
من يكتب الحب لا يكتب الحرب
أغضبتها.. أعلم!
مع ذلك، سأكتب عن الحب
بقدر اتساع عينيّ حبيبتي
والوردة التي خدشت غُصن الحياء
بقدر حبي لهذه المدينة حادّة الطباع
قصيدة طويلة بعمق آخر بحرٍ مسّتها قدماي
أنا رجل يغسل جثث أحزانه في الصباح
وينشرها حبّاً في المساء..
رجل يفقد خريف ظلّه مع أول عاصفة
ويعيدها ربيع عناقها الدافئ..
أنا مُسجّل خطر
وأملك عصا سحرية
في تحويل التعب الصغير لتعبٍ أكبر..
توجهوا لأقرب مُصلّى
وسترون في عيون المُصّلين
خيال أحذيتهم خوفاً مني
أنا مُسجّل خطر
وذنبي الذي اقترفته “وطن” تركني بوجوه عديدة
تقول مارلين مونرو أن وجهي سينمائي ويصلح للقُبل..
يقول أبي وجهك ليس أكثر من وجه صبي في ورشة نجارة..
أمي تقول أغرب عن وجهي ولا تنسى القمامة..
يقول سيادة النقيب وجهك أرض خصبة لزرع 5 أصابع..
موظفة الأحوال المدنية حين كنت أهّم لإخراج ورقة قيد نفوس،
وضعت ختمها على جبيني..
قال المصور أن وجهي يصلح لشتاء الخيام..
حتى العاهرة التي انتهيت منها للتو
قالت وهي تشير لحمالة صدرها
أني أشبه قسّاً تحرّش بها بالأمس..
وحده وطني بقي صامتاً،
يشبه حرباً لا أكتب عنها..
إلهي
ما أوسع مسافات البكاء بين أصابعي وهي مسافرة في شعر الحنين
وما أضيقها عند الكتابة حيث لا تتسّع لقلم..
ومع ذلك،
سأكتب عن الحب
عن اللحن
وعن كل شيء
سأكمل هذا النص!
إلا أن يدي سقطت بفعل الحرب التي أغضبتها
وألزمتني بالكتابة عنها..
سأكمل هذا النص في عقلي
وربما في حياةٍ أخرى..
.
وربما في حياةٍ أخرى..
.
*شاعر فلسطيني
.