الانسلاخ عن المصالح الوطنية .. أوكرانيا نموذجا
|| Midline-news || – الوسط – R K
في سلوك يعكس طبيعة العلاقات الغربية الأوكرانية والارتهان الكامل لمطالب الناهب الدولي من جهة ، وسلوك الجمهوريات التي شهدت ثورات ملونة تجاه مصالحها الطبيعية مع الجار الروسي الأكبر من جهة أخرى .. هدد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطات الأوكرانية بإلغاء العقوبات الغربية عن روسيا إذا لم تلتزم أوكرانيا “بالإصلاحات” الإقتصادية التي طلبتها المجموعة الغربية من السلطات الأوكرانية .
بايدن قال للرئيس الأوكراني : “يتعين على أوكرانيا أن تفي بوعودها فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية وإلا فإن الاتحاد الأوروبي قد يتراجع عن العقوبات التي يفرضها على روسيا” .
وإذا علمنا أن “الإصلاحات” الإقتصادية المطلوبة من اوكرانيا تتلخص بالتخلي عن الصناعات العالية “الحديد والصلب” وتخصيص قطاعات الدولة المنتجة الزراعية والصناعية في فضاء اقتصادي اوروبي لن تتمكن القدرات الوطنية الأوكرانية على المنافسة داخله وهو ما يعني إلغاء دور الدولة الأوكرانية والسماح للناهب الدولي بالسيطرة على ما تبقى من صناعتها وزراعتها بعد خصخصة هذه القطاعات ودخولها السوق الأوروبية .
( قامت السلطات الأوكرانية الموالية للغرب بتفكيك مصانع توبوليف – 160 وهي نخبة الصناعات السوفييتية وصهر عدة أسراب من هذه الطائرات لقاء قرض بقيمة 2 مليار دولار قدمته الولايات المتحدة الأمريكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ) .
هذا على الصعيد الإقتصادي .
أما على الصعيد السياسي فينطوي كلام بايدن للرئيس الأوكراني على تهديدٍ يقول .. نحن من جاء بكم الى السلطة .. وعليكم الإنصياع الكامل لمطالبنا وإلا فإننا سنترك لروسيا أن تعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل الثورات الملونة وهي ستنتقم ولا شك ممن جاء بحلف شمال الأطلسي إلى حدودها .
وفيما يعلن بايدن بأن خمس دول أوربية على الأقل تريد إعادة العلاقات الاقتصادية مع روسيا وإلغاء العقوبات تلبية لمصالحها الاقتصادية الوطنية … تستمر السلطات الأوكرانية بمعاندة الحقائق الاقتصادية والجغرافية والتاريخية والثقافية الطبيعية التي تربطها بالجار الروسي .. القوي .. و القريب .