الدولار يقلص مكاسبه أمام اليورو
قلص الدولار مكاسبه مقابل اليورو اليوم الجمعة بعد أن أظهرت بيانات أمريكية تباطؤ نمو الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في فبراير / شباط الماضي، مما يعزز الآمال في أن يخفف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وتيرة التشديد النقدي.
وتراجع اليورو 0.17 % عند 1.08855 دولار بعد صدور البيانات، وكان هبط قبل البيانات إلى 1.08645 دولار.
وفي وقت سابق من الجلسة، أظهرت بيانات أن التضخم في منطقة اليورو انخفض بأكبر معدل على الإطلاق في مارس / آذار الجاري، لكن ضغوط الأسعار الأساسية التي تستثني الغذاء والطاقة تسارعت، ليبقى البنك المركزي الأوروبي تحت ضغط لمواصلة رفع أسعار الفائدة.
وتجعل تلك البيانات الأسواق تتوقع رفعاً لأسعار الفائدة في منطقة اليورو أكثر منها في الولايات المتحدة.
وفي السياق ذاته، أظهرت بيانات وكالة إحصاءات الاتحاد الأوروبي، يوروستات أن التضخم في 20 دولة تستخدم عملة اليورو تباطأ بأكبر قدر على الإطلاق إلى 6.9 % في مارس / آذار الجاري، وهو أدنى مستوى له في عام، مع استمرار ارتفاع تكاليف الغذاء بينما انخفضت أسعار الطاقة، مما أدى إلى تحول حاد بعد شهور من الزيادات القاسية.
وارتفعت أسعار المستهلكين على أساس سنوي بنسبة 6.9 % في مارس / آذار الجاري بعد زيادة 8.5 بالمئة في فبراير، مما يشير إلى أكبر تباطؤ منذ أن بدأ يوروستات بجمع البيانات في عام 1991.
وبذلك يكون التضخم قد تراجع إلى أدنى مستوى في عام منذ أن بلغ ذروته عند 10.6 % في أكتوبر.
لكن أسعار المواد الغذائية والكحول والتبغ ارتفعت بنسبة مؤلمة 15.4، أسرع من الشهر السابق بنسبة 15 %، في إشارة إلى أن المستهلكين الأوروبيين ما زالوا يتعرضون للضغط.
مع ذلك، انخفضت أسعار الطاقة بنسبة 0.9 % وهو تغيير مفاجئ في الاتجاه بعد ارتفاعه بمعدلات من رقمين خلال العام الماضي.
أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المستخدم لتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء، ما أدى إلى زيادة التضخم بشكل عام، لكن القراءة الأخيرة تشير إلى أن الشتاء المعتدل والجهود الأوروبية لتخزين واستخراج الغاز من مصادر خارج روسيا قد آتت أكلها.
وارتفع ما يسمى بالتضخم الأساسي، والذي لا يشمل أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، بشكل طفيف إلى 5.7 % من 5.6 % في الشهر السابق. يمكن أن يعطي هذا الرقم فكرة أفضل عما إذا كان التضخم راسخاً في الاقتصاد على المدى الطويل.
المصدر: البيان
