الروبوتات قادمة.. ما الذي تحتاج إلى معرفته؟

كشف خبراء الصناعة أن العقد المقبل سيشهد طفرة كبيرة في أعداد الروبوتات في شتى جوانب الحياة حيث سرّعت الجائحة من حاجة الأعمال إلى الأتمتة لا سيما للحفاظ على استمرارية وظائف الأعمال وسط الاضطراب العالمي لعمليات الإغلاق.
وكشف بحث أجرته غلوبال داتا (GlobalData) أن قيمة صناعة الروبوتات بلغت 45.3 مليار دولار في عام 2020 ومن المتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) من 29% إلى 568 مليار دولار بحلول عام 2030.
إذن ما هو تعريف الروبوت؟
تُعرِّف GlobalData الروبوت بأنه آلة قادرة على تنفيذ سلسلة معقدة من الإجراءات (تتم برمجتها عادةً بواسطة جهاز كمبيوتر) تلقائيًا وبشكل متكرر وتستخدم الشركات أتمتة العمليات الآلية بالفعل وهي عبارة عن برمجيات مبرمجة أساساً لأداء المهام الأساسية عبر مجموعة من المنصات والتطبيقات.
ولكن هل الروبوتات قادمة بالفعل لسحب البساط من تحت أقدامنا والاستيلاء على وظائفنا أم أنها ستوفر دفعة نحن في أمس الحاجة إليها للإنتاجية لمكافحة بطء النمو الاقتصادي وتغيّر التركيبة السكانية في العالم الغربي؟
شهد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مستويات نمو بطيئة وأجوراً منخفضة وأسعار الفائدة الصفرية في الغرب.
وتفاقم الأمر بعد الجائحة وأصبح هناك نقص كبير في العمالة ويرجع ذلك أساساً إلى تسرب الكثير من العمال الأكبر سناً لذلك سيتم دفع الشركات إلى القيام باستثمارات أكبر في التقنيات الرقمية الحديثة.
انفجار الروبوتات – لماذا الآن؟
بالنظر إلى المستقبل سيكون من الصعب جداً على العديد من البلدان في نصف الكرة الشمالي وفي شرق آسيا الحفاظ على مستوى معيشتهم.
ويُعزى السبب في ذلك بالأساس إلى تقلص وشيخوخة التركيبة السكانية في عالم يتجه نحو تباطؤ النمو.
لذا وبدون أدنى شك سيكون هناك انفجار في الروبوتات بحلول نهاية هذا العقد بالنظر إلى الاتجاهات الديموغرافية نظراً لتباطؤ النمو الاقتصادي سنحتاج إلى كل المساعدة التي يمكننا الحصول عليها من الروبوتات للحفاظ على إنتاجيتنا.
وسيؤدي انتشار الروبوتات بحلول عام 2030 إلى صناعة الروبوتات التي ستتجاوز قيمتها 500 مليار دولار وسيكون جزء كبير منها عبارة عن روبوتات “الخدمة”.
وسيتم تصميم روبوتات الخدمة هذه لكي تنتشر في المستشفيات ودور رعاية المسنين وتلبية احتياجات سكان المناطق الحضرية الذين يعانون من الوحدة بشكل متزايد.
هل تكون اليابان في الطليعة؟
أصبحت اليابان مجتمعًا طليعيًا في تطوير الروبوتات بسبب التحديات الديموغرافية الفريدة المتمثلة في انخفاض معدل المواليد وسرعة شيخوخة السكان.
وتقوم شركات تصنيع المعدات الأصلية اليابانية متعددة الجنسيات بما في ذلك تويوتا وهوندا بالفعل بنشر نماذج أولية من روبوتات الخدمة غالبيتها تتعلق بالتمريض التي يتم تشغيلها حالياً.
في الواقع وجد البحث الموضوعي لشركة GlobalData أن معظم الشركات الرائدة في مجال تقديم براءات اختراع في هذا المجال هي شركات متعددة الجنسيات مقرها اليابان والصين وكوريا الجنوبية.
تتصدر مجموعة سامسونج عالمياً بحصولها على 430 ألف براءة اختراع تليها ميتسوبيشي 379 ألف براءة اختراع في الواقع الشركة الأمريكية الوحيدة في العشرة الأوائل في براءات الاختراع هي شركة كوالكوم.
وبصرف النظر عن التقدم المحرز في آسيا هناك نظام بيئي عالمي كامل لشركات الروبوتات المتلهفة لركوب موجة هذه الصناعة المزدهرة.
وتعد شركة Carnegie Robotics ومقرها بيتسبرغ إحدى هذه الشركات التي تشارك في تصميم وتصنيع الحلول الروبوتية الصناعية.
وأخيراً فإن الروبوتات المنتشرة على نطاق واسع لتحل محل النشاط الصناعي البشري هي مكمن العائد المالي على الاستثمار والشركات التي تستثمر في هذا الاتجاه الجديد ستحقق أرباحاً خيالية.