تقلبات في سندات الخزانة.. واستقرار الأسهم مع ترقب حركة أسعار الفائدة

شهد العائد على سندات الخزانة لأجل عامين أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ عقود، بينما انتعشت أسعار الأسهم للتكنولوجيا من تدهورها في الأسبوع الماضي مع تردد تداعيات انهيار مصرف “سيليكون فالي بنك” عبر مختلف منصات التداول.
كما يعود العائد على السندات لأجل عامين بما يتجاوز نصف نقطة مئوية، مسجلاً أكبر تدهور له على مدى ثلاثة أيام منذ الاثنين الأسود في أكتوبر 1987، حيث تدفق المستثمرون إلى الأصول الآمنة مع استقرار الأسهم.
وفقد الدولار مكاسبه التي حققها منذ بداية العام يوم الاثنين، بينما يتجه تركيز المتعاملين إلى تقرير مؤشر أسعار المستهلك يوم الثلاثاء، ما قد تنتج عنه رهانات جديدة على الخطوة التالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
تسبب اضطراب السوق في إعادة تقييم سريعة لاتجاه سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي. ويراهن متداولو عقود المقايضة الآن على احتمال أقل من 60% بأن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى في وقت لاحق من هذا الشهر.
يقول الاقتصاديون في مجموعة “غولدمان ساكس”، ومديرو الأصول في أكبر صندوق سندات نشيط في العالم تديره شركة “باسيفيك إنفستمنت مانجمنت” (Pacific Investment Management) إن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتوقف لفترة وجيزة عن رفع سعر الفائدة الأساسي بعد انهيار مصرف “سيليكون فالي بنك”. وتقدم الاقتصاديون في بنك “نومورا” خطوة أخرى إلى الأمام، فقالوا إن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض سعر الفائدة المستهدف الأسبوع المقبل.
كانت التوقعات ترجح زيادة أسعار الفائدة بما يصل إلى 50 نقطة أساس بعد شهادة الرئيس جيروم باول أمام أعضاء المجلس التشريعي يوم الثلاثاء الماضي.
أغلق “مؤشر ستاندرد أند بورز 500” تعاملات الإثنين منخفضاً بنسبة 0.2%، بعد أن تقلب بين الربح والخسارة وسط تراجع أسهم البنوك، بينما ارتفع مؤشر “ناسداك”، الذي يتسم بحساسية تجاه تأثير السياسة النقدية، بنسبة 0.8%، وهي أعلى نسبة صعود له منذ أكثر من أسبوع.
تداعيات انهيار “سيليكون فالي بنك” دفعت الرئيس جو بايدن إلى التعهد بتنظيم أقوى للبنوك الأميركية، مع طمأنة المودعين بأن أموالهم آمنة.
هوى سهم مصرف “فيرست ريبابليك بنك” (First Republic Bank) بنسبة 62%، وأدى تزايد القلق بشأن حالة البنوك الإقليمية الأميركية إلى توقف التداول على أسهم القطاع. وسجل مؤشر قطاع البنوك “كيه بي دبليو” (KBW Bank Index) أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ بداية جائحة كوفيد-19.
قالت مايرا رودريغيز فالاداريس، الشريك الإداري في شركة “إم آر في أسوشيتس” (MRV Associates)، على “تلفزيون بلومبرغ”: “المشكلة هي أن أحداً لا يريد أن يكون آخر من يطفئ أنوار الغرفة. بمعنى آخر، بمجرد وجود مشكلة في أحد البنوك، تصبح المخاوف حقيقية. وعلى الفور يبدأ الجميع في القول: انتظر لحظة، هل ينبغي أيضاً أن أترك ودائعي في بنك كذا؟، وما إلى ذلك”.
أضافت فالاداريس: “ترتفع عوائد السندات، مما يشير لبقية السوق أن هناك احتمالاً متزايداً للتعثر والخسائر. حتى لو كان البنك يتمتع برأس مال جيد”.
قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن وزارتها ستحمي “جميع المودعين” في “سيليكون فالي بنك”، وستشمل الإجراءات الحكومية برنامج إقراض جديد قال مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إنه سيكون كبيراً بما يكفي لحماية الودائع غير المؤمن عليها في القطاع المصرفي الأميركي عامة. ومع ذلك، فإن الإغلاق المفاجئ لبنك “سيغنتشر” (Signature Bank) في نيويورك من قبل الهيئة التنظيمية الحكومية يوم الأحد أكد على ضرورة ملحة لتحقيق الاستقرار في النظام المالي.
قال رالف شلوسشتاين، الرئيس الفخري لشركة “إيفركور” (Evercore) لـ”تلفزيون بلومبرغ”: “ذات مرة قال وارن بافيت: عند انحسار المد، نكتشف من لا يرتدي ملابس السباحة، وقد اكتشفنا بالفعل ثلاثة لا يرتدون ملابس السباحة، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، ظهر بنك الاحتياطي الفيدرالي على الشاطئ وبدأ في توزيع ملابس السباحة على الجميع”.
“نتوقع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة 25 نقطة أساس، غير أن خطاب جيروم باول وارتفاع مؤشر أسعار المستهلك يميل إلى حسم الأمر على غير ذلك. إن الخطر الذي يواجه توقعاتنا يأتي من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ورغم أن باول فتح الباب أمام رفع كبير لأسعار الفائدة في مارس، فإنه لم يعبر هذا الباب بعد، مشيراً إلى أن القرار القادم سيعتمد على (البيانات الإجمالية).
قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي يشمل عاملين إضافيين. أولا، تقرير مؤشر أسعار المستهلك في هذا الأسبوع، وثانيا، سيدرس بنك الاحتياطي الفيدرالي احتمال تزايد التوتر في النظام المالي”.
– ماركو كولانوفيك، استراتيجي “جيه بي مورغان تشيس”.
“يجب أن يخرج بنك الاحتياطي الفيدرالي من الساحة في الوقت الحالي. فقد رفع أسعار الفائدة حتى تصدع شيء ما، حسناً خمن ماذا؟ شيء تصدع. لن نفاجأ إذا رأينا توقف سياسة التقشف الكمي، وربما إجراء لدعم السوق. أعتقد أننا عدنا إلى وضع الأزمة، وتذكر، من وجهة نظري، أن سحب الودائع من البنوك بكثافة أخطر بكثير من التضخم، لذلك هذا ما يجب أن يوقفوه”.
“الضغوط التي تتعرض لها البنوك تضعف توقعات رفع أسعار الفائدة بعض الشيء، غير أن اتخاذ إجراء حاسم بشأن الاستقرار المالي يمنح بنك الاحتياطي الفيدرالي مجالاً لمواصلة رفع أسعار الفائدة.
إن زيادة أسعار الفائدة 50 نقطة في مارس ليست مستحيلة بقدر ما تكون كذلك في ظل استجابة ضعيفة للحفاظ على الاستقرار المالي وفي ظل عمليات سحب الودائع من البنوك حالياً، ولكنها تبدو غير معقولة للغاية – ما زلنا نتوقع رفعها بمقدار 25 نقطة أساس مع احتمال كبير للامتناع عن زيادة الفائدة”.
بعض التحركات الرئيسية في الأسواق:
الأسهم
• انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.2% في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك.
• ارتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.8%.
• هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.3%.
• سجل مؤشر “إم إس سي آي” للأسهم العالمية هبوطاً بنسبة 0.4%.
استقرار الأسهم.. أسعار العملات
• انخفض مؤشر “بلومبرغ للدولار الفوري” بنسبة 0.7%.
• ارتفع سعر اليورو بنسبة 0.8% إلى 1.0730 دولار.
• صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 1.3% إلى 1.2184 دولار.
• سجل سعر الين الياباني ارتفاعاً بنسبة 1.3% إلى133.33 ين للدولار.
العملات المشفرة
• قفزت بتكوين بنسبة 14% إلى 24393.75 دولار.
• ارتفعت إيثر بنسبة 8.1% إلى 1684.29 دولار.
السندات
• عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات هبط بمقدار 17 نقطة أساس، مسجلاً 3.53%.
• تراجع عائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات 25 نقطة أساس إلى 2.26%.
• انخفض العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات 27 نقطة أساس إلى 3.37%.
السلع
• أسعار خام غرب تكساس الوسيط انخفضت بنسبة 3%، مسجلة 74.41 دولار للبرميل.
• عقود الذهب المستقبلية ارتفعت بنسبة 2.8% إلى 1918.70 دولار للأونصة.
المصدر: الشرق