بن فرحان: لا جدوى من عزل سوريا والحوار مع دمشق مطلوب في وقت ما

قال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي إن إجماعاً بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل سوريا وأن الحوار مع دمشق مطلوب “في وقت ما” حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين.
ووفقاً لمراقبين، فإن التصريحات التي أدلى بها الأمير فيصل بن فرحان حول سوريا في منتدى ميونيخ للأمن السبت 18 فبراير 2023 تمثل تغيراً في السياسة التي تم تبنيها في السنوات الأولى للأزمة السورية المستمرة منذ ما يقرب من 12 عاماً عندما دعمت دول عربية من بينها السعودية جماعات من ما تسمى “المعارضة المسلحة”.
الأمير فيصل بن فرحان وسوريا
وقال الأمير فيصل بن فرحان: “سترون أن إجماعا يتزايد ليس فقط بين دول مجلس التعاون الخليجي بل في العالم العربي على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار”.
وأضاف أنه في ظل غياب سبيل لتحقيق “الأهداف القصوى” من أجل حل سياسي فإنه “بدأ يتشكل” نهج آخر لمعالجة مسألة اللاجئين السوريين في دول الجوار ومعاناة المدنيين خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا.
وقال الأمير فيصل: “لذلك، ينبغي أن يمر ذلك عبر حوار مع الحكومة السورية في وقت ما بما يسمح على الأقل بتحقيق الأهداف الأكثر أهمية خاصة فيما يتعلق بالزاوية الإنسانية وعودة اللاجئين وما إلى ذلك”.
ولدى سؤاله عن تقارير تتحدث عن أنه قد يزور دمشق بعد أن زارها نظيراه الإماراتي والأردني بعد الزلزال، قال وزير الخارجية السعودي “إنه لن يعلق على الشائعات”.
وأرسلت الرياض طائرات محملة بالمساعدات لمناطق منكوبة تسيطر عليها الحكومة السورية في إطار جهود الإغاثة من الزلزال بعد أن أرسلت مساعدات في البداية فقط لشمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة ما تسمى “المعارضة” المسلحة.
وعادت العلاقات بين سوريا والسعودية إلى دائرة الضوء من جديد، فبعد “لا مانع” دمشق بالسماح باستيراد مواد مصنعة في السعودية، تطور جديد يشي باستدارة سعودية نحو دمشق، بالتزامن مع تقدم يشهده ملف التقارب السوري التركي.
التطور الجديد في العلاقة بين سوريا والسعودية، جاء عبر تصريح لوزير الخارجية السعودية من “دافوس” السويسرية، يدعو فيه لإيجاد طريقة ما للتعامل مع الحكومة السورية.