغ وبيانو”، والأشغال الفنية، والرياضة والتنمية البدنية والذهنية مثل “كرة الطاولة والشطرنج” وبينما اقتصرت هذا الصيف على الموسيقى والرسم واللغات”.

“مواظبة مفيدة”

كشفت ولاء- 13 سنة، انها طيلة المرحلة الابتدائية كانت متفوقة في مادة الإنشاء لأنها تحب التعبير عن أفكارها وخواطرها الطفولية، تقول “انتسبت إلى دورات المركز الثقافي الصيفي لأنه يلاقي إقبالاً كبيراً من الناشئة، وكذلك استحساناً من قبل أولياء الأمور. واخترت دورة “اللغة العربية- مطالعة وكتابة القصص” لأنني أحب تأليف القصص وكتابة مواضيع الإنشاء. وفي دورة سابقة أخبرني المشرف أنه علي الإكثار من المطالعة. لأن الكتابة دون أن يكون لدي “مخزون قرائي” ستظل موهبة محدودة لن تتطور ولن أفيد مجتمعي بإبداع جديد. ومنذ أربعة أعوام وأنا أواظب على تنمية هوايتي في الكتابة عبر الدورات الصيفية، وارتقيت إلى مستويات عالية، وحزت أكثر من جائزة من المركز”.

“حافز تشجيعي”

أما جاد- 8 سنوات فقد اختار الانضمام إلى دورة الرسم، يقول “اكتشف معلّم الرسم في مدرستي أنني أرسم بشكل جميل وأهتم بالتفاصيل. فنصحني في العام الماضي أن أنضم إلى الدورة التي يشرف ويدرب الأطفال فيها على الرسم. ولأنني تفوقت على صعيد كافة المراكز الثقافية، قرر المركز الثقافي بكفرسوسة أن أنضم مجاناً إلى دورة هذا العام، وهكذا وفّرت 600 ليرة، واكتسبت مهارات وطرق رسم جديدة كالمائي والزيتي. وأنوي أن أتفوق في مسابقة هذه الدورة لأن الفوز يحفزني على متابعة هوايتي، ويشجعني لأصبح رساماً مشهوراً ومفيداً لبلدي أنجز لوحات رائعة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى