إضاءاتالعناوين الرئيسية
ما بعد السوريالية … أحمد علي هلال

ما بعد السوريالية …
حسناً، انتهت السوريالية ببيانها التأسيسي حول الحب والحرية والجمال، ومعها مضى أندريه بريتون إلى «حقوله المغناطيسية» مع مجايله بول إيلوار ليتما حديثاً لم يستنفد عن السوريالية التي فتنت العالم، وشكلت انعطافة في تاريخ الكتابة، رأينا آثارها في ما تصادى في الذاكرة الثقافية للمثقفين العرب، لكن ذلك سيبدو مهاداً تأسيسياً لمرحلة ما بعد السوريالية ومنها على الأقل شيوع أدب العزلة..
فيما الأسئلة الجدلية حول هل تنتج العزلة أدبها الخاص وفكرها الرصين، وإلام تتجه بوصلة ما نصطلح بأدب العزلة، على الرغم من أنه سيشي بجماليات اللامفكر به؟
.
لعلنا نقرأ كثيراً عن تلك العزلة الطوعية التي يذهب في إثرها غير أديب ومبدع، إذ يقف وحيداً على قمة تخصه لينظر للعالم ويرقب حركة الكواكب السيارة والنجوم المتلألئة وهي تتربع على صدر السماء كابتسامات مشتعلة بهدوء وشغف، وذلك الرائي المتصالح مع كونه الخاص سيكتب بعيداً عن الصخب وعن ضوضاء اللغة، ولتخترع مخيلته ما يمكن له ألا يُنسى في زحمة الأقدار والمصائر وضراوة احتداماتها..
حسناً، انتهت السوريالية ببيانها التأسيسي حول الحب والحرية والجمال، ومعها مضى أندريه بريتون إلى «حقوله المغناطيسية» مع مجايله بول إيلوار ليتما حديثاً لم يستنفد عن السوريالية التي فتنت العالم، وشكلت انعطافة في تاريخ الكتابة، رأينا آثارها في ما تصادى في الذاكرة الثقافية للمثقفين العرب، لكن ذلك سيبدو مهاداً تأسيسياً لمرحلة ما بعد السوريالية ومنها على الأقل شيوع أدب العزلة..
فيما الأسئلة الجدلية حول هل تنتج العزلة أدبها الخاص وفكرها الرصين، وإلام تتجه بوصلة ما نصطلح بأدب العزلة، على الرغم من أنه سيشي بجماليات اللامفكر به؟
.
لعلنا نقرأ كثيراً عن تلك العزلة الطوعية التي يذهب في إثرها غير أديب ومبدع، إذ يقف وحيداً على قمة تخصه لينظر للعالم ويرقب حركة الكواكب السيارة والنجوم المتلألئة وهي تتربع على صدر السماء كابتسامات مشتعلة بهدوء وشغف، وذلك الرائي المتصالح مع كونه الخاص سيكتب بعيداً عن الصخب وعن ضوضاء اللغة، ولتخترع مخيلته ما يمكن له ألا يُنسى في زحمة الأقدار والمصائر وضراوة احتداماتها..
ما بعد السوريالية …
بيد أن تلك العزلة إذ تشي بطرائدها الأثيرة، لكنها ستشي بما هو أكثر من ذلك:
أي كيف تقبض على اللحظة كلها دون أن يقع الكاتب خارج زمنها، فهي زمن مكتفٍ بذاته كما أوحى بذلك مشايعوها في الغرب قبل الشرق، لكأنما تلك الرقعة الجغرافية ستبدو رقعة أدبية بامتياز، ببحارها ويابستها ومواسم طيورها المهاجرة، تلك الأرواح الطليقة خارج المكان وداخله، وليست تلك محض سوريالية أخرى، بقدر ما هي مثنوية التوق والانعتاق من ربقة واقع بعينه ألقى ثقله على الأرواح، فهل تنجو منه حينما تخترع زمنها الكوني؟
.
تقول سطور الذاهبين إلى –عزلتهم- نعيد اكتشاف ذواتنا كي تنجو الحياة، وكم للموت من صورة تتعالق بخطوط الطول والعرض، لكنها الكتابة من تشكل برزخاً مرصوداً ما بين الموت والحياة، برزخ تتحاور فيه الأرواح مع نظائرها،فإن تكتب عزلتك لعلك تستعيد العالم مرئياً لحواسك كلها، وناهضاً بحدوسك كلها، إذن ما هي المسافة التي سيقطعها الحالمون إلى شجرة كانت يوماً غابة، وإلى وردة ستصبح اكسير العطر في الأزمنة الرجيمة؟.. نحو ألف عام من العزلة.
.
أي كيف تقبض على اللحظة كلها دون أن يقع الكاتب خارج زمنها، فهي زمن مكتفٍ بذاته كما أوحى بذلك مشايعوها في الغرب قبل الشرق، لكأنما تلك الرقعة الجغرافية ستبدو رقعة أدبية بامتياز، ببحارها ويابستها ومواسم طيورها المهاجرة، تلك الأرواح الطليقة خارج المكان وداخله، وليست تلك محض سوريالية أخرى، بقدر ما هي مثنوية التوق والانعتاق من ربقة واقع بعينه ألقى ثقله على الأرواح، فهل تنجو منه حينما تخترع زمنها الكوني؟
.
تقول سطور الذاهبين إلى –عزلتهم- نعيد اكتشاف ذواتنا كي تنجو الحياة، وكم للموت من صورة تتعالق بخطوط الطول والعرض، لكنها الكتابة من تشكل برزخاً مرصوداً ما بين الموت والحياة، برزخ تتحاور فيه الأرواح مع نظائرها،فإن تكتب عزلتك لعلك تستعيد العالم مرئياً لحواسك كلها، وناهضاً بحدوسك كلها، إذن ما هي المسافة التي سيقطعها الحالمون إلى شجرة كانت يوماً غابة، وإلى وردة ستصبح اكسير العطر في الأزمنة الرجيمة؟.. نحو ألف عام من العزلة.
.